11:53 مساءً / 13 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الكتابة الإبداعية ، حين نداوي الجرح بالحبر ، بقلم: رانية مرجية

الكتابة الإبداعية ، حين نداوي الجرح بالحبر ، بقلم: رانية مرجية

هل جرّبتم يومًا أن تكتبوا بدل أن تصرخوا؟

أن تمسكوا قلمًا بدل أن تكسروا شيئًا؟

أن تملؤوا ورقةً بيضاء بدل أن تفرغوا قلوبكم في عتمة غرفة لا يسمعكم فيها أحد؟

الكتابة الإبداعية، كما أفهمها، ليست للترف ولا للهواة ولا للنخب التي تمسح أحزانها بالمصطلحات.

الكتابة، كما أمارسها، فعل نجاة.

الكتابة ليست ما أفعله… بل ما يبقيني على قيد الضوء.

حين أكتب، لا أروي حكاية.

بل أمدّ أصابعي إلى جرح قديم، أنظف حوله، أتنفس قربه، وربما أضع عليه وردة.

حين أكتب، لا أداوي نفسي فقط… بل أعانق كل ما لم أستطع معانقته يومًا،

أعانق تلك النظرات التي لم تُقال، وتلك الكلمات التي بقيت في الحلق،

أعانق مَن غاب، ومَن بقي، ومَن لم يعرف كيف يقترب مني… فأبعدته.

الكتابة الإبداعية علاج صامت، لكنها تصرخ من الداخل.

هي أن تقول كل شيء، دون أن يسمعك أحد،

أن تحضن كل من أحببت ولم تستطع أن تخبره أنك كنت بحاجة لحضنه.

أنا لا أكتب لأنني قوية… بل أكتب لأتذكّر أنني لم أنكسر كلّيًا.

أكتب لأربّي في داخلي امرأة تعرف كيف تبكي على الورق دون أن تنهار في الحياة.

أكتب لأمنح نفسي فرصةً ثانية، وربما أولى.

الكتابة جعلتني أتعامل مع ذاتي كما أتعامل مع طفل خائف:

أربّت على كتفه، أطمئنه، وأقول له: لا بأس…

ثم أصدّق ذلك لأستطيع الاستمرار.

أحيانًا، حين أكتب، أشعر أنني أمدّ ذراعي عبر الحبر…

وأحضن من أحببتهم دون أن أسمّيهم.

أضمّهم كما يشتهي القلب لا كما يسمح الواقع.

الكتابة ليست مجدًا، بل نجاة.

ليست منصة، بل حضن.

هي أن تفرغ صدرك في السطور، ثم تنظر إلى نفسك وتقول:

“نجوتُ مرة أخرى، وسأكتب كي أنجو مرة أخرى.”

فامسكوا أقلامكم…

واكتبوا،

واكتبوا،

واكتبوا.

فمن لا يجد أحدًا ليحتضنه،

قد يجد في الورق حضنًا لا يخذله

شاهد أيضاً

إيران تقصف إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية

إيران تقصف إسرائيل بمئات الصواريخ البالستية

شفا – شنت إيران، مساء اليوم الجمعة، هجوما واسعا بمئات الصواريخ البالستية على أهداف إسرائيلية، …