2:28 مساءً / 7 يونيو، 2025
آخر الاخبار

“فلسطين” تُخذل بالخطب كما تُخذل بالصمت ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

“فلسطين” تُخذل بالخطب كما تُخذل بالصمت ، بقلم : الصحفي سامح الجدي

منذ أن وقع الاحتلال على أرض فلسطين، والشعب الفلسطيني يدفع ثمنًا باهظًا من دمه وكرامته وحقوقه. ومع كل عدوان إسرائيلي جديد، تتوالى خطب الجمعة المشتعلة، وتصدح المنابر بالشعارات الرنانة، وتُستحضر الآيات والأحاديث، ويُعاد تدوير العبارات الحماسية ذاتها التي قيلت منذ عشرات السنين. لكن رغم كل هذا الضجيج، لا الحصار رُفع، ولا الاحتلال تراجع، ولا العدوان توقف.

الحقيقة المُرّة أن فلسطين تُخذل مرتين؛ مرة بصمت العالم، ومرة بخطب لا تسندها أفعال. الخذلان الأول دولي، مفضوح ومستمر. أما الخذلان الثاني، فهو محلي وإقليمي، يُغلّف بخطاب ديني أو قومي، لكنه يظل عاجزًا عن إنتاج أي تغيير فعلي على الأرض.

الشعارات لا تُحرر، والخُطب لا تبني مشروعًا

لا شك أن للنصوص الدينية والخطب دورًا في شحن المشاعر وتعزيز الهوية والانتماء، ولكن حين تتحول إلى ردود فعل موسمية أو أدوات لتنفيس الغضب الجماهيري، فإنها تفقد قيمتها وتصبح مجرد تغطية على العجز. التحرير لا يتم من فوق المنابر، بل من خلال برامج وطنية واضحة، وعمل منظم، وتكامل أدوار بين الداخل والخارج، وبين المقاومة الشعبية والمقاومة السياسية والدبلوماسية والإعلامية.

لقد أدمن كثير من الفاعلين في قضيتنا “الردود الخطابية”، وكأن تكرار الغضب يكفي لتغيير الواقع. لكن العالم لا يُقنعه الصوت العالي، بل الفعل الذكي والضغط المنهجي المدروس. كم من مرة سمعنا فيها خطبًا تندد وتتوعد، ثم انتهى كل شيء بانتهاء البث المباشر؟

فلسطين بحاجة إلى مشروع لا إلى منبر

العدو لا يخشى الكلمات، بل يخشى التنظيم. يخشى الوعي، وحدة الصف، المؤسسات القوية، والإعلام الفعّال. نحن بحاجة إلى خطاب عقلاني، يُوازن بين الإيمان والواقع، بين العاطفة والعقل، بين ما نريد وما نستطيع.

شاهد أيضاً

15 شهيدا وأكثر من 50 مصابا في قصف منزل في حي الصبرة بمدينة غزة

شفا – استُشهد 15 مواطنا على الأقل وأصيب 50 آخرون، اليوم السبت، في مجزرة جديدة …