1:00 صباحًا / 3 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الدوام تحت الحصار ، معاناة موظفي القطاع العام في سلفيت بين الحواجز والإغلاقات ، بقلم: د. عمر السلخي

“الدوام تحت الحصار: معاناة موظفي القطاع العام في سلفيت بين الحواجز والإغلاقات” بقلم: د. عمر السلخي

في محافظة سلفيت، لم يعد الطريق إلى العمل مجرد مسارٍ يوميٍّ روتينيّ، بل تحوّل إلى معركةٍ يومية بين إرادة الحياة وعقبات الاحتلال. مئات الموظفين العاملين في القطاع العام، سواء في مديريات التربية أو الصحة أو الشؤون المدنية أو البلديات، أو مديريات الوزارات المختلفة، يخرجون فجرًا للوصول إلى مواقع عملهم، ويعودون مثقلين بعناء الطرق البديلة، وإرهاق التفتيش، وعبء التكاليف المرتفعة.

حواجز وإغلاقات: خارطة قهر يومية

تشهد مدينة سلفيت والمناطق المحيطة بها حصارًا خانقًا متعدد الأوجه، يتمثل في إغلاق ممنهج للطرق والمداخل الرئيسية:

حاجز ديربلوط الذي يعيق حركة المواطنين ويبطئ الوصول إلى المدينة.

حاجز تحت جسر الزاوية، الذي يفرض رقابة مشددة وازدحامًا مستمرًا.

بوابة قراوة بني حسان، التي تتحكم في الدخول والخروج من المنطقة الغربية.

إغلاق بوابة حارس الغربية ومدخل ديراستيا الغربي، ما يفرض التفافًا طويلاً نحو طرق وعرة.

إغلاق مدخل كفل حارس وتحويل المرور إلى طريق العَبّارة الوعرة، حيث الحفر والمنعطفات الخَطِرة.

إغلاق مدخل سلفيت الشمالي ومدخل كفر الديك الغربي ومدخل مرّدة الغربي، ما يعمق من عزلة البلدة.

إغلاق بوابتي ياسوف وبروقين الغربية، وفتحهما لساعات محدودة أو بقرار مفاجئ.

وجود حاجز طيار في طريق المطوي، يزيد من التوتر والخطر في كل عبور.

بدائل مكلفة ومجهدة

يحاول الموظفون سلوك طرق بديلة، مثل شارع اللبن الشرقية ومدخل النبي صالح، الذي يُغلق ويُفتح بين الحين والآخر، ما يجعل التنقل مشروطًا بالحظ لا بالخطة.

هذه البدائل ليست مجرد مسارات جغرافية أطول، بل مكلفة ماديًا ومجهدة نفسيًا، إذ تستهلك وقودًا وزمنًا إضافيًا، وتتسبب بتأخير الموظفين عن دوامهم، وتقليص ساعات عملهم الفعلية، ما ينعكس على جودة الخدمة العامة.

الآثار النفسية والاقتصادية

هذه الإغلاقات لا تمثل فقط عبئًا جسديًا، بل تترك آثارًا نفسية عميقة على الموظف الذي يشعر بالعجز والقهر اليومي. الاضطرار للخروج قبل الفجر، والعودة بعد الغروب، والشعور الدائم بالخطر أو الإذلال على الحواجز، يخلق حالة من التوتر الدائم، وتراجع في الحافز والإنتاجية.

أما اقتصاديًا، فإن تكاليف المواصلات قد تضاعفت، خاصة لأولئك الذين يضطرون لاستخدام مركبات خاصة أو دفع أجرة أعلى لسائقي المركبات العمومية الذين يتكبدون ذات المعاناة.

ان ما يعيشه موظفو سلفيت ليس مجرد أزمة مرورية، بل هو شكل من أشكال العقاب الجماعي يهدف إلى تفريغ الأرض وتفكيك الحياة اليومية للفلسطينيين. ما بين حاجز وبوابة مغلقة، يناضل الموظف الفلسطيني من أجل الاستمرار، ويؤدي واجبه تجاه وطنه ومجتمعه، لكن الثمن باهظ.

إن صمود أهل سلفيت وموظفيها هو شهادة حية على أن إرادة العمل أقوى من كل الحواجز، لكن هذا لا يعفي المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية من مسؤوليتهم في فضح هذا الحصار ومحاسبة من يفرضه.

شاهد أيضاً

5 شهداء في قصف للاحتلال جنوب مدينة غزة

شفا – استشهد خمسة مواطنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة. وأفاد مراسلنا بأن …