7:07 صباحًا / 27 يوليو، 2024
آخر الاخبار

إلى كل رئيس وزراء.. والنِعِم! بقلم : بثينة حمدان

إلى كل رئيس وزراء.. والنِعِم! بقلم : بثينة حمدان

إلى كل رئيس وزراء.. والنِعِم! بقلم : بثينة حمدان


لا تفعل كما فعل الذين من قبلك.. لا ترتدي عباءات الوهم والوعد ولا حتى الطبطبة. لا تكابر أو تساير أو تتواضع فتمشي على الطرقات قريباً من الشعب سواء بصدق أو مدعياً ذلك. لا تقف مع وزرائك ضد البلد ولا تقف مع البلد ضد وزرائك. لا تكن علينا ولا تكن عليهم..

لا تفتتح حنفية ماء ولا حتى مشفى.. لا تبكي ولا تضحك.. أرجوك.

عزيزي رئيس الوزراء… عزيزتي رئيسة الوزراء –ع إلي بعيش اذا كانت سيدة-

نحن بلد يعيش/يموت أو لنقل يتعايش مضطراً تحت الاحتلال، لا نملك مواردنا، نعيش على معونات الدول المتقدمة والمتحكمة فينا. نحن دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة لكن لا تصدق ذلك، نحن وبكل مكوناتنا لسنا دولة، بل ندعي ذلك، ولا نتحكم بحدودنا ولا حتى بحدائق بيوتنا أو محيط حاراتنا.. كلها مستباحة.

نحن بلد صغير يصرف على الأمن أكثر مما ينبغي، وأكثر مما ينجز الأمن في بلد بلا أمن ولا أمان..


نحن بلد صغير يقتل كل يوم ويُقصف ويعيش الاجتياح وتحت منع التجوال ويُباد –كما تباد غزة- ومع ذلك لا يفكر يوماً باستراتيجية تساعده على الصمود أو المقاومة ولا حتى سلمياً… فوضى في فوضى.. نتواكل ولا نعقل!

نحن بلد صغير يدرك مثقفيه وقادته وقادة الرأي أن سلاحه الأساسي هو الاعلام فلا يصرف عليها شيئاً بل وهو بلا رأس ولا هيكل محدد. الاعلام بمكوناته يعمل هباءً منثوراً بلا رؤيا موحدة ولا هدف واضح ولا أدوات ثابتة.

نحن بلد ثقافتها وليدة تاريخ وثورة فواكبت جميع مراحل النضال بأغنية ولحن وفيلم عاش ويعيش مع الأجيال الفلسطينية والعربية.. لكننا نُخمِدُ صوتَها فالثقافة أي بناء الانسان هي آخر ما نفكر فيه، بموازنة سطحية، وكأننا نريد أن نسكت الوجع الفلسطيني والوطني وهو لا يتوقف لأنه مرتبط بحياتنا. نحن بلد لا نعمل كثيراً على التعبئة أو الفكر ولا على استراتيجية تعينه على الصمود وتخرجه من أثر الحروب والأزمات والإبادة، استراتيجية تشمل برامج الصحة النفسية والفعل والتفريغ والتعبير الثقافي عبر مختلف الوسائل من كتابة ومسرح وغناء وموسيقى وسينما.. ولا تعيش الشعوب بدون هذا…

نحن بلد مليء بالوزراء، ومصاريفهم كثيرة ومتزايدة ورواتبهم أبدية لا تنتهي بانتهاء مهامهم، ومليء بالقيادات ورؤساء الأجهزة والمؤسسات التابعة بموازناتهم ونثرياتهم وسياراتهم وأسفارهم وأجور بيوتهم ووووو… لكن كل مصائب البلد المالية وغيرها لا تكون إلا على راتب الموظف الحكومي والمعلم وتنتقص من حقوق النقابات فقط، فيما يتكاثر الوزراء والمسؤولين بمستويات كأنها زيادة سكانية طبيعية بل إنها أعلى!!؟؟ نعم نحن لسنا بحاجة إلى 25 وزيراً أو وزارة.. يكفيها خمسة وجيش من المؤثرين والاعلاميين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وأن نحمل قضيتنا على روحنا… ولا نحتاج لإبادة كي نكون في صدارة الخبر أو في وجدان العلم.

نحن بلد لا يستفيد من مبدعيه أو مثقفيه ولا علمائه أو الأكاديميين والشخصيات الاعتبارية فيه، هؤلاء جميعاً لا يتدخلون في استراتيجية البلد يجب أن تبقى عشوائية وفي فوضى دائمة، نحن لا نستفيد من الشباب، لابد أن تبلغ الستين حتى يبدأ السياسي بالنظر إليك… لا نبحث عن قادة بل عن توابع طوال الوقت.

وأخيراً أرجو أن تعلم جيداً أن الشعب سَـ”يَشتِمك” في كل الأحوال فلا تُغلق أفواهنا، ولأنك في رأس الهرم ستبقى شغلنا وشاغلنا..

إعمل بصمت ومهنية.. أرجوك أن تعمل… وبالعامية: اشتغل يا أخي والله تعبنا!!؟؟

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

شفا – هاتف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير خارجية سلطنة …