أشهر طرق تعاطي المخدرات في فلسطين ، بقلم : د. خالد أبو ظاهر

أشهر طرق تعاطي المخدرات في فلسطين ، بقلم : د. خالد أبو ظاهر

المخدرات هي مواد كيميائية يمكن ان تكون طبيعية مثل الافيون والحشيش او تكون صناعية مثل المنشطات والمهلوسات، وتؤثر على الجسم والعقل وتغير من سلوك الفرد وأفعاله.

وتقسم تأثيرات المخدرات الى:

1- التأثيرات النفسية: حيث يمكن أن تؤثر المخدرات على المشاعر والأفكار والوعي، مما قد يؤدي إلى حالات من الهلوسة، أو الاكتئاب، أو القلق.
2- التأثيرات الجسدية (الصحية): حيث يمكن أن تؤثر المخدرات على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الإدمان وامراض الكبد ومرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز).
3- التأثيرات السلوكية: حيث يمكن أن تؤثر المخدرات على السلوك، مما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على الذات أو اتخاذ قرارات خاطئة.
4- التأثيرات الاقتصادية: حيث يمكن أن تؤدي المخدرات إلى خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الإنفاق على العلاج والوقاية.
5- التأثيرات والأضرار الاجتماعية: حيث يمكن أن تؤدي المخدرات إلى زيادة الجريمة والعنف وتدهور العلاقات الاجتماعية.

وفي فلسطين وبالرغم من الحالة التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني من حرب وابادة في قطاع غزة وتشريد وقتل وتخريب المدن الفلسطينية في الضفة الغربية بين عامي 2024- 2025، الا ان آفة المخدرات انتشرت في الآونة الأخيرة لا سيما بين المراهقين والشباب ، وذلك حسب احصائيات إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية، لشهر تشرين الثاني لعام 2024 فقد تم ضبط 224 قضية، ما بين حيازة، تعاطي، زراعة، تجارة وترويج، وبلغ عدد المضبوطين 254، مقسمين بين 249 من الذكور و5 من الاناث، وكان من أبرز المضبوطات قنب هندي، قنب مصنع، حشيش، حبوب مخدرة ، عبوات من غاز الضحك.

هذا دفع الشرطة الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات وبإسناد المؤسسة الأمنية وبتعاون واضح من المواطنين للسعي الجاد للحد من انتشار آفة المخدرات، والتي تتنامى شيئا فشيئا في كل المجتمعات معتمدة في سعيها لذلك على عقيدة وطنية تؤمن من خلالها بضرورة المحافظة على ابناء الشعب الفلسطيني في ظل الاستهداف الكامل له من قبل الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، على قواعد قانونية أساسها القرار بقانون رقم 18لعام 2015 وتعديلاته المتلاحقة والصلاحيات التي منحها لها القانون وكلفها بمكافحة هذه الجريمة ، و ملاحقة من يرتكبها ، والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة .

وحسب احصائيات إدارة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية، لشهر كانون الثاني لعام 2025 فقد تم ضبط 166 قضية، ما بين حيازة، تعاطي، زراعة، تجارة وترويج، وبلغ عدد المضبوطين 194، مقسمين بين 191 من الذكور و3 من الاناث، وكان من أبرز المضبوطات قنب هندي، قنب مصنع، حشيش، غاز الضحك، كريستال، واكستازي.

وبتحليل إحصائية مكافحة المخدرات لعام 2025 تبين انخفاض واضح في قضايا ضبط المخدرات مقارنة مع ما كانت عليه خلال السنة الماضية، ويعود ذلك لأن الجهود تركزت على التجار والمروجين والمزارعين، كما ان التشديد في قضايا تجارة المخدرات والمحولة للقضاء وصدور الأحكام العالية من قبل القضاء الفلسطيني أدى إلى لجوء التجار والمروجين لترحيل الجريمة الى المناطق البعيدة والحدودية والنائية والى الداخل الفلسطيني.

وأشار المتحدث بإسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات الى ان الانخفاض في عدد قضايا ضبط المخدرات التي سجلت هذا العام لا يعد مؤشرا على انخفاض المستهلكين والمتعاطين للمواد المخدرة وتنامي الطلب عليها حيث اعتمد الكثير منهم على شراء المواد المخدرة من المناطق الحدودية والقريبة من جدار الضم والتوسع وأبراج المراقبة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، كما ان التكييف القانوني للقضايا تشير الى ان نسبة قضايا ضبط التعاطي ما زالت تشكل 90% من قضايا الضبط خلال السنوات السابقة، بينما تشكل قضايا الزراعة والتجارة والترويج والتخزين 10% اضافة الى ان وسائل تهريب جديدة ظهرت مؤخرا قادمة من الخارج كان اخرها تهريب حبوب (الكبتاجون) داخل أرجل طاولة بشحنة قادمة من تركيا، وأخرى بشحنة ملابس وهذا يشكل عبء آخر وأسلوب جديد يجب مكافحته .

وبيّن ارزيقات بان هناك ثقافة قانونية واجتماعية بدأت تظهر في المجتمع الفلسطيني تمثلت بجرأة الأسرة في الابلاغ عن أحد افرادها لتعاطيه المخدرات، وبالتالي تُقدم الحماية له وللأسرة وللمجتمع.

وسوف نتحدث في هذه المقالة عن أشهر طرق تعاطي المخدرات في فلسطين والعالم، حيث تتعدد طرق التعاطي وتختلف طرق تعاطي المخدرات من صنف إلى آخر ومن شخص إلى شخص، فالبعض يفضل الشم والبعض الآخر يفضل التدخين وبعض ثالث يفضل الحقن في الوريد.

