
تأملات لرواية ( لعنة جورجيت ) للكاتبة ( خالدة غوشة ) بقلم : المفكر الاسلامي محمد نبيل كبها
هي رواية من نوع الفانتازيا ، تدور أحداثها في حيفا ، الناصرة ، بئر السبع ، كفر كنا ، طبريا.
وما يميز هذه الرواية هي لغة الغموض والإيهام، حيث أنها تحمل في صدرها عنصر المبادهة والتشويق .
وعلي ان انوه أن هذه من فطنة الكاتبة أنها جعلت حروف هذه الرواية تترامى وتتجارى في قلب الداخل الفلسطيني ، كي يتعرف القارئ على هذه المدن العتيقة والجميلة.
تبدأ مجريات هذه الرواية مع شاب يدعى فارس، جمعه القدر مع فتاة غامضة مكتسحة بالسواد ، تخفي وجهها خلف خمار ، وتمسك بيدها جمجمة.
هذه الفتاة غارت على حياة فارس بشكل دراماتيكي مخيف، حيث ما يلبث فارس إلا وأن وجد هذه الفتاة وقد جلست في مركبته على حين غرة ، ثم طلبت منه الوجهة تارة إلى حيفا وتارة للناصرة ، وتارة لبئر السبع ، وتارة لكفر كنا ، وتارة لطبريا ، وفي كل جولة له تختفي الفتاة ويجتمع بقبر وجمجمة.
مكث فارس فترة طويلة ما بين سؤال عن اسمها واستفهام حول هويتها، حتى وقع في حب هذه الفتاة ذات الرداء الاسود ، والتي أخبرته لاحقا أنها قدره .
وبعد أن تمكن حبها في فؤاده اطلعته على اسمها ، وكان ياسمين.
ومع مرور الأيام ومحاولات فارس العديدة لشق سواد ياسمين وخلع خمارها للوصول إلى هويتها اكتشف اخيرا انها حفيدة جورجيت التي وقع عليها الظلم من قبل عائلة الدهري.
وكان دخول ياسمين لحياة فارس من أجل الانتقام من ذكور هذه العائلة التي أجحفت بحق جدتها جورجيت.
فكانت تلقي اللعنات تلو اللعنات على ذكور هذه العائلة ، فتجدهم يختفون أو يموتون .
وكانت والدة فارس قد أخفت عليه منذ نعومة أظافره أنه من عائلة الدهري ، واوهمته لسنين مديدة أنه من عائلة الشامي، ولكنها أصرت لكشف المستور لفارس بعد أن تجلت ياسمين في حياته.
ولم يكن قد تبقى اي ذكر من عائلة الدهري سوى فارس ، فجاءت ياسمين لتلعنه ، لكن عاجلا تبدلت هذه اللعنة إلى حب في قلب المقابر وبين أحضان الاموات ، لتنتهي الرواية بزواج ياسمين من فارس وانتهاء اللعنة .
انتهت الرواية.. وجميل أن ينتهي الحب بالزواج، ولكن الاجمل أن ينتهي الزواج بالحب..
بقلم: المفكر الاسلامي محمد نبيل كبها
عضو اتحاد كتاب وأدباء فلسطين
عضو اتحاد كتاب وأدباء العرب
عضو الاتحاد الدولي للمثقفين العرب