3:28 مساءً / 7 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الغارات الواسعة على لبنان اكثر من هدف ودلالة ورسالة ، بقلم : راسم عبيدات

الغارات الواسعة على لبنان اكثر من هدف ودلالة ورسالة ، بقلم : راسم عبيدات

الغارات الواسعة على لبنان اكثر من هدف ودلالة ورسالة ، بقلم : راسم عبيدات


منذ الإنجازات الكبرى التي استطاع نتنياهو بشراكة أمريكية تحقيقها،بإخراج سوريا كلياً من محور المقاومة،وفرض معادلات ردعية جديدة على النظام الجديد هناك، تقوم على حق اسرائيل في استباحة السيادة السورية جواً وبراً وبحراً ،والقيام بعمليات القصف والتدمير والدخول والخروج من الأراضي السورية ،متى شعرت او تشعر اسرائيل وفق ذرائعها وحججها،بوجود تهديد أو خطر عسكري او امني لجيشها ولمستوطنيها،وقبل ذلك في زمن النظام السوري السابق،فرضت معادلة ردعية عنوانها “معركة بين حربين”، القيام بعمليات قصف وتدمير دون اي رد من النظام السوري وجيشه ،وهذه المعادلة الردعية،بعد ان نجحت اسرائيل في توجيه ضربات مؤلمة لحزب الله ولبيئته ولحاضنته الشعبية،ومع ارتقاء أمينه العام نصر الله،والذي يؤكد قول نتنياهو بانه المحور والعنوان،جرى نقل تلك المعادلة الردعية الى لبنان،حيث أمريكا التي صورت نفسها على انها ضامن لإتفاق وافقت عليه الدولة اللبنانية برئاساتها الثلاثة،وكذلك وافقت عليه المقاومة اللبنانية،اتفاق صاغت امريكا قراره المعروف بالقرار(1701) ،وجرى تعيين لجنة للإشراف على تنفيذه خماسية،اربعة ونصف منها تصب وتخدم المصلحة والرؤيا الإسرائيلية،بإنه لا تطبيق لوقف إطلاق النار وتطبيق موجبات القرار الأمريكي الصياغة،دون نزع سلاح حزب الله على مستوى لبنان،وليس فقط جنوب الليطاني،ولذلك عملت امريكا على تمديد الإتفاق ل 18/2/2025،ومن بعد ذلك شرعنة احتلال خمسة تلال لبنانية استراتيجية،واستمرت اسرائيل في استباحة الأراضي اللبنانية،وخرق الإتفاق بموافقة امريكية ،ومواقف لبنانية رسمية مائعة و”مرخية” ورهان العاجزين على الخيار الدبلوماسي في الرئاسة والحكومة،بالضغط على اسرائيل من قبل الضامنين والمجتمع الدولي لوقف عدوانها وانسحابها من الأراضي اللبنانية،وهي تدرك بان ذلك “حلم ابليس في الجنة”،وبالمقابل حزب الله بعد تلقيه ضربة مؤلمة،ذهب لترميم اوضاعه الداخلة ومراجعة شاملة للإختراقات الأمنية التي ادت الى اغتيال اغلب قياداته الأمنية والعسكرية من الصفين الأول والثاني وصولاً الى أمينيه العامين نصرالله وصفي الدين،ولكن دون القدرة على التصدي او الرد،ليس على عدم التطبيق لموجبات القرار 1701،واستمرار الغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية على لبنان وإستهداف قادة وعناصر من الحزب، فالحزب الذي قال بأن مسألة حماية سيادة لبنان وتحقيق انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية وتأمين عودة سكان الجنوب واعادة الإعمار،باتت من مسؤوليات الدولة والجيش اللبناني،سلم هو الاخر بالمعادلة الردعية الإسرائيلية التي كانت سائدة في سوريا ، زمن النظام السوري السابق وتوسعت في زمن النظام السوري الجديد ” معركة بين حربين”.واصبح الفشل اللبناني مزدوجاً،فشل الخيار الدبلوماسي وفشل الخيار الردعي،وتقييد هذا الخيار بموانع داخلية واقليمية ودولية.

