
من أجل غزة .. قرارات شجاعة قبل فوات الأوان ، بقلم : الصحفي سامح الجدي
في خضم المأساة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، وفي ظل الألم الذي يعتصر قلوب أهله جراء الحصار والعدوان والدمار والتهجير، لم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار أو التردد. الواقع في غزة لم يعد يحتمل الخطابات ولا المزايدات، بل يتطلب قرارات شجاعة وتاريخية تنبع من ضمير وطني حي، وتضع معاناة الإنسان الفلسطيني في مقدمة الأولويات.
إنّ المعروض اليوم، مهما بدا صعبًا أو غير مثالي، قد لا يتاح لاحقًا. ففرص النجاة والحفاظ على ما تبقى من حياة في غزة، قد تتلاشى أمام أعيننا إذا لم يتحرك العقلاء وأصحاب القرار بسرعة ومسؤولية. إنّ الإصرار على شروطٍ سياسية أو فصائلية جامدة، في ظل نزيف الدم ودمار البيوت ونزوح مئات الآلاف، هو نوع من القسوة غير المبررة.
بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه، وصون وجوده وكرامته، يجب أن يُقدَّم على كل اعتبار: على الحسابات الحزبية، والمكاسب المؤقتة، وحتى على الشعارات التي تفقد معناها حين تُقايض بدم الأبرياء.
نحن أمام لحظة تاريخية تُحتم على الجميع أن يراجعوا مواقفهم، أن يتنازلوا من أجل الناس، من أجل الأطفال الذين فقدوا بيوتهم، من أجل المرضى والجرحى، من أجل الأمهات اللواتي ينمن في الخيام دون أمل.
غزة لا تطلب أكثر من حقها في الحياة. وواجبنا – أفرادًا، وقيادات، ومؤسسات – أن نضع معاناة هذا الشعب فوق كل خلاف، وأن نعمل لإنقاذه الآن، قبل أن نندم جميعًا حين لا ينفع الندم.