10:01 مساءً / 30 أبريل، 2024
آخر الاخبار

لا تقل لـو أني فعلـت كذا…! بقلم : أفنان نظير دروزه

لا تقل لـو أني فعلـت كذا…! بقلم : أفنان نظير دروزه

لا تقل لـو أني فعلـت كذا…! بقلم : أفنان نظير دروزه

من الأحاديث النبوية الشريفة التي درسناها في مادة التربية الإسلامية ونحن في المرحلة الإعدادية، وتركت أثرا كبيرا في النفس، ووجهت حياتنا، قول رسولنا الكريم ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله ما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان”.

ولعل الأثر الذي تركه هذا الحديث في نفسي أنا بالذات راجع للنهج الذي أراد رسولنا الكريم أن نتبعه ونحن نعيش في معترك الحياة وما فيها من مصائب وأهوال. ولعل أولى خطوات هذا النهج القويم أن نكون مؤمنين بالله ورسوله إيمانا قويا لا يساوره شك ولا ريب، وذلك حتى نمضي في هذه الحياة بثقة، ونسير في الصراط المستقيم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولما كانت درجة الإيمان متفاوتة بين البشر، فقد شدد رسولنا الكريم في حديثه على أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ذلك المؤمن الذي لا يساوره شك بالنجاح وهو يسعى لتحقيق أهدافه، ولا يضعف أمام المغريات أو الصعوبات وهو يقوم بأعماله فيحيد به عن الطريق المستقيم، ولا يفقد الأمل وهو يجاهد ضد أعدائه وحساده. ومع هذا وحتى لا ييأس ضعيف الإيمان وينحرف عن الصراط المستقيم، فقد عاد وشدد رسولنا الكريم بقوله، أن كلا النوعين من المؤمنين خير، ما داما يؤمنان بالله الواحد الأحد وملائكته وكتبه ورسله ولو اختلفت درجة إيمانهم. ولعل هذا الحديث لرسولنا الكريم هو الذي جعلني أؤثر الإيمان القوي وأنا أقوم بما عليّ من واجبات ومسؤوليات بعد التوكل على الله، وليس الإيمان الهش الضعيف الذي يجعلني أكبو وأتعثر لدى مواجهة أول مشكلة.

أما الموعظة الثانية التي جاءت في الحديث وكان لها الأثر الكبير في النفس، قول رسولنا صل الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، أي خذ بالأسباب التي تؤدي إلى نجاحك وتحقيق أهدافك، إذ أن هذه الموعظة الثمينة تنهى عن العجز والكسل، أو التواكل والإهمال وعدم العمل، بل وتؤكد، بأن على الإنسان أن يحرص على مصلحته وتحقيق أهدافه بالطرق القويمة التي فيها مرضاة الله، وليس بالطرق الملتوية التي فيها الكذب والتلون والنفاق.

والموعظة الثالثة التي استفدت منها التي جاءت في هذا الحديث، الاستعانة بالله وعدم اليأس أو القنوط إذا لم يحقق الهدف الذي نسعى إليه، إذ أن هناك كثير من الأشياء التي لا نستطيع أن نحصل عليها، ومع هذا فلا نهن ولا نحزن أو نقنط ، بل، وكما نصحنا رسولنا الكريم، أن نتوكل على الله قبل القيام بالعمل، وأن نستعين به، لأنه هو الذي يعطينا القوة والإرادة والتصميم على العمل الجاد، وتحقيق المراد مهما صادفنا من مشاكل أو واجهنا من عقبات، وما كل ذلك إلا لأن المؤمن القوي أحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، الذي يشعر بالعجز والإحباط لدى وقوعه عند أول مشكلة. والأكثر، فقد دعانا رسولنا الكريم ألا نشعر بالندم والإحباط إذا لم نحقق الأهداف التي نصبوا إليها، رغم عملنا وجهدنا وسعينا في تحقيقها، وألا نشعر بالحسرة على ما لم نستطع أن نناله أو نحصل عليه، وما كل ذلك إلا لأن الأمر كله بيد الله، وهو أعلم بمصلحتنا ومنفعتنا حتى لو عجزنا عن تحقيق الهدف الذي نريد في حياتنا.

من هنا فقد نهانا رسولنا الكريم عن التحسر والوقوع بشباك الشيطان ووسوسته، وألا نقول، لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن علينا أن نقول، قدّر الله ما شاء الله فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان، أي تفتح عمل الوسوسة والوهم والشك والجدل والقهر من غير طائل، وخاصة بعد أن نكون بذلنا كل ما بوسعنا لتحقيق ما نريد، ولكن الله قدر ذلك لحكمة هو مبتغيها، ودائما ما تكون في مصلحة المؤمن، وخاصة المؤمن القوي الذي يعرف بأن كل شيء بيد الله، لقول الرسول ” واعلم أن الأمة لو اجتمعوا أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، جفت الأقلام ورفعت الصحف”.

فهذا الحديث الشريف الذي تناولنا تفسيره وما زخر به من أحكام وموعظة ثمينة، سيكون له فعل السحر في نفسك إذا آمنت به، والأثر الأكبر في توجيه حياتك والتي أهمها، الإيمان بالله الإيمان القوي وليس الإيمان الضعيف، ثم العمل والاجتهاد بعد التوكل على الله وأنت تعمل على تحقيق الهدف، وعدم الشعور بالندم واليأس أو الإحباط والقنوط فيما إذا واجهتك مصاعب وأهوال حالت دون تحقيق الهدف، وخاصة بعد أخذك بالأسباب ولم تقصر بالعمل، وسيعلمك هذا الحديث ألا تفسح المجال للشيطان الرجيم أن يوسوس في نفسيتك، ويجعلك رهينة للوم والشك والحسرة والندم والقول، لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا وكذا، ولكن علي أن أقول، قدّر الله ما شاء الله فعل، والأمر كله بيد الله وليس بيد الإنسان الضعيف الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، حيث أن كلمة لو تفتح عمل الشيطان.

شاهد أيضاً

فارسين شاهين تثمن الموقف البرازيلي المتقدم والداعم لحقوق شعبنا

فارسين شاهين تعبر عن تقدير القيادة الفلسطينية للموقف البرازيلي في دعم حقوق شعبنا الفلسطيني

شفا – التقت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، اليوم الثلاثاء، رئيس مكتب …