
صرخة البقاء ، بقلم : هديل الخليلي
في أعماقها غابة دفينه تحاول رؤية النور البعيد، أغصانها باتت متشابكة كل غصنٍ يقسوا على غصنٍ آخر ويمتد ذالك التشابك ويحضن الأوراق المصفرة، مثل القدر والدعاء يصارعان بعضهما للخلاص،غابه دفينه في فصل الخريف وأزيز يكاد لا يسمع كأنه حلم صامت، غارقة بكلامها ولا تستطيع البوح به، لا تعلم ماذا أصابها تترك ذاك الثقل الذي يسير فوق جفونها المتورمة وصوتها الذي بُح بالبكاء سراً ، انبثر شجونها حول الأغصان لا تعلم أهو حب مترابط أم هو حبٌ نرجسي ، خشيت أن تتعفن روحها هنا ولأن قلبها جيوبا تشبه الأرحام يكبرون وتعتصر لمخاضهم ببكاء وفرح ولأن شرحها أصبح عصيًا فالإنسان يرتكز على ثلاث: النفس..والروح..والجسد، قررت أن تذيب هذا التشابك بالشجن ولأن بعد كل شجنٍ وألم كبير أملا أكبر وأستعدت للحرب وتترك على كل غصن بصمة قوة، وتزرع شجرة الحياة التي تحلم بها، تفتح عيونها في فجر ضبابي، تتبعثر الأوراق من حولها ونور الشمس يرشدها إلى آخر الطريق ليبتسم الجرح لها قائلا: نحن نريد لأنفسنا شخصًا يمنحنا التوحد في عوالمنا الأربعة من الطفولة المتخمة بموافقات على مد البصر والمراهقة المصابة بطفح الشعور بالذنب بالأُنوثة والنضج الغامض رغما عنا والشيخوخه المكتفية له فقط، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ألا يوجد ما يعيد خلق أرواحنا في مكان آخر، نحن ليس لدينا جزء من قلوبنا تفسر وتعتذر نريد ما تبقى منه لنا وحدنا، الأحداث الصادمة على قدر ما هي مؤلمة إذ أنها تقدح داخل الإنسان شرارة التغير الأولى، نتسائل أين اختفت رائحة السلام في العالم، نكتم أنفاسنا ونطلق للعالم صرخة للبقاء على قيد الحياه.
نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني