
نقطة البداية ، أن تُحبك كما تستحق ، بقلم : هدى زوين
في زحام الحياة، وبين علاقات تستهلكنا وأصوات تطالبنا بأن نكون “أفضل”، ننسى أنفسنا. نركض لإرضاء الجميع، نخشى الرفض، ونتجاهل صوتنا الداخلي الذي يهمس لنا كل ليلة: “أنا أستحق أكثر.”
حب الذات ليس أنانية، بل هو البداية الصحيحة لكل شيء جميل. هو أن تعرف قيمتك دون أن تُقارنها بأحد، وأن تنظر لنفسك بعين الرضا لا بعين التقصير.
حب الذات هو أن تقول “لا” عندما يعني قول “نعم” أنك تخون نفسك.
أن تبتعد عن الأماكن التي تخنقك، حتى إن بدت مألوفة.
أن تختار راحتك النفسية على المجاملات، وهدوء قلبك على تبرير غياب من لا يقدّرك.
من يحب ذاته لا ينتظر التقدير من الآخرين، بل يمنحه لنفسه أولًا.
يُربّت على قلبه حين يتعثر، ويسامح نفسه بدلًا من جلدها، ويؤمن أن السقوط لا يُنقص من قيمته شيئًا.
حب الذات هو أن تعيش كما أنت، لا كما يريدك الناس.
أن تلبس ما تحب، وتقول ما تعني، وتبني أحلامك لا أحلام غيرك.
أن تتوقف عن تصغير نفسك لتناسب ضيق توقعاتهم، وأن تُزهِر في المساحة التي تختارها أنت.
حين تحب ذاتك، تصبح انتقائيًا في من تُدخلهم عالمك.
لا تقبل بأشباه العلاقات، ولا تُبرر التجاهل، ولا تسمح أن تكون خيارًا مؤقتًا في حياة أحد.
لأنك ببساطة، لم تعد ترى نفسك أقل من أن تكون “أولوية”.
حب الذات هو وعدٌ لا تخلفه لنفسك:
أن تحترمها، تحميها، تطورها، وتمنحها دومًا فرصة جديدة للنهوض.
أن تعترف بنقاط ضعفك دون خجل، وتحتفل بقوتك دون تردد.
وفي النهاية، لا أحد يستطيع أن يحبك كما تحب أنت نفسك،
ولا أحد سيعرف ألمك، حلمك، احتياجك، كما تعرفه أنت.
فكُن الحبيب الذي لم تجده، والداعم الذي لم تلقه، والصوت الذي لطالما احتجت إليه.
وستكتشف أن الحياة تتغيّر، حين تُحبك… كما تستحق.