
شعب يُباد ، وولاة الأمر في صمتٍ مريب، بقلم : الصحفي سامح الجدي
في وقت تتسارع فيه خطوات الاحتلال نحو تنفيذ مخطط تهجير شامل، يعيش شعبنا الفلسطيني فصول نكبة متجددة، تتجاوز في قسوتها كل حدود الخيال. مجازر تُرتكب على مرأى العالم، وأحياء تُمحى عن الوجود، وعائلات تُباد تحت الركام، بينما صرخات الأطفال والنساء تختنق تحت رماد البيوت المحطمة.
ما نشهده اليوم في قطاع غزة وسائر الأرض الفلسطينية ليس مجرد عدوان عابر، بل حرب إبادة مكتملة الأركان، تهدف إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني من جذوره، ومسح ذاكرة المكان، وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين لصالح مشاريع استعمارية لا تزال تجد من يغطيها بصمتٍ رسمي مريب.
وسط هذا المشهد الدموي، يحق لنا أن نتساءل: أين ولاة الأمر؟ أين المواقف الجريئة؟ أين الحكومات العربية والإسلامية التي لطالما تغنت بفلسطين قضية مركزية؟! أليس ما يجري يستدعي موقفًا يتجاوز بيانات الشجب والإدانة؟! أليس من العار أن يبقى أصحاب القرار في موقع المتفرج بينما تسيل دماء الأبرياء؟!
شعبنا لا يطلب المستحيل، بل يطالب بالكرامة والحرية والدعم السياسي والإنساني في وجه جريمة متواصلة. إن الصمت اليوم لا يُبرر، بل يُدين. وإن التخاذل لا يُفهم إلا كتواطؤ. لقد آن الأوان لتحرك عربي وإسلامي حقيقي، يوقف هذه المجازر، ويكسر هذا الحصار، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في الوعي الرسمي العربي والدولي.
إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، وفلسطين ستبقى شاهدة على من وقف معها، ومن خذلها في لحظة الحقيقة.