5:15 مساءً / 9 يونيو، 2025
آخر الاخبار

في مواجهة أزمات العالم ، الحوار الحضاري يقدّم طريق الأمل ، بقلم: ريماس الصينية

في مواجهة أزمات العالم ، الحوار الحضاري يقدّم طريق الأمل ، بقلم: ريماس الصينية

في العاشر من يونيو 2025، يحتفل العالم باليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات، وهو مناسبة دولية أطلقتها الصين وأقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع. ويأتي هذا الحدث في توقيت بالغ الأهمية، حيث يواجه العالم تحولات عميقة وتحديات متشابكة، مما يبرز مجددًا أهمية الحوار الحضاري كرافعة أساسية لتعزيز التفاهم والسلام والتنمية المشتركة.


لطالما كانت الحضارات المختلفة مصدرًا غنيًا للتنوع الثقافي والإبداع الإنساني. وفي مقابل نظرية “صدام الحضارات” التي طرحها صامويل هنتنغتون في تسعينيات القرن الماضي، والتي اعتبرت التباينات الثقافية سببًا رئيسيًا للصراعات المستقبلية، تقدم الصين رؤية بديلة تقوم على التعددية والتفاهم والانفتاح. فالتاريخ الإنساني يثبت أن التفاعل بين الحضارات كان ولا يزال عاملًا محفزًا للتقدم والازدهار، لا ساحة للصدام.


وفي عام 2023، طرحت الصين “مبادرة الحضارة العالمية”، والتي تُعد مرجعًا فكريًا جديدًا لتعزيز التواصل والتكامل بين الحضارات، وترتكز على أربعة محاور رئيسية:


أولًا: احترام تنوع الحضارات


لا توجد حضارة أسمى من أخرى، فلكل حضارة خصوصيتها وجذورها الثقافية والتاريخية العميقة. وتدعو المبادرة إلى حوار قائم على المساواة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن فرض نماذج حضارية بعينها أو إصدار أحكام معيارية ضيقة.


ثانيًا: تعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء


السلام، والتنمية، والعدالة، والديمقراطية، والحرية، هي قيم يتشارك فيها البشر رغم اختلاف السياقات الحضارية والثقافية. ويمكن لهذه القيم المشتركة أن تشكل أرضية لبناء التوافق وتعزيز التعاون، كما تعكسها وثائق دولية مثل “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” و”اتفاق باريس للمناخ”.


ثالثًا: تشجيع الحفاظ على التراث الحضاري وتجديده


الحضارة ليست مجرد إرث من الماضي، بل كيان حيّ يتطور مع الزمن. فقد تميز فن دونهوانغ الصيني بانفتاحه على الأساليب الشرقية والغربية، كما شهدت الحضارة العربية الإسلامية نهضة علمية كبرى بفضل التفاعل مع الحضارات اليونانية والهندية والفارسية. ومن ثم، فإن الابتكار الحضاري يتطلب توازنًا بين الأصالة والانفتاح.


رابعًا: تعزيز التبادل الإنساني والثقافي الدولي


يُعد التبادل الثقافي جسرًا يربط القلوب ويقرب العقول. وقد ربطت طرق الحرير القديمة بين الصين والعالم العربي، وأسهمت في تبادل السلع والمعارف والقيم. واليوم، تُواصل مبادرة “الحزام والطريق” هذا الإرث الحضاري من خلال مشروعات التعاون في مجالات التعليم، والسياحة، والثقافة، مما يعمق الفهم المتبادل بين الشعوب.


إن تخصيص يوم دولي للحوار بين الحضارات لا يحمل رمزية فحسب، بل يعكس أيضًا إرادة دولية صادقة لتجاوز الانقسامات وبناء مستقبل مشترك قائم على التفاهم والشراكة. فالتحديات العالمية الكبرى – من تغير المناخ، إلى الأوبئة، إلى الأزمات الجيوسياسية – تتطلب تعاونًا جماعيًا وروحًا إنسانية تتخطى الحواجز الثقافية.


وفي الختام، تؤمن الصين بأن الحوار الحضاري هو السبيل إلى عالم أكثر تنوعًا وازدهارًا وتفاهمًا. وهي تمد يد التعاون إلى الدول العربية وسائر شعوب العالم، من أجل ترسيخ قيم الاحترام والتسامح والتكامل، وبناء مجتمع دولي ذي مصير مشترك تسوده روح السلام والرخاء للجميع.

  • – ريماس الصينية – صحفية في CGTN العربية – الصين .

شاهد أيضاً

OnePlus تعلن عن أفضل هواتفها

شفا – أعلنت OnePlus عن هاتفها الجديد الذي جهّزته بأفضل المواصفات والتقنيات لتنافس به أحدث …