12:53 صباحًا / 22 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الشجرة ، ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت ، بقلم : بديعة النعيمي

الشجرة ، ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت ، بقلم : بديعة النعيمي

الشجرة ، ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت ، بقلم : بديعة النعيمي

تقع قرية الشجرة على تلة متوسطة الارتفاع إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا. وعند ذكر الشجرة فإنه لا بد من أن نذكر أنها مسقط رأس الشهيد الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي رحمه الله الذي اغتالته يد الموساد الصهيوني في لندن. وهو صاحب الأيقونة المشهورة حنظلة.

كانت الشجرة كباقي القرى الفلسطينية ،هادئة، زراعية بطبيعتها، متماسكة في نسيجها الاجتماعي، غير أنها كانت هدفا استراتيجيا ضمن الخطة الصهيونية للتطهير العرقي “دالت” والتي صيغت لفرض السيطرة على المناطق الفلسطينية وتهجير سكانها.


درات في القرية معركة من أشهر المعارك التي دارت خلال حرب ١٩٤٨، حيث دافع المجاهدون عنها بكل بسالة وشجاعة ضد عصابة “الهاجاناه”.


ويذكر أن هذه المعركة استمرت ٦ أشهر. لكن وكما هي العادة، فقد انتصرت عصابة “الهاجاناه” بسبب نفاد الذخيرة واستشهاد عدد من المجاهدين وانسحاب آخرين. غير أن السبب الرئيسي لهذا الانتصار هو هدنة ١١/يونيو/١٩٤٨، التي سمحت للعصابات الصهيونية من إعادة تسليح نفسها، وترتيب خططها، حيث عادت لاحتلال القرية يوم ٨/يوليو. واندلع القتال بين المجاهدين والعصابة مرة أخرى، إلى أن أدخلت المدافع الثقيلة إلى ساحة المعركة فكان سقوط القرية النهائي.

وقد ارتكبت العصابات المجرمة عمليات قتل جماعي داخل المنازل والحقول، لم يُفرق بين الشيخ والطفل، وكانت النتيجة مجزرة لا تزال موثقة بشهادات من تبقى من الناجين، وتقرير “المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان” الذي أكد أن عدد الشهداء بلغ نحو ٧٠ شهيدا.

“دافيد بن غوريون”، أول رئيس وزراء لدولة الشتات، قال في أحد اجتماعات القيادة الصهيونية في يوليو ١٩٤٨ “علينا أن نزيل العرب من المناطق التي نسيطر عليها، الشجرة ليست استثناء.”


وهي إشارة صريحة إلى سياسة الطرد التي مورست دون تمييز.

أما “يغال ألون”، قائد عمليات منطقة الجليل، فقد صرح في مذكراته لاحقا،


“كان احتلال الشجرة ضروريا… لم يكن هناك خيار سوى استخدام القوة القصوى لفتح الطريق وتأمين الجليل الأسفل.”

وهذا يشير إلى أن المجزرة كانت جزءا من خطة حربية ممنهجة.

ويبقى البعد الإنساني لهذه المجزرة كما غيرها من مجازر ٤٨ هو الأشد وطأة. فالمجزرة لم تنفذ بأهل القرية فقط ،بل مسحت قرية كاملة من الوجود. فقد دُمرت البيوت، وسُويت معالمها بالأرض، وأُقيم على أنقاضها مستوطنة صهيونية تُدعى “إيلانيا”، في محاولة لمسح الجغرافيا وإعادة كتابتها بلغة العدو الظالم.


غير أن التاريخ لا يُكتب فقط في كتب المنتصرين، بل في ذاكرة الضحايا. والمجزرة، كغيرها، تظل شاهدا على ما حدث…
كانت هنا وستنتفض يوما كفينيق بإذن الله…

شاهد أيضاً

الاحتلال يواصل اقتحام نزلة الشيخ زيد في جنين ويستولي على 3 منازل

الاحتلال يواصل اقتحام نزلة الشيخ زيد في جنين ويستولي على 3 منازل

شفا – واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، اقتحام قرية نزلة الشيخ زيد في جنين، …