1:17 صباحًا / 6 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

الإشاعات بين الماضي والحاضر ، بقلم : د. فواز عقل

هذه المقالة تلقي الضوء على الإشاعة من حيث التعريف و الأهداف و العناصر و الأنواع و طرق الوقاية و تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الإشاعة، و نبدأ بالآية الكريمة التي تقول: “يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين” ، و الإشاعة هي الأحاديث والأقوال والأخبار والروايات و الفيديوهات التي يتناولها الناس دون التأكد من صحتها أو التحقق من صدقها، و تعتمد على جزء من الحقيقة.


و تعرف أيضا بأنها فكرة أو قضية تنتشر في وسط و مناخ اجتماعي مناسب يتطابق فيه محتوى الإشاعة مع رغبات وآمال مروجيها من خلال لغة التشكيك والتحريض التي تنتشر في أيام الأزمات و الانتخابات لتحقيق أهداف معينة بين المتنافسين و تنتشر في الأماكن التي تواجه مشاكل اجتماعية و قلة الثقافة و الجهل و الفقر و غياب العدالة الاجتماعية.
مؤكدين المقولة التي تقول :اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.


أهداف الإشاعة:


1- بث الخوف و الذعر و التشكيك و الحقد و الكراهية و العداوة و زرع بذور الفتنة و اليأس في نفوس الجمهور المستهدف.
2- تشويه سمعة وصورة الأفراد والجماعات و الشعوب و الدول و القادة.
3- خلخلة وحدة المجتمع.

أقسام الإشاعة:


أ- الإشاعة حسب المستقبِل أو المستمع:


أولا: من يسمع ولا يصدق ولا يردد الإشاعة


ثانيا: من يسمع و يصدق ولا يردد الإشاعة


ثالثا: من يسمع و يصدق و يردد الإشاعة


رابعا: من يسمع و يصدق و يردد و يزيد و هذه أخطر أنواع الإشاعات


ب-الإشاعة حسب الدوافع والدلالات:


1- شائعات الأحلام و الأماني تنتشر لأن للناس حاجات و رغبات وآمال.
2- شائعات الخوف لخلخة المجتمع
3- شائعات الكراهية ، تستهدف تشويه سمعة و صورة الأفراد و الجماعات و تعطي مروجيها شعورا بالراحة النفسية
4- إشاعة الشغب، تهدف إلى إطلاق الشرارة الأولى التي تحول حادثة صغيرة بسيطة إلى مظاهرات و مشاجرات و تزيد من عنفوانها وهي تهيئ لسلوك الجماهير.
5- إشاعة جس النبض الجماهيري، البالون التجريبي، تستخدم هذه الإشاعة لرصد رد الفعل الجماهيري تجاه شخص أو شيء أو فكرة لمعرفة توجه الرأي العام.
6- إشاعة التبرير ، تهدف إلى تبرير سلوك خاطئ أو عمل عدائي أو إجرامي تم ارتكابه.
7- إشاعة حرب الأعصاب ، يهدف إلى زيادة التوتر و القلق لدى الجمهور المستهدف.
8- إشاعة سحابة الدخان، الخداع،تستخدم كستار لإخفاء بعض النوايا الشريرة بهدف خداع العدو.
9- إشاعة على شكل نكتة، تستخدم للسخرية من فكرة أو شيء أو شخص وهي هدامة.  
10- إشاعة التنبؤ ، تستخدم للتنبؤ بحدوث أحداث سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية  أو عسكرية و ذلك وقت الأزمات و الكوارث.
11- الإشاعة الاقتصادية، تهدف إلى إحداث حالة من الخوف و القلق والبلبلة للوضع الاقتصادي خصوصا  وقت الأزمات و الحروب.
 
عناصر الإشاعة:


1- المصدر، و هم الأفراد  و الجماعات الذين يطلقون الإشاعة و يشتركون في ترويجها.
2- الرسالة، و تكون على شكل كلمة منطوقة أو مكتوبة أو مرسومة أو مقطع فيديو.
3- الوسيلة، عن طريق الاتصال الشخصي وجها لوجه أو عن طريق وسائل الاجتماعي
4- الجمهور المستهدف، شرائح المجتمع كلها.
5- الاستجابة، و تعني مدى قبول إشاعة أو رفضها.
6- التأثير، و هي المحصلة النهائية لعملية ولادة الإشاعة و انتشارها و موتها أو بقائها حية.
مقاومة الإشاعة


الوقاية خير من العلاج ،


أولا: التثبت أو التحقق من مصدر الإشاعة.


ثانيا: عدم نقل الإشاعة و التعامل معها.


ثالثا: العمل على توعية الجمهور لدفعه إلى رفض الإشاعة و عدم ترويجها.


رابعا: السرعة في الرد على إشاعة


عدم الرد يعني تأكيدها


1- يجب تحليل الإشاعة من حيث المصدر و الهدف و قوتها و ضعفها و خطورتها قبل نفيها.
2- إذا كانت الإشاعة أمر بسيط يجب تجاهلها.
3- إذا كانت الإشاعة قوية يجب الرد عليها بطريقة لبقة وغير مباشرة دون ذكر موضوع الإشاعة الأصلي، أو كشف مصدرها.
4- يجب أن يتولى الرد و النفي شخصيات معروفة بالمصداقية لدى الجمهور.
5- نشر الأخبار الدقيقة والموضوعية و الشاملة.
6- إنشاء مركز للسيطرة على الإشاعة.
7- إنشاء عيادة متخصصة لتشخيص الإشاعة و علاجها و هدفها و تحديد مصدر و محتوى الإشاعة و نفيها على أساس مدروس.


 
في السابق كانت الإشاعة تنتشر من خلال الكلمة المنطوقة و المكتوبة، و كانت محصورة و قليلة الانتشار أما بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي (تيليغرام و التيكتوك و تويتر و فيسبوك ) و الذكاء الاصطناعي أصبحت الإشاعة سهلة الانتشار و ظهرت بأشكال جديدة حيث أصبح بالإمكان تقليد الصوت و الصورة و الحركة و أصبح الإنسان عرضة لأن يرى صورته و كلامه في أماكن ما كان يحلم بها و لو بالخيال، و ممكن لمقطع فيديو أن يقيم الدنيا ولا يقعدها و تنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم و ممكن أن نرى و نسمع قصص مفبركة مضللة لا تخطر على بال أحد خصوصا في المجتمعات الفقيرة قليلة الثقافة و الجهل و أقول اللهم ابعد عنا الإشاعات و فتن الإشاعات ما ظهر منها وما بطن، و أقول نحن التربويون المحاورون أصحاب اليقظة أصحاب البوصلة نصنع البوصلة لليوم التالي ولا ننتظرها.

  • – د. فواز عقل – باحث في شؤون التعليم و التعلم

شاهد أيضاً

السفيرة أمل جادو تلتقي السفير الإسباني ماركوس ألونسو لبحث آخر التطورات في فلسطين

السفيرة أمل جادو تلتقي السفير الإسباني ماركوس ألونسو لبحث آخر التطورات في فلسطين

التقت السفيرة د. أمل جادو -شكعة، سفيرة دولة فلسطين، بالسيد ماركوس ألونسو، ممثل إسبانيا الدائم …