8:25 صباحًا / 13 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

ماذا بقي في جعبة السحرة ، نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بقلم : راسم عبيدات

نتنياهو واستراتيجية " هانبيعل" بقلم : راسم عبيدات

ماذا بقي في جعبة السحرة ..نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بقلم : راسم عبيدات

مأزقهم في قطاع غزة وجبهة الشمال وجبهة الشرق دفعهم، لكي يخرجوا الى عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية شبيهة من حيث الشكل والمضمون بالعملية العسكرية في قطاع غزة ،حيث التدمير الممنهج طال ويطال كل البنى والمؤسسات والوجود المدني ،وجرافات “D9” تقوم بتجريف الشوارع والطرقات والمنازل وتستهدف شبكات الصرف الصحي والمياه ومحولات ومولدات الكهرباء وتهدم المساجد وتحاصر المشافي ويطرد السكان من منازلهم،والصور التي تخرج من جنين وطولكرم وطوباس والمخيمات تقول بأن زلزالاً قد اصاب تلك المناطق،هي عقلية ثأرية انتقامية،،ولكن في النهاية هذه العملية التي حملت عنوان “المخيمات الصيفية” ،”رعب المخيمات” بلغة المقاومة ،لها اهداف سياسية ،فهناك من يريد بمفاهيمه التلمودية والتوراتية واستيطانه الديني ضم الضفة الغربية وتهويدها واعتبارها مملكة يهودا والسامرة “سموتريتش” ،وهناك من يسعى لضمها لما لذلك من علاقة بالجغرافيا والموقع الجيو استراتيجي …انها سياسة ” الهندسة ” الجغرافية والديمغرافية التي كشف عنها خرائط العدوان المتطابقة مع خرائط الإستيطان …


حملة ” مخيمات الصيف” لم تقل وحشية عن ” السيوف الحديدية” على القطاع …ولكن في النهاية،هذا القتل والدمار والتوحش والتغول لن يصنع نصراً ولن يوقف مقاومة ولن ينهي شعباً مصمماً على الثبات والتمسك بأرضه،لن يمكن نتنياهو وزمرته من تحويل رغباتهم الى خطة عمل لطرد وتهجير هذا الشعب،بل هذه الحملة ستراكم المزيد من الغضب والحقد وانضمام المزيد من المقاومين الى المقاومة ،ولن تنفع عبارات إبادة الشعب ومنع كل مقومات الحياة عنه لا في غزة ولا في الضفة …نتنياهو يخرج من فشل الى فشل أكبر ويتعاظم الغضب والخلافات الداخلية داخل مؤسساته العسكرية والسياسية والأمنية ويزداد غضب الشارع الإسرائيلي عليه وتحميله مسؤولية عدم استعادة الأسرى وقتلهم ،والقناة “12” العبرية في احدث استطلاع لها تقول بان 60 % يرون ان الأولوية لإستعادة الأسرى،وليس لمحور فلادلفيا، الذي رسم صورة نتنياهو بأن اقامة ما يسمى بالهيكل الثالث يمر عبر الإحتفاظ بهذا المحور …والعقيد الإسرائيلي المتقاعد طال روس يقول بأن الوضع في قطاع غزة لن يتغير ولو استمرت الحرب لخمسة أعوام وستبقى الأمور تراوح في مكانها،والتركيز يجب ان يكون على الجبهة الشمالية وليس على معبر فلادلفيا،وكذلك العديد من المسؤولين والقادة الإسرائيليين،يقولون بأن ما يقوله نتنياهو بالتركيز على محور فلادلفيا،هو تعبير عن “عمى استراتيجي،فعلى سبيل المثال لا الحصر رأت عضو “كنيست” الاحتلال، شارون نير، أنّ الفشل الإسرائيلي لم يقتصر على الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأنّ الحكومة التي فشلت في هذا التاريخ مستمرة في الفشل على مدى 11 شهراً.

وأضافت نير، عضو “الكنيست” عن حزب “إسرائيل بيتنا”، في حديثٍ إلى قناة “كان” الإسرائيلية، أن “ما ترونه هو عمى استراتيجي يجب أن نستفيق منه”.


واستعادت نير حديث رئيس المجلس الإقليمي (“مبؤوت هحرمون”) في الشمال، بني موبحار، عن منطقة كاملة مهملة على مدى 11 شهراً، مشيرةً إلى ارتفاع عدد الصواريخ التي انطلقت من لبنان في اتجاه الشمال، في آب/أغسطس الماضي، 4 أضعاف عما كانت عليه في كانون الثاني/يناير الماضي، مؤكدةً أن هذا فشل لا يستفز الحكومة.


