11:19 مساءً / 19 مايو، 2025
آخر الاخبار

الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة ، رجلُ الرؤية والبصمة الرفيعة في زمن التحديات ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

في مسيرة الحياة الأكاديمية، تمرّ بنا أسماء كثيرة، لكن قلّما نجد اسماً يقترن بالأثر، ويزدهر في الذاكرة كزهرة نادرة لا تذبل، يُعبّر عن صاحبه لا بما قال، بل بما فعل وترك من أثرٍ لا يُنسى. ومن بين هذه القامات التي تستحق أن تُكتب عنها الكلمات بماء الفخر، وترتفع لها رايات الاحترام، يسطع اسم الدكتور الفاضل سهيل أبو ميّالة، مدير فرع جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين، الذي جمع بين الحكمة الإدارية، والخلق الرفيع، والرؤية الثاقبة.

الدكتور سهيل ليس مجرد إداريّ عابر في زمنٍ عاصف، بل هو قائد حقيقيّ ارتقى بالفرع في أحلك الظروف، كربّان سفينة قادها بثبات وسط أمواجٍ متلاطمة، فلم يغرق، ولم يتردد، بل أوصلها إلى برّ الإنجاز والتطوير. هو رجل المهام الصعبة، وصاحب البصمة الواضحة التي لا تحتاج إلى تعريف، فقد أحدث نقلة نوعية في أداء فرع جنين، وسجّل إنجازاتٍ تكللت بالاحترام والتقدير، في وقتٍ كانت فيه الكثير من الجامعات تُصارع البقاء.

لم تكن الظروف سهلة، بل كانت كأرضٍ جرداء، ولكن بعزيمته وإصراره، جعل منها أرضاً خصبةً نمت فيها الأفكار، وتفتحت فيها براعم التقدم. جعل من التحديات فرصًا، ومن الصمت صوتاً يصدح بالتجديد والإبداع. وكان حريصاً على أن تكون جامعة القدس المفتوحة – فرع جنين في مصافّ الفروع المتميزة، لا من حيث الشكل فقط، بل في الجوهر والمضمون.

وقد كان لي الشرف الكبير أن أتعرف على هذه القامة العلمية والإدارية حين عدت من رحلتي العلمية في ماليزيا، حاملةً معي شهادة الدكتوراه، وأحلاماً لا تُحصى. قصدت الجامعة، وقدّمت طلبي للعمل، وهناك التقيت بالدكتور سهيل. لن أنسى ذلك اللقاء؛ ففيه رأيت قلباً يفيض تواضعاً، وعقلاً يقدّر الجهد والعلم. قرأ سيرتي الذاتية، واطّلع على أبحاثي العلمية باهتمام قلّ نظيره، ثم التفت إليّ بابتسامة من القلب، وقال كلماتٍ لا تزال تطرق قلبي بفخرٍ كلما تذكرتها:
“دكتورة، نحن فخورون بإنجازاتك البحثية، وأنا دائماً أشجع العطاء وأحب أن أُعطي الفرص للجميع.”

كم من قادةٍ يمرّون مرور الكرام، لا يلتفتون إلى جهد، ولا يُنصتون إلى طموح، ولكن الدكتور سهيل كان مختلفاً… كان بوصلة إنسانية، وعينًا ترى ما لا يراه سواه. لقد منحني كلماته كهدية، لكنّها كانت أثمن من أيّ وظيفة، لأنها حملت في طيّاتها تقديراً، وثقة، وتشجيعاً يُلهب الحماسة ويبعث الأمل.

الدكتور سهيل أبو ميّالة، ببساطة، رجلُ الإنجاز بصمت، والقيادة برُقي، والتواضع بثبات. هو النسيم الذي يمرّ دون أن يثير الغبار، ولكنه يُنعش الأرواح، ويُحيي الطموحات. هو مثال لمن يستحق أن يُكرَّم كل يوم، لا بالجوائز فحسب، بل بكلمات الحق التي تليق بمقامه وأخلاقه العالية.

حقاً…
إنما الإنسان أثر،
وهذا الرجل الأصيل… ترك أثراً كالعطر، لا يبهت، بل يزداد عمقاً مع الأيام.

له مني كل الاحترام والتقدير، ومن القلب أقول:
شكراً لأنك الإنسان قبل المنصب، والقيمة قبل اللقب، والمَعلم الذي تستضيء به الدروب في زمنٍ عزّ فيه النور.

شاهد أيضاً

مركز الأبحاث الفلسطيني ينظم ندوة حول الخطط غير الفلسطينية لإعادة إعمار غزة

شفا – نظم مركز الأبحاث الفلسطيني، اليوم الاثنين، ندوة ناقش فيها ورقة بحثية بعنوان: “الخطط …