
احتضن تفردك ، لأنك لا وُجدت لتُشبه أحدًا ، بقلم : هدى زوين
نحن نُولد مختلفين، لكننا نُربّى غالبًا على التشابه. يقال لنا كيف نتصرف، كيف نلبس، كيف نحب، وماذا نطمح، وكأن التفرد عيب، والاختلاف خطر يجب إصلاحه.
فيصبح الإنسان نسخة باهتة من توقعات الآخرين، في حين أن أجمل ما فيه… كان دومًا ما يميّزه عنهم.
احتضن تفردك، لأنه دليل حقيقتك.
أن تكون مختلفًا لا يعني أنك غريب، بل أنك حيّ. أن تسير بطريقتك، أن تفكر بأسلوبك، أن تحلم بما يناسبك — هذه هي الحرية. ولا حرية بلا قبول. قبولك لذاتك، كما هي، دون تنقيح أو تمويه.
التفرد ليس غرابة، بل بصمة.ربما لا تُشبه من حولك، لا تفكر كهم، ولا تضحك على ما يضحكون عليه، لكن هذا لا يجعلك أقل. بل قد تكون تلك الاختلافات الصغيرة هي مصدر قوتك التي لم تكتشفها بعد.
في عالم يحاول أن يجعلك نسخة طبق الأصل، كن الشواذ الجميل في المعادلة.
كن ذلك الصوت المختلف في مكانٍ يردد فيه الجميع الصدى ذاته. ولا تخف من أن تُظهر شغفك، أو ضعفك، أو أفكارك غير المألوفة. لأن العادي لا يُخلّد، أما الفريد… فهو من يترك الأثر.
احتضن تفردك لأنك وحدك تعرف طريقك.
ليس عليك أن تسير على خرائط الآخرين.
رُبّ طريقك يبدو وعرًا أو غير مفهوم، لكنه يقودك إلى ذاتك الحقيقية، وهذا أثمن من ألف تصفيق زائف على مسرح لا يُشبهك.
تذكّر:
أنت لا تحتاج إذنًا لتكون كما أنت.
ولا تنتظر أن يفهم الآخرون عمقك، لتمنح نفسك الحق في أن تزهر.
احتضن تفردك… ففيه نجاتك وتميّزك، وفيه سرّك الذي لا يُقلَّد.