1:43 صباحًا / 17 يونيو، 2024
آخر الاخبار

الحرب على غزة، تبريرات باطلة، بقلم : بديعة النعيمي

الحرب على غزة، تبريرات باطلة، بقلم : بديعة النعيمي

الحرب على غزة، تبريرات باطلة، بقلم : بديعة النعيمي

عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وحان وقت الحساب، كانت محكمة “نورمبرج” قد انعقدت لمحاكمة محرمي الحرب النازيين.


فبرر المتهمين وقتها أعمالهم التي ارتكبوها أثناء الحرب بأنها من باب الدفاع عن النفس.

فردت المحكمة بقولها “أن من يلجأ إلى الحرب العدوانية يفقد حق الادعاء بحق الدفاع عن النفس، وذلك استنادا إلى مبدأ في القانون الجنائي وهو أنه لا يجوز الادعاء بالدفاع عن النفس وبمواجهة الدفاع عن النفس”.

واليوم دولة الاحتلال تتقمص دور الضحية “المدعوس” على طرفها وتبرر عدوانها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ والذي لم يشهد مثله التاريخ بالدفاع عن نفسها وتلقي باللوم كله على عملية طوفان الأقصى يوم ٧/أكتوبر، وتتهم المقاومة الفلسطينية زورا بارتكاب مجزرة بحق المستوطنين، فقتلت ١٤٠٠ مستوطن خلال هجومها. وأنها استهدفت الأطفال والنساء بشكل رئيسي.

فجاء ما صرحت به “هآرتس العبرية” ليظهر الحقيقة حيث ذكرت أن “مروحية قتالية تابعة للجيش “الإسرائيلي” وصلت مكان الحفل الذي نظم قرب كيبوتس “رعيم” في غلاف غزة يوم ٧/أكتوبر وأطلقت النار على منفذي الهجمات هناك. وكما يبدو أصابت أيضا بعض المشاركين في المهرجان”.

وبالرغم من ذلك فقد تذرعت هذه الدولة بالهجوم مع أنها فعليا من قتلت أكثر مستوطنيها ،لتشن في اليوم التالي ٨/أكتوبر عدوانا عنوانه الحقد والانتقام ،ارتقى خلاله عشرات الآلاف من الشهداء من سكان قطاع غزة، جلهم من الأطفال والنساء.

وبذريعة الدفاع عن النفس ينادي اليوم أعضاء من حزب اليمين المتطرف على رأسهم بن غفير وقد دخلت الحرب شهرها الثامن باحتلال غزة وإقامة المستوطنات على أرضها بهدف حفظ أمن الدولة.

غير أن الهدف المضمر هو تنفيذ خطة التوسع التي تسعى إليها هذه الدولة منذ تأسيسها. نذكر منها ما جاء في مذكرات “حاييم وايزمان” الزعيم الصهيوني حيث يقول زاعما “إنني أعلم بأن الله قد وعد ابناء “إسرائيل” بفلسطين ولكنني لا أعرف الحدود التي رسمها. إنني أعتقد بأنها أوسع من الحدود المقترحة الآن وربما ضمت شرق الأردن…”.

كما تبدو حقيقة هذه المطامع بشكل واضح في الشعار المكتوب على باب الكنيست وهو ” حدودك يا “إسرائيل” من الفرات إلى النيل”.

وعودا إلى “بن غفير” وتصريحه الذي خرج به قائلا ” احتلال غزة بشكل كامل، كلها مع سيطرة “إسرائيلية” كاملة، استيطان يهودي في غزة ،لكن هذا ليس كافيا” وأضاف ” هناك خطوة أخرى وهي الخطوة الأهم ،تشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعية”.

وهذا يفسر لنا إقامة الميناء العائم الذي أقامته الولايات المتحدة الأمريكية على أنقاض بيوت غزة وأهلها والذي ادعت كذبا أنها أقامته بهدف تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

كما ويفسر تصريح “بن غفير” سبب وحشية الحرب التي من أهدافها التخلص من سكان غزة عن طريق الإبادة والترهيب وتضييق سبل العيش بهدف إجبارهم على المغادرة عن طريق الميناء والسفن التي تنظرهم.


معتقدين أنهم سيجبروا السكان على المغادرة كما فعلوا قبل ٧٦ عاما بأهل حيفا.

لكن هيهات فاليوم ليس كالأمس وأهل غزة مرابطين متشبثين بأرضهم ويدركون المؤامرة الخبيثة التي يحيكها رأس الشيطان وأعوانه. يرددون ما قاله الشهيد الشيخ عز الدين القسام..إنه لجهاد نصر أو استشهاد.

شاهد أيضاً

أعلى هيئة قضائية في إسرائيل تأمر بتجميد التحقيقات بإخفاقات 7 أكتوبر

شفا – أمرت أعلى هيئة قضائية في إسرائيل اليوم، بتجميد فوري لتحقيقات “مراقب الدولة” في …