وفي السياق ذاته، انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن السابق في “الكنيست”، تسفي هاوزر، في حديث إلى القناة “الـ12” الإسرائيلية، تركيز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على “محور فيلادلفيا” “بينما إسرائيل محاطة بطوق من نار”، مضيفاً أن “المشكلة هي في الشمال، والمشكلة هي حزب الله، وليس محور فيلادلفيا، من السهل علينا أن نتحدث عن فيلادلفيا”.


…فهي حرب استنزاف مستمرة لن تتوقف إلا بوقف العدوان …وجبهات الإسناد مستمرة ولن يعود مستوطني الشمال ولن يعود الأمن الى الشمال ولن يسمح للسفن التي تحمل البضائع ل” اسرائيل” بدخول البحر الأحمر ولن يستعاد الأسرى في القطاع بدون توقف العدوان على القطاع…ما بقي في جعبة السحرة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يصل مرحلة النفاذ،فالأزمات داخل دولة الاحتلال والإنقسامات والصراعات والإحتجاجات الشعبية والمظاهرات لأهالي الأسرى تراكم المزيد من الغضب والحقد على نتنياهو وشركائه السحرة،ولن ينقذهم التذاكي وبث الأوهام والإشاعات والكذب والخداع والتضليل ،ولكن هؤلاء السحرة لتعقيد المشهد وخلط الأوراق ،ولكي يضبطوا إيقاع تلك الإحتجاجات والمظاهرات وتوسعها ،قد يقدمون على اشعال حرب الأقصى ،فصحيفة “هارتس ” العبرية تتحدث عن ان خطة بناء الهيكل الثالث باتت جاهزة،وهذا يستدعى بأن العرب والمسلمين المضبوعين والمنبطحين أمام أمريكا والفاقدين للثقة بنفسهم والفاقدين لكرامتهم،يجب عليهم أن يشربوا حليب السباع ولو لمرة واحدة،فبن غفير عندما يعلن بأنه سيبني كنيس في قلب المسجد الأقصى،وبأن الأقصى أقدس مكان ديني عند اليهود ،وسيعمل على تهويده وتغيير وضعه الديني والقانوني والتاريخي ولن يتراجع عن ذلك ، بل هو بصدد الإستعداد والتهيؤ للمرحلة القادمة ،والمرحلة القادمة التي يريدها بن غفير وحكومة الإحتلال والحاخامات والجماعات التلمودية والتوراتية،هي مرحلة الحسم والعبور في الأقصى من الزمن الإسلامي الى الزمن اليهودي،موظفين كل المناسبات القومية والأعياد الدينية لتحقيق هذا الهدف،وخاصة وأنهم باتوا على قناعة بأنهم قد استكملوا كل طقوس احياء الهيكل المعنوي وفي المقدمة منها،السجود الملحمي والنفخ في البوق والدخول بلباس الكهنة البيضاء وغيرها من طقوسهم التلمودية والتوراتية.


المرحلة الأخيرة في مسلسل تهويد الأقصى وفرض السيادة الإسرائيلية عليه،هي ذبح احدى البقرات الحمراء المستولدة جينياً في أمريكا في ساحات الأقصى،وحرق رمادها ونثره على أكبر عدد من الحاخامات،لكي يتجاوزوا قرار الحاخامية اليهودية الكبرى بعدم الصعود الى ” جبل الهيكل” ،بدون توفر بند التطهر من ” نجاسة الموتى” ،وبنثر رماد تلك البقرة على أكبر عدد من الحاخامات،يصبح الصعود الى “جبل الهيكل” مشروعاً،وسنقف أمام ” تسونامي” من المتطرفين يقتحمون الأقصى يومياً بمعدل 1000 -1500 متطرف يومياً وهذا يعني ،إيجاد حياة وقدسية يهودية في المكان.


وفي النهاية من وجهة نظري بأن هؤلاء السحرة ،لا يريدون لا وقفاً للعدوان على غزة ولا إتمام صفقة تبادل أٍسرى،وهم يستمرون في إستولاد الأزمات ،وامريكا لن تكون قادرة على لجمهم او تحميلهم مسؤولية فشل صفقة التبادل ،وسيستمر تعزيز الإنقسام في داخل دولة الاحتلال التي بات يتعايش فيها كيانين، يبدو بأن الأمور فيها ستبلغ مرحلة الحسم لمن تكون الغلبة فيها،لإسرائيل الصهيونية والتي هي امتداد لليبرالية الغربية أو إسرائيل اليهودية والتي هي تريد أن تأخذ تلك الدولة الى دولة شريعة “هالاخاه”.

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بمجزرة إسرائيلية جديدة وسط جباليا

شفا – استشهد مواطنون مدنيون، وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في مجزرة إسرائيلية جديدة ضد …