12:04 صباحًا / 6 مايو، 2024
آخر الاخبار

رسالة بعنوان حرب عزّل القطاع 2023 ، بقلم : د. سناء طوطح

رسالة بعنوان حرب عزّل القطاع 2023 ، بقلم : د. سناء طوطح

رسالة بعنوان حرب عزّل القطاع 2023 ، بقلم : د. سناء طوطح

إلى الكل القانوني، إلى الكل الدبلوماسي، إلى الكل السياسي.

” فقط الميت يشهد نهاية الحرب” أفلاطون

الحرب تجسيد للكراهية وهي انتصار لثقافة الموت والإبادة الجماعية، الحرب توّلد الفقر والأوبئة والمجاعات، وهي من أشد مظاهر الشر المطلق، الحرب التي تترك جروحاً ملتهبة للأبد ولا تُنسى وهذا ما وصفه الكاتب الفرنسي هنري باربوس الذي كان جندياً خلال الحرب العالمية الأولى، وقد وصف لنا براويته ” تحت النار” المصائب المروعة التي شهدها وسرد في كتاباته رائحة الدم والمذابح وبقيت في ذاكرته، وقال حينها عبارته الشهيرة” لعن الله الحرب”، وقد اعتبر البعض ان الحرب هي وسيلة لإعادة التوازن بين فترتي سلام وضرورة لإنهاء الصراعات حين تنعدم الحلول ومنهم كارل فون كلاوزفيتز فيلسوف الحرب الشهير فبنظره أن القتال لا يكون لمجرد القتال، بل لإحداث السلام، بل وذهب الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط إلى ما هو ابعد من ذلك على اعتبار ان السلام الطويل يؤدي إلى تنامي النزعة المادية وتعالي مستوى الأنانية مع تدني مستوى تفكير الناس وهذا يبدو ما يمارسه الاحتلال دائما كل فترة وجيزة بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن ايمانويل أوجب على أن تُدار الحرب بنظام مع احترام للحقوق المدنية.

أما بعد، وانطلاقاً مما نشهده بألم و مرض عضال لا شفاء منه من أحداث قاسية لم يعشها البشر حتى في أكثر العصور رجعية وتخلف، من قتل و إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، إبادة بحق شعب أعزل بأرقام لا يمكن نكرانها، فاحصائيات الموت تشير إلى أرقام الشهداء الذي فاق العدد 2300 وكان معظمهم من النساء و الأطفال، وفي المقابل من هذا العدد طفل يتيم وسيدة أرملة وجميعهم دون مأوى.

إن الشعوب في العالم العربي والغربي يستنكر ما يحدث من قتل وتجويع وتهجير، أما نحن وأنتم القانونين نتألم اضعاف ما يتألمه الشعوب لأننا على علم بما يتم انتهاكه من نصوص وقوانين دولية -نتعلمها ونُعلّمها-حظرت كل ما يجري الان بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعليه اتقدم ضمن هذه الرسالة بالمطالب التالية :


أولاً: التمسك بالقانون الدولي وإنهاء الحصار الاسرائيلي غير القانوني المستمر منذ 17 عام على قطاع غزة، وجميع الجوانب الاخرى لنظام الفصل العنصري المتطرف الاسرائيلي المفروض على جميع الفلسطينين.


ثانياً: الالتزام بالنصوص المذكورة في نظام روما (الدستور العالمي) للمحكمة الجنائية الدولية وخاصة نص المادة (5 ) من النظام، فيما يتعلق بالابادة الجماعية خصوصاً وجرائم الحرب والعدوان ضد الانسانية عموماً.


ثالثاً: التخلي بشكل مطلق ونهائي عن ما ذهب إليه وزير الخارجية الأمريكي بالتنسيق مع الحكومة الصهيونية حول التهجير القسري للشعب الملكوم في قطاع غزة، وعدم طرحه بتاتاً إذ يتنافى ذلك مع كل من نص المادة (7-1-د) ونص المادة (8-2-أ-7) من نظام روما .كما ويتعارض مع نص المادة (49) مما ذهبت إليه اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحرب .


رابعاً: فتح ممر امن دائم برقابة دولية لدعم شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة فيما يتعلق بالدعم الطبي والتوريد الصحي من أدوية وعلاجات ومكملات طبية، ولتمرير المواد التموينية ضماناً لعدم تجويع السكان المدنيين وذلك استناداً لنص المادة (8-ب-25) من نظام روما فيما يتعلق بتجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الغوثية على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف.وذلك في حالة النزاع أو دون ذلك.


خامساً: الزام الأمم المتحدة الحاضنة لمبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين – نص المادة (1) من ميثاق الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة من مجلس أمن –والذي يجب عليه أن يدعو لتسوية النزاعات بالطرق السلمية المنصوص عليها في المادة (33) من الميثاق نفسه- وجمعية عمومية وغيرهم بالتعويض الدائم عن كل الخسائر المادية من منشآت ومباني ومستشفