10:00 مساءً / 15 مايو، 2025
آخر الاخبار

حوار فلسفي ، حوار الأرض والسماء ، بين درويش الأسطورة وفتاة البئر الأولى ، بقلم : غدير حميدان

حوار فلسفي ، حوار الأرض والسماء ، بين درويش الأسطورة وفتاة البئر الأولى ، بقلم : غدير حميدان


غدير، فتاة البئر الأولى:


“محمود، هل ترى، كما أرى، أنّ الكلمات مثل الرمال التي تنساب بين الأصابع، لا تملك القدرة على البقاء؟
أهي كلماتنا التي تُخبرنا عن الوطن، أم الوطن هو الذي يسكن فينا ويكتب عن نفسه؟”


محمود درويش، الأسطورة:


“غدير، الكلمات ليست مجرد أصوات تطفو على السّطح، بل هي دماء الأرض التي تُمزج في الحروف.
“لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي…”؛ لأنّ القصيدة هي نبض هذا الوطن الذي لا يموت.
نحن لا نكتب الكلمات، بل نحن الكلمات التي تُكتب على جبين الأرض.
الوطن يا غدير، هو القصيدة التي تظل تُغنينا، مهما مضت السنون.”


غدير، فتاة البئر الأولى:
“إذن، أنت تقول أنّ الشعر هو الوطن، والقصيدة هي الحياة التي لا تغادرنا؟
وهل يمكن للقصيدة أنْ تُجسد الوطن في كل بُعد من أبعاده؟”
محمود درويش، الأسطورة:
“نعم، يا غدير.
في قصيدتي، قلت: “لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”؛ لأنّني أدرك أنّ القصيدة ليست مجموعة من الكلمات فحسب، بل هي الوطن الذي لا يغيب، هي الذاكرة التي لا تُمحى، هي الزمان الذي لا يرحل.
“لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”؛ لأنّ الوطن لا ينتهي، هو يظل فينا، في ضوء الشمس التي تشرق على أطراف الذكريات، في الغيم الذي يتناثر فوق الأرض التي تركناها في مرابع الصّبا.”
غدير، فتاة البئر الأولى:
“ولكنْ، محمود، أليس في كلّ غروب شمس نهاية؟ وكلّ غروب هو لحظة من لحظات الوداع؟
كيف يمكننا أنْ نرفض النهاية، ونحن نعيش في زمنٍ لا يتوقف عن التغيير؟”
محمود درويش، الأسطورة:
“أنتِ على صواب، غدير، ولكنْ نهاية الغروب ليست نهاية، بلْ هي فقط فصل من فصول الليل الذي يسبح في ظلامٍ خفي، فقط ليُولِّد فجرًا جديدًا.
“لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”؛ لأنّني أعرف أنّ وراء كلّ نهاية، هناك بداية جديدة، وكلّ غروب هو الوعاء الذي يحمل شروقًا قادمًا.
الكلمات لا تموت، بل هي تتحول، كما تتحول الأرض التي نغادرها، لتصبح وطنا آخر في أبعاد القصيدة.”
غدير، فتاة البئر الأولى:
“إذن، تظن أنّ الظلام هو تجديد للضوء، وأنّ الغروب هو بداية الليل؟ ولكن، هل كلّ غروب هو وعد بشروقٍ آخر؟”
محمود درويش، الأسطورة:
“نعم، غدير، فالقصيدة مثل الوطن، لا تبدأ من النهاية، بل من أول حرف يتنفس في فم المبدع.
“لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي”؛ لأنّ القصيدة هي غروب الشمس الذي ينتظر الفجر ليعود.
كلّ لحظة نغيب فيها هي لحظة نُستَقبل بعدها بأمل جديد.
الوطن الذي لا ينتهي، كما القصيدة التي لا تموت.
نحن في الأرض، نشهد غروبًا، ولكنّنا لا نغادر؛ لأنّنا نعود في شروقٍ آخر، نعود كالأمواج.”
غدير، فتاة البئر الأولى:
“إذن، كما تقول، إنّنا لا نغادر القصيدة بل نعود إليها في شروقٍ جديد؟ كلّ قصيدة هي عودة، والوطن هو العودة التي لا تموت؟”


محمود درويش، الأسطورة:
“بالضبط، يا غدير، القصيدة هي العودة، والعودة هي الوطن الذي لا يغيب.
الوطن لا ينقضي، ولا يتناثر مع الريح.
نحن نكتب الشعر، لا لنودع، بل لنعود في كلّ حرف، في كلّ كلمة، في كلّ لحظة.
الوطن فينا، مثل القصيدة، لا ينتهي.
نحن لا نغيب، بل نعود.”
غدير، فتاة البئر الأولى:
“إذن، القصيدة هي الوطن، ونحن نكتبها بأيدينا، ونسكنها في قلوبنا، وفي كلّ لحظة ننطق بها، ننطق بالوطن.
هل يعني هذا أنّ الكلمات التي نكتبها هي جوازاتنا إلى الوطن؟”

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم الخميس

اسعار الذهب اليوم الخميس

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الخميس 15 مايو كالتالي :عيار 22 67.300عيار 21 64.300