
وَهلُ المرحَلةَ ، بقلم : نسيم خطاطبه
طِفْلَةٌ تَمْشِي وَسْطَ الوَهَلْ
هُمُومُ الجِبَالِ عَلَى ذِي الكَهَلْ
سَأَلُوهَا: أَيْنَ الأُولَى؟ فَقَالَتْ:
تَنَاثَرَ شَمْلُهُمُ فِي السَّهَلْ
وَقَالُوا: أَيْنَ أُسُودُ الذِّمَمْ؟
فَقُلْتُ: بِالعَقْلِ سَادَ الجَهَلْ
أَنَا طِفْلَةٌ، لَنْ يَكُونَ الزَّمَانُ
عَلَيَّ صَغِيرًا، وَعُمْرِي أَجَلْ
أَنَا صَوْتُ شَعْبٍ يُقَاوِمُ ظُلْمًا
وَيَسْقُطُ فِي المَذْبَحِ المُقْتَتَلْ
يَمُدُّ الشَّيَاطِينُ نَارَ السِّلَاحِ
وَتَمْضِي النُّفُوسُ، وَيَهْوِي الأَمَلْ
أَنَا غَزَّةُ اليَوْمِ، أَشْكُو السُّقُوطَ
وَفِي كُلِّ رُكْنٍ جَحِيمٌ أَكَلْ
خِيَامِي احْتَرَقْنَ، وَمَاءُ الحَيَاةِ
غَدَا لِلظَّمَاءِ، وَمَاتَ الطَّلَلْ
هُمُومِي أَثْقَلُ مِنْ سَفْحِ جَبَلٍ
وَأَحْمِلُهَا وَأَنَا فِي الطُّفَلْ
تَحَرَّقَ حُلْمِي، وَصَارَ الرَّجَاءُ
رَمَادًا يُذَرِّي طَرِيقَ الأَذَلْ
أَنَا غَزَّةٌ، فَاعْلَمُوا يَا خِلاَنِي
تَخَلَّى العَرَبْ، وَسَادَ الزَّلَلْ
نَسِيمُ خَطَّاطِبَةَ