الغارات الأوسع التي شنت التي على الضاحية الجنوبية وحارة حريك وبرج البراجنة،حملت جملة من الأهداف والدلالات والرسائل.فهي ليس فقط لم تلتفت الى حالة التوسل والإستجداء من قبل الحكومة اللبنانية، بقيام الجيش اللبناني وعبر لجنة الإشراف بالكشف على البنايات والمواقع التي تقول اسرائيل بأنها تحوي على مصانع مسيرات لحزب الله،بل قامت اسرائيل بقصفها دون اعتبار للموقف اللبناني وللجنة الإشراف ،وهي بذلك تستهدف سيادة لبنان واستقراره وتماسكه ووحدته،وكذلك هذا الإستهداف الذي جرى ليلة العيد والنزوح الكبير للمواطنين اللبنانيين وأزدحام الطرقات،في وقت لم يستكمل فيه الجنوبيين عودتهم الى قرارهم التي هجروا منها بفعل العدوان الإسرائيلي، اتى هذا القصف العنيف والواسع،بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل ثلاثة أيام الى بيروت ولقائه مع الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب اللبناني وامين عام حزب الله،حيث جرت محادثات،غيرت من صورة العلاقة الفاترة والسلبية بين لبنان وايران،والتي عكرها تصريحات غير مسؤولة لرئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ووزير خارجيته يوسف رجي،وما جرى من عمليات منع طائرات مدنية ايرانية من الهبوط في مطار بيروت الدولي ،وعمليات تفتيش استفزازية لدبلوماسيين ايرانيين في مطار بيروت الدولي،والحديث عن تهرب اموال لصالح الحزب.

اللقاء كان مثمرا ولجهة الموافقة على مشاركة ايران في عمليات الإعمار ،ولكن اسرائيل انزعجت من هذا اللقاء،وقالت على لسان وزير حربها يسرائيل كاتس بأن المحادثات لم تتطرق الى نزع سلاح حزب الله اللبناني،وأيضاً هذه الغارات أتت ليس فقط من أجل الإنتقام من لبنان،بل جاءت لتقول بأن اسرائيل،هي ” البقرة المقدسة” التي لا يجوز الإقتراب منها،لا قولاً ولا فعلاً،وكل من يتجرأ عليها سيناله عقاب شديد،أي جعل ما جرى في لبنان وما يجري في قطاع غزة،أنموذج ، لكل من يتجرأ بالتطاول على اسرائيل،أو مجابهتها والتصدي لمشاريعها ومخططاتها وعدوانيتها، فأن مصيره سيكون الحرق والتدمير الممنهج لبيئته الشعبية الحاضنة،بإستهداف البشر والحجر وكل ما له علاقة بالحياة والوجود الإنساني.

وكذلك هذه الغارات الواسعة قالت بأن امريكا،هي من اعطت الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بها،من أجل مواصلة الضغوط على الرئاسة والحكومة اللبنانية،لكي تسلم بالشروط والإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، بأن قضايا الإعمار والإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية،ووقف العدوان الإسرائيلي، الذي تسميه أمريكا بحق اسرائيل بالدفاع عن نفسها،غير ممكن بدون نزع سلاح الحزب على مستوى لبنان.

هذا العدوان أتى في ظل تعمق أزمات نتنياهو الداخلية والخارجية،حيث أزمة تجنيد اليهود ” الحرديم” وتهديدات حزبي ” شاس” و” يهوديت هتوارة” بالإنسحاب من الحكومة ،وبالتالي حل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة، على خلفية رفض اعفاء اليهود ” الحرديم ” من التجنيد،ناهيك عن الضغوط التي تمارس على نتنياهو من قبل أهالي الأسرى والمعارضة السياسية من أجل عقد اتفاقية لإستعادة الأسرى،متهمة نتنياهو بإطالة أمد الحرب،خدمة لأهدافه السياسية والشخصية،والحرب لم يعد لها اهداف امنية وعسكرية،والجيش والأزمة الناتجة عن النقص في العنصر البشري،والمرتبطة بعدم تجنيد اليهود ” الحريديم”،حيث رفض تجنيدهم، سيعمق الخلاف مع الجيش وما يعرف بمحكمة العدل العليا،وبالمقابل تجنيدهم سيؤدي الى انسحاب كتلتي ” شاس” و” ويهوديت هتوارة من الحكومة،والنتيجة سقوط حكومة نتنياهو والذهاب الى انتخابات مبكرة، من شأنها ان تضعف خيار الحرب العدوانية المستمرة على قطاع غزة،او أنها قد توقفها.

ولذلك أتى هذا العدوان والغارات الواسعة على الضاحية الجنوبية،لحرف الأنظار عما يجري في قطاع غزة من مجازر وقتل للمدنيين واستخدام التجويع كسلاح لتحقيق اهداف عسكرية وأمنية،وهذا يعطي نتنياهو المبرر والذرائع لإستمرار القول بأن هذه الحرب التي يخوضها وجودية،ويجب ان تخاض على أكثر من جبهة،وأيضاً من اجل تخفيف واستبعاد الضغوط الدولية ووقف التحولات الجارية عالمياً لصالح وقف العدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة،ووقف الإعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من دول أوروبا الغربية، التي باتت في تسارع وتزايد.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

6 شهداء في قصف الاحتلال بلدة بني سهيلا شرق خان يونس بقطاع غزة

شفا – استشهد 6 مواطنين، اليوم السبت، في قصف الاحتلال الإسرائيلي بلدة بني سهيلا شرق …