12:35 صباحًا / 22 مايو، 2025
آخر الاخبار

النزوح في قطاع غزة بصمة في الذاكرة ، بقلم : منى سامي موسى

النزوح في قطاع غزة بصمة في الذاكرة ، بقلم : منى سامي موسى

بعد عامين من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة ، ما زالت تجربة النزوح متدحرجة مؤلمة ومؤثرة سلبا .


في الأيام الأولى من الحرب، اضطر الآلاف من السكان لمغادرة منازلهم عنوة ، تاركين وراءهم ذكرياتهم وأحلامهم غير المكتملة . المنزل يُعتبر رمزًا للأمان والوطن، حيث يعمل الشباب الفلسطيني بجد لتأسيس منازلهم رغم الظروف الصعبة، ويستثمرون كل ما لديهم في بناء حياة جديدة.


تقول إيناس: “عندما نزحت، شعرت كأنني عارية، بلا ملابس أو حياة أو نقود. كنت عروسًا تركت كل شيء، وأتمنى دائمًا العودة لرؤية بيتي وحياتي.” فقدت إيناس شغفها بالحياة، حيث أصبحت الذكريات التي كانت تملأ منزلها مجرد صدى يثرثر في قلبها. تعكس كلماتها الألم العميق الذي يعاني منه الكثيرون، الذين فقدوا ليس فقط منازلهم، بل أيضًا هويتهم.
أما فاطمة، فقد عبرت عن معاناتها بقولها: “عندما نزحت من الشمال، شعرت بأن روحي قد غادرت. تركت كل ما أملك، بعد سنوات من العمل لتأسيس منزلي، والآن كل شيء دُمّر.” إن فقدان المنزل يعني فقدان الأمل والأمان، مما يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على النازحين.


تقول الطفلة سيلا: “تركت لعبتي، الكرسي الهزاز، في بيتي في غزة، وأتمنى رؤيتها مجددًا. أشعر بالخوف الشديد، وأتساءل متى ستنتهي الحرب ومتى سنعود.” الأطفال هم الأكثر تأثرًا في هذه الأزمات، حيث تُحرم طفولتهم من البهجة والأمان، ويظل الخوف يرافقهم في كل لحظة.


لقد شُرد أكثر من مليون ونصف من الشعب الفلسطيني، ويظل السؤال: “إلى أين نذهب؟” النزوح ليس مجرد انتقال من مكان لآخر، بل هو بداية جديدة من دون الصفر، مع فقدان كل مقومات الحياة. فكلما انتقل النازحون من مكان إلى آخر، يتعين عليهم التكيف مع ظروف جديدة، مما يزيد من معاناتهم.


تتفاقم التحديات مع نقص الطعام والخدمات الطبية، حيث تكافح المؤسسات الإنسانية لتلبية احتياجات النازحين. إن غياب المساعدات والموارد الأساسية يجعل الوضع أكثر صعوبة، ويترك النازحين في حالة من القلق المستمر. كما أن الظروف القاسية تساهم في تفشي الأمراض، مما يزيد من الضغط على المجتمعات المحلية.


تحتاج المؤسسات الإنسانية إلى تغيير نقاط عملها لتلبية احتياجات النازحين، لكن التحديات تبقى قائمة. تبقى معاناة الشعب الفلسطيني خلال فترة النزوح غير قابلة للتصوير الكامل، فهي تجربة تترك آثارها العميقة على النفس والمجتمع. إن النزوح ليس مجرد حدث عابر، بل هو فصل من فصول الألم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة، مما يستدعي التضامن والدعم من المجتمع الدولي لضمان حقوقهم وكرامتهم.

شاهد أيضاً

5 شهداء في قصف للاحتلال على جباليا بقطاع غزة

شفا – استشهد 5 مواطنين، الليلة، في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة. وقال …