12:46 مساءً / 13 يونيو، 2025
آخر الاخبار

نريد أن نعيش ، بقلم : علاء عاشور

نريد أن نعيش ، بقلم : علاء عاشور

نحن لا نطلب معجزات، ولا نحلم بأكثر من أن نعيش حياة بسيطة، هادئة، كغيرنا من الناس. لا نطمح لأن نكون أبطالًا في ملاحم التاريخ، ولا نحمل رايات الحرب في وجه الريح. كل ما نريده أن نستيقظ صباحًا على صوت العصافير لا على صفير الرصاص، أن نفتح النوافذ لا لنتحقق من الدخان بل لندع الشمس تدخل وتلامس وجوه أطفالنا.

نريد أن نحيا كما يحيا البشر في بقاع الأرض، مستغرقين في تفاصيل الحياة الصغيرة، نتفرّج على مسلسل “مرايا” ونضحك من قلبٍ مثقوب، نحمل بيد كوب شاي دافئ، وباليد الأخرى قطعة معمول بعجوة، ونترك الحنين يعمل عمله في القلب، بلا قيد ولا خوف. نريد أن نفرح بمباراة كرة قدم، أن نستمع لتعليق عصام الشوالي كأنها نشوة مؤقتة تُنسي الهموم، ونصرخ في لحظة هدف كأننا انتصرنا على واقعنا الكئيب.

نريد أن نحلم… فقط نحلم، دون أن يُسحق الحلم تحت حذاء جندي، أو في نبرة قرار فوقي لا يعرف عنّا شيئًا. نريد أن نعيش دون أن نُتّهَم بالهروب، أو بالخيانة، أو بعدم الانتماء. نريد أن نكون أناسًا عاديين، لا مقاتلين في ساحة لم نخترها.

لكننا، وللأسف، لم نُمنح هذا الخيار. كُتب علينا أن نحمل القهر في قلوبنا، ونكتشف الوطن من خلال الغربة، وأن نحفظ أسماء الشهداء أكثر من أسماء الشعراء. كُتب علينا أن نمشي في دروب الحزن حفاة، نبحث عن بقعة ضوء في عيون أُطفئت قسرًا، ونرتق بالأمل ثقوب الذاكرة.

في أعين العابثين بحلاوة الحياة، في نظرات من عاشوا الرفاهية ببرود تام، نقف نحن غرباء، نحمل تساؤلًا لا إجابة له: لماذا لا يحقّ لنا أن نعيش؟ لماذا صار الحلم ترفًا، والراحة خيانة، والسعادة ذنبًا لا يُغتفر؟

نحن لا نطلب الكثير… فقط حياة عادية، بعض السكون، شيء من الطمأنينة. أن نكون كباقي الناس، لا أكثر.

شاهد أيضاً

د. مجدلاني: ندين العدوان الإسرائيلي بشراكة أمريكية ضد ايران ونحذر من استغلاله للمزيد من حرب الإبادة ضد غزة وتعطيل المؤتمر الدولي للسلام

شفا – ادان الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. أحمد مجدلاني، العدوان الغاشم الذي …