والهدف من هذه المقالة الوقاية من المخدرات من خلال الإطلاع والتثقيف عن الآثار السلبية لها ومخاطر إدمانها ومخاطر طرق تعاطيها على الصحة النفسية والجسدية وعلى سلوك الفرد وعلاقته بأسرته والمجتمع.

أشهر طرق التعاطي في فلسطين: والتي تم توثيقها من خلال عمليات الضبط التي قامت بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات الفلسطينية:

1- طريقة التدخين: من خلال وضع المادة المخدرة في السجائر او النرجيلة بكافة أنواعها، وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق شيوعا بين المتعاطين لسهولتها وتوفر ادواتها وإمكانية قيام الشخص الواحد بها دون الحاجة الى المساعدة او الحاجة الى أدوات خاصة بها.

انتشرت هذه الطريقة في تعاطي الحشيش (في مصر)، الافيون (في الهند وإيران)، القات (في السودان واليمن)، والكوكايين.

2- طريقة الشم او الاستنشاق: من خلال طحن المادة المخدرة وتحويلها الى بودرة ناعمة وتسطيرها وشمها من خلال انابيب اسطوانية، او عن طريق وضع المادة المخدرة في ورق الومنيوم ويوضع فوق اللهب ثم يتم استنشاق الابخرة المتصاعدة وانتشرت هذه الطريقة في تعاطي مخدر الهيروين.
3- طريقة الحبوب او الكبسولات: من خلال تناول المادة المخدرة وبلعها على شكل حبوب او كبسولات، وانتشرت هذه الطريقة في تعاطي:

• المنشطات (الامفيتامينات) مثل حبوب الكبتاجون من قبل طلبة المدارس والجامعات وسائقي الشاحنات.
• المهلوسات مثل حبوب الترب وحبوب الاكستازي و(LSD) (PCP).
  4- طريقة الحقن: من خلال اذابة المادة المخدرة في سائل وحقنها في الوريد او العضل او تحت الجلد، وانتشرت هذه الطريقة في تعاطي الافيون.
  5- طريقة الاستحلاب: من خلال مضغ المادة المخدرة تخزينها في الفم وامتصاص العصارة، وانتشرت هذه الطريقة في تعاطي أوراق القات والذي يزرعه اليهود اليمنيون ويبيعونه في الكيان الصهيوني.
  6- طريقة الاجترار تحت اللسان: من خلال وضع المادة المخدرة تحت اللسان، وتمتاز هذه الطريقة بسرعة الامتصاص والتأثير، وانتشرت في تعاطي الكوكايين والافيون.
  7- طريقة البلع: من خلال بلع المادة المخدرة مع بعض الأطعمة او المشروبات، وانتشرت في تعاطي الكوكايين والحشيش والافيون.
  8- طريقة الشرب: من خلال شرب المادة المخدرة ومثال ذلك شرب ادوية السعال التي تحتوي على مخدر الكودايين او البروميثازون.
  9- طريقة التحاميل: وليست من الطرق الشائعة لدينا ولكن اقتضي التنويه.

ولجميع هذه الطرق مخاطر ومضاعفات نذكر منها ما يلي:

1- مضاعفات طريقة التدخين – انتشار الامراض في الفم واللسان والاسنان، تأكل اللثة، انتشار الروائح الكريهة من الفم.
2- مضاعفات طريقة الحقن – الإصابة بمجموعة من الامراض مثل الايدز والتهاب الكبد الوبائي وامراض جنسية أخرى، ارتفاع خطر الإصابة بسكتات قلبية او دماغية ناتجة عن انسداد في الاوعية الدموية وارتفاع خطر الإصابة بالشلل الناتج عن الحقن الخطأ.
3- مضاعفات طريقة الشم والاستنشاق: انتشار الامراض في الانف والجهاز التنفسي وتلف الجيوب الانفية وثقب الحاجز الانفي وفقدان حاسة الشم وسيلان الانف المستمر.
4- مضاعفات طريقة البلع: تسبب الاختناق نتيجة تناول كميات كبيرة من المادة المخدرة والإصابة بقرحة المعدة واحتمالية الإصابة بسرطان المعدة.

في الخلاصة نقول ان جميع طرق تعاطى المخدرات تسبب أضرار جانبية بالغة، وكلها تؤدي إلى الوقوع في الإدمان، وتسبب الإصابة بمجموعة كبيرة من الامراض ولكن يظل التدخين او الشم أو الحقن او البلع هي الوسائل الأسرع في التأثير والأقوى في الفعالية، لذا هي الأكثر انتشارا بين متعاطي المخدرات في فلسطين وعلى مستوى العالم.

ان الشرطة الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات تعمل في ظروف معقدة، لكنها ورغم ذلك عملت على تطوير ذاتها وإمكانياتها وقدرات ضباطها وأفرادها وتقديم الدورات اللازمة لهم في هذا المضمار وحققت النجاحات تلو النجاحات في مكافحة هذه الآفة لتتراجع بشكل واضح في العام المنصرم عما كانت عليه في الأعوام الثلاثة التي سبقته.

ورغم الصعوبات التي تواجه الجهات المختصة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية في السيطرة الكاملة على هذه الظاهرة، إلا أنهم لم يألوا جهدًا ووجهوا ضربات قاسية لتجار المخدرات، أدت لتفكيك مستنبتات ومعامل ومشاتل وأدت ملاحقتها الدائمة لتجار المخدرات إلى القبض على عدد كبير منهم وخاصة بعد تطوير ورفع كفاءة ضباط إدارة مكافحة المخدرات واطلاعهم من خلال الدورات والتوجيهات على تطوير الوسائل للحد من التهريب مما ساهم في تراجع أعداد قضايا ضبط المخدرات على مدار العامين الماضيين.

• – الدكتور خالد أبو ظاهر – جامعة الاستقلال – فلسطين