3:44 صباحًا / 13 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

الشيخ محمد علي الجعبري .. قائد فلسطيني فريد لم يتكرر ، بقلم : م. غسان جابر

الشيخ محمد علي الجعبري .. قائد فلسطيني فريد لم يتكرر ، بقلم : م. غسان جابر

الشيخ محمد علي الجعبري.. قائد فلسطيني فريد لم يتكرر وداعية الوحدة الفلسطينية – الأردنية ، بقلم : م. غسان جابر

في تاريخ النضال الفلسطيني الطويل، بزغت نجوم عديدة أضاءت درب التحرر والاستقلال.


واحد من أبرز هؤلاء النجوم كان الشيخ محمد علي الجعبري، الشخصية الفلسطينية البارزة التي قادت مدينة الخليل لعقود طويلة وساهمت بشكل فاعل في الحركة الوطنية الفلسطينية.

ولد الشيخ الجعبري في مدينة الخليل عام 1900، وتلقى تعليمه في الأزهر الشريف بمصر قبل أن يعود إلى فلسطين ليشغل العديد من المناصب الحكومية، بما في ذلك وزارات الزراعة والعدل والتربية والتعليم في الأردن. غير أن البصمة الأبرز للشيخ الجعبري كانت في رئاسته لبلدية الخليل من عام 1940 وحتى عام 1976، فترة شهدت تطورات حاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية.

خلال ولايته الطويلة، عمل الجعبري على تطوير البنية التحتية في الخليل وتحسين الخدمات العامة للسكان.
كما أسس جامعة الخليل التي كانت في بدايتها كلية للشريعة الإسلامية، مما ساهم في تعزيز التعليم العالي في المنطقة. وعلى الصعيد السياسي، كان للشيخ الجعبري دور بارز في المؤتمرات الوطنية والعربية التي ناضلت من أجل الحقوق الفلسطينية.

بعد النكبة عام 1948، ترأس الجعبري مؤتمر أريحا الذي دعا إلى ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وفي أعقاب حرب 1967، اقترح وضع المناطق المحتلة تحت إشراف دولي لمدة خمس سنوات، تليها إقامة كيان فلسطيني يتمتع بحكم ذاتي. هذه المواقف الواضحة ضد الاستيطان الإسرائيلي وانتهاك الحقوق الفلسطينية جعلت من الجعبري شخصية معارضة نشطة للسياسات الإسرائيلية والمحاولات العربية للتسوية على حساب الفلسطينيين.

على الرغم من تعاونه مع الحكومة الأردنية في بعض الملفات، إلا أن الجعبري ظل متمسكًا بالهوية الوطنية الفلسطينية وحقوق شعبه.


وقد ساهم في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، مما يعكس دوره المركزي في الحركة الوطنية الفلسطينية. كما كان له تأثير كبير على تطورات القضية الفلسطينية بعد النكسة.

تُوفي الشيخ محمد علي الجعبري في عام 1980، تاركًا ورثة سياسية وثقافية هامة في تاريخ فلسطين.


ولكن على الرغم من الجهود التي بذلها طوال مسيرته الطويلة، لم ينجح أي من قادة الخليل أو فلسطين عمومًا في ملء الفراغ القيادي الذي تركه هذا الرجل الفذ.

فالجعبري كان يتمتع بصفات قيادية فريدة جمعت بين الحنكة السياسية والرؤية الاستراتيجية والالتزام الوطني. وقد جسد بشكل متميز تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، وظل طوال حياته صوتًا قويًا معارضًا للاحتلال والاستيطان والتنازل عن الحقوق.

في الوقت الذي تواجه فيه القضية الفلسطينية تحديات جسيمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا يزال الشيخ محمد علي الجعبري رمزًا للصمود والمقاومة الفلسطينية. وتبقى سيرته وإنجازاته مصدر إلهام لأجيال جديدة من القادة الفلسطينيين الذين يأملون في إحياء إرث هذه الشخصية الوطنية الفريدة.

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بمجزرة إسرائيلية جديدة وسط جباليا

شفا – استشهد مواطنون مدنيون، وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في مجزرة إسرائيلية جديدة ضد …