11:14 مساءً / 8 مايو، 2025
آخر الاخبار

مايك هكابي ، من دبلوماسي إلى صاحب نبوءات و مبشر ، بقلم : بديعة النعيمي

مايك هكابي ، من دبلوماسي إلى صاحب نبوءات و مبشر ، بقلم : بديعة النعيمي

مايك هكابي ، من دبلوماسي إلى صاحب نبوءات و مبشر ، بقلم : بديعة النعيمي

حملت زيارة السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال “مايك هكابي” بتاريخ ٧/مايو/٢٠٢٥ لمستوطنة “شيلو” الواقعة شمال رام الله، دلالات رمزية وسياسية تتجاوز مجرد زيارة بروتوكولية، بعد أن افتتح جولته برؤية استشرافية لما أسماه بناء “الهيكل الثالث”، مع خمس بقرات حمراء كإشارة “نبوئية دينية”، في كشف واضح للعلاقة العميقة بين الأيديولوجيا الدينية للتوراة المحرفة وبين سياسية أمريكا الخارجية تجاه فلسطين.

حيث أن هذه السياسة لها امتدادها التاريخي، فقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المشروع الصهيوني الاستيطاني الإحلالي منذ نشأته. والتاريخ لطالما اعاد نفسه وإن اختلفت الأدوات. فمن “وودرو ويلسون” وحتى “ترامب” الذي أعلن القدس عاصمة لدولة الاحتلال في فترة ولايته الأولى وحتى اليوم، ظلت الولايات المتحدة هي الرافعة الدولية الاقوى لتكريس الاستعمار الصهيوني في فلسطين.

وما فعله “هكابي” اليوم، هو استمرار لهذا النهج ولكن بلهجة “دينية متطرفة”، يعيد إلى أذهاننا “الخطاب التوراتي” للمهاجرين الأوروبيين الأوائل إلى أرض “كولومبس” الجديدة، “العالم الجديد”، الذين أبادوا أصحابها الشرعيين من الهنود الحمر واقتلعوا من بقي منهم ثم جمعوهم في محميات كالحيوانات، ثم برروا جريمتهم بأنها تنفيذا ل “إرادة إلهية” كما زعموا.

والمستوطنات اليوم في الضفة الغربية، تُبنى بذات عقلية الأوروبيين التي قامت عليها مستوطناتهم في الأمريكتين.
هذه العقلية التي يقوم المستوطن الإحلالي من خلالها بتنصيب نفسه لتنفيذ ما يزعم أنها “إرادة إلهية” و “حق مقدس”، ويمنحها الحق في الأرض وأصحابها الشرعيين، فيقتل ويهجر ويستولي تحت مظلة تلك الإرادة المزعومة.

وتصريحات “هكابي” بحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، فإن السفير أشاد بالمستوطنين واستشهد”بأحقيتهم التوراتية في الأرض” وقال أن “من يعارضونهم لا يؤيدون الله”، لا تمثل فقط خطرا من ناحية دينية، بل هي دعوة صريحة لإضفاء الطابع المقدس على الاحتلال وتجريم أي مقاومة له. وهذا الخطاب يحول المستوطن الإرهابي القادم من شتات الأرض إلى صاحب حق تاريخي، ويجعل من الفلسطيني صاحب الأرض الشرعي قربانا على مذبح ذلك “الحق الإلهي” المزعوم.

“هكابي” الذي عبر عن تأييده الشخصي وبصفته الرسمية أيضا، لجهود المستوطنين في تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية واعتبرها تحقيقا “لإرادة الرب المقدسة”، أزال المسافة بين الدين والدولة وبين السفير والمبشر، وخطابه لا يختلف عن خطابات الاستعمار الأوروبي التي اعتبرت “تمدين الشعوب المتخلفة” مهمة ربانية تبرر الغزو والنهب والإبادة.
وهو أي “هكابي” لا يتحرك من فراغ بل بعكس سياسة رسمية ترى في التوسع الاستيطاني جزءا من مشروعها في الشرق الأوسط، تحول صاحب الحق إلى طارئ وتنفي وجوده، وتعطي الأرض والتاريخ والمستقبل للمستوطن، بناء على خرافات دينية لا تعترف بالحق ولا بالقانون…

ولكن التاريخ يشهد أيضا أن لا بقاء لمستعمر، ولا يصح الا الصحيح فالأرض تتمسك بأهلها ولا تمنح شيفرة الوجود إلا لهم، وتلفظ عنها ما علق بها من شتات الأرض الغرباء وترفض وجودهم عليها.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 8 مايو كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …