6:40 مساءً / 15 يونيو، 2025
آخر الاخبار

نتنياهو ، هتلر العصر الحديث يقود إسرائيل إلى الهاوية ، بقلم: المهندس غسان جابر

نتنياهو.. هتلر العصر الحديث يقود إسرائيل إلى الهاوية ، بقلم: المهندس غسان جابر

في لحظات مفصلية من التاريخ، يظهر قادة لا يحملون راية التقدم بل مشعل الخراب، يدّعون القوة بينما يقودون أممهم إلى الانتحار. هكذا كان أدولف هتلر، وهكذا هو بنيامين نتنياهو اليوم. كلاهما اعتنق أيديولوجيا التفوق العرقي، وارتكب جرائم حرب تحت ستار “الدفاع عن الذات”، وحوّل بلده إلى معسكر خوف وكراهية، ثم ساقه نحو نهاية دموية حتمية.

إننا لا نسعى هنا إلى الإثارة السطحية، بل إلى قراءة تاريخية سياسية عميقة تكشف التشابه المرعب بين النازية التي أشعلت العالم نارًا، والصهيونية المتطرفة التي تنشر الموت والدمار في فلسطين، وتحرق ما تبقى من القيم الدولية والإنسانية.

أولاً: أيديولوجيا التفوق.. العنصرية كوقود للدمار

هتلر رفع شعار “العرق الآري المتفوق”، ومارس الإبادة بحق ملايين البشر من غير “الألمان النقيين”. نتنياهو بدوره، يكرّس يوميًا “دولة اليهود فقط”، ويقصي كل من هو غير يهودي من مفهوم المواطنة، ويمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، ليس فقط في الضفة وغزة، بل حتى داخل الخط الأخضر.

“قانون القومية” الذي شرّعه الكنيست بإصرار من نتنياهو عام 2018 ليس أقل عنصرية من “قوانين نورمبرغ” النازية. هو ينزع الشرعية عن 20% من المواطنين الفلسطينيين، ويؤسس لواقع الدولة الدينية العنصرية، بما يناقض تمامًا القيم التي تدّعيها إسرائيل.

ثانيًا: الدعاية والكذب وتزييف الحقائق

كما جند هتلر وزير دعايته الشهير غوبلز لبث الكراهية وتبرير الجرائم، يستخدم نتنياهو آلة دعائية إعلامية ضخمة لتزوير الواقع، وتحويل القاتل إلى ضحية. فكلما قصفت إسرائيل مستشفى أو مدرسة أو مخيمًا، خرج نتنياهو مدعيًا أن “المقاومة تستخدم المدنيين كدروع بشرية”، متناسياً أن الجلاد هو من يملك القنابل، لا من يعيش تحت الركام.

وتشير تقارير دولية إلى تكرار الخطاب التحريضي من قبل نتنياهو على الفلسطينيين، خاصة حين يكون في مأزق سياسي داخلي، كما حصل قبل كل حرب تقريبًا.

ثالثًا: التوسع والاستيطان.. هل تختلف عن الاجتياح والضم؟

هتلر غزا تشيكوسلوفاكيا والنمسا وبولندا بذريعة “استعادة أمجاد الرايخ”، تمامًا كما يُبرّر نتنياهو التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية على أنه “حق تاريخي وديني لليهود”.

الفرق الوحيد أن العالم تحرّك ضد النازية بقوة، بينما لا يزال يصمت – حتى اليوم – أمام سياسات التطهير العرقي والتهجير القسري في القدس والخليل وغزة. لكن هذا الصمت ليس أبديًا، فالتاريخ يُسجّل، والعالم بدأ يفتح عينيه.

رابعًا: الفساد الداخلي وسقوط الشرعية

كما بدأ نظام هتلر بالتصَدّع من الداخل بسبب الطغيان والفساد والشللية، تعاني إسرائيل اليوم من أزمة هوية سياسية غير مسبوقة. نتنياهو يواجه اتهامات فساد خطيرة، ويخوض معركة شخصية للبقاء في الحكم حتى لو كلّف ذلك تفكيك الدولة.

الاحتجاجات التي خرجت في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، والانقسامات العميقة بين التيار العلماني والمتدين، والعجز أمام المقاومة في غزة والضفة، كلها مؤشرات على اهتراء البنية السياسية والاجتماعية من الداخل، كما حصل مع ألمانيا النازية قبيل سقوطها.

خامسًا: نهاية المشروع.. حتمية تاريخية

لم تنهَ النازية على يد المتظاهرين في برلين، بل انهارت تحت ضربات الشعوب التي قاومتها، وفي مقدمتها الشعب السوفيتي. واليوم، فإن المشروع الصهيوني، في نسخته الأكثر تطرفًا بقيادة نتنياهو، يتجه نحو المصير ذاته.

ليس من باب التمني، بل من خلال تحليل المعطيات:

مقاومة فلسطينية أكثر تصميمًا وجرأة

تحولات في الرأي العام العالمي

عزلة دبلوماسية متزايدة

تراجع الثقة داخل المجتمع الصهيوني

تحقيقات دولية تتجه نحو مساءلة قادة إسرائيل

كل هذه عوامل تضع الكيان في مسار انهيار تاريخي، لن تمنعه ترسانة نووية ولا دعم غربي. فما من قوة انتصرت على شعوب تقاتل من أجل كرامتها وحقها في الحياة.

نقول :

كما قاد هتلر ألمانيا إلى حتفها، لا بيد أعدائه بل بيده، فإن نتنياهو اليوم، بدمويته وجنونه السياسي، يقود إسرائيل نحو نهاية قد تكون أقرب مما يتوقع كثيرون. هي نهاية لن تصنعها الجيوش النظامية، بل صمود غزة، عنفوان جنين، دماء الأطفال، وصرخات الأمهات، وسقوط الأقنعة في العالم الحر.

إنه سقوط لا مفر منه، لأن الكيانات التي تُبنى على الحقد والدم لا تعيش طويلًا… والتاريخ يشهد.

  • – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

شاهد أيضاً

تقرير : رؤية للتعامل مع القلق النفسي لدى الأطفال في حالات الهلع والترويع التي نعيشها هذه الأيام

تقرير : رؤية للتعامل مع القلق النفسي لدى الأطفال في حالات الهلع والترويع التي نعيشها هذه الأيام

شفا – تقرير طاقم الصحة النفسية – مركز الدراسات والتطبيقات التربوية – CARE ، عاش …