12:34 مساءً / 30 أبريل، 2025
آخر الاخبار

اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح ، بقلم : بديعة النعيمي

اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح ، بقلم : بديعة النعيمي

بينما تنشغل الأمة الإسلامية بالصراعات الداخلية وملاحقة لقمة العيش ، يأتي اقتحام عضو “الكنيست الصهيوني عميت هاليفي” للمسجد الأقصى المبارك صباح “عيد الفصح” ١٣/ابريل/٢٠٢٥، برفقة رئيس إدارة ما يسمى بـ “جبل الهيكل” الحاخام “شمشون إلباوم”، ليعيد تسليط الضوء على ما يجري في قلب القدس من تغييب متعمد للحق الإسلامي والتاريخي في واحدة من أقدس بقاع الأرض.

ما جرى لم يكن حدثا عاديا، بل هو فعل سياسي مغلف بثوب ديني، يُقصد منه فرض واقع جديد في الحرم الشريف، ضمن مشروع الاحتلال طويل الأمد لتغيير الهوية الدينية والتاريخية للقدس.

الصور التي التُقطت صباح عيد الفصح العبري داخل باحات المسجد الأقصى وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظهر فيها “هاليفي” إلى جانب حاخامات يرتدون الزي التوراتي التقليدي، ليست مجرد توثيق لزيارة عابرة، بل هي رسالة وقحة للعالم بأسره، مفادها أن الاحتلال بات يتصرف في الأقصى كما لو كان تابعا لسيادته المطلقة.
دخولهم بهذه الطريقة لم يكن عبثيا أو فرديا، بل كان ضمن حماية أمنية كاملة، في وقت يُمنع فيه آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى مسجدهم للصلاة، بحجج أمنية وذرائع واهية.

واللافت في هذه الاقتحامات المتكررة أنها لا تثير سوى القليل من ردود الفعل الرسمية الخجولة في العالم الإسلامي.

أما الصورة الثانية والتي انتشرت أيضا على المواقع فتنقل مشهدا استفزازيا لمجموعة من المستوطنين يرقصون ويغنون أمام باب الأسباط، أحد أبواب المسجد، في تحد وقح لكل ما هو مقدس، وهذا المشهد لم يحرك الحكومات، ولم تُسمع سوى أصوات فردية غاضبة من الشعوب التي أُنهكت وتآكلت إرادتها في ظل أنظمة تقايض القضايا الكبرى بالهدوء السياسي والتطبيع.

ما يجري اليوم ليس جديدا، بل هو امتداد طبيعي لمشروع صهيوني بدأ منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس عام 1967. ففي ذلك اليوم المشؤوم، رُفع علم الاحتلال فوق قبة الصخرة لساعات، ومنذ ذلك الوقت والاحتلال يعمل على تحويل الأقصى من مكان مقدس للمسلمين إلى ساحة نزاع ديني مفتعل، هدفه تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الشريف. وما مشاركة سياسيين في هذه الاقتحامات إلا خطوة إضافية في مسار يهدف إلى شرعنة السيطرة التدريجية على المكان، تحت غطاء ديني وتحالفات داخلية في الكنيست بين الأحزاب اليمينية والمتطرفين الدينيين.

والمؤلم أكثر من الاقتحام ذاته، هو الصمت المحيط به. فلا غضب حقيقي في الشارع العربي، ولا موقف دولي يُجبر الاحتلال على التراجع. بل العكس، هناك تطبيع متزايد، وزيارات رسمية متبادلة، وشراكات اقتصادية تزداد في وقت تُداس فيه كرامة الأمة عند أبواب القدس.


لقد بات الأقصى، بما يمثله من رمزية دينية وتاريخية، خطا مستباحا في ظل عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، ودول كانت لا تتقن سوى بيانات الإدانة التي لا تتجاوز الورق. ولكن اليوم بعد السابع من أكتوبر حتى بيانات الإدانة لم نعد نسمع لها صوتا، وكأنها باتت مرتبطة باستقرار الكراسي والعروش.

القدس لا تحررها جعجعة الأصوات وهي بالغنى عنها، اليوم السلاح هو الحل، المقاومة فقط الحل الوحيد سيعيد لها كرامتها.

والأقصى ليس حجرا أو معلما أثريا، بل هو شريان في وجدان كل مسلم، وخط الدفاع الأول عن الهوية والانتماء. وما لم يتم التعامل مع ما يجري بجدية توازي خطورته، ولا جدية سوى السلاح، فإن القادم سيكون أعظم، ولن يبقى في الأقصى متسع لصلاة، ولا في القدس أثر لنبض عربي أو إسلامي.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم الأربعاء

أسعار الذهب اليوم الأربعاء

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأربعاء 30 أبريل كالتالي :عيار 22 68.700 دينارعيار 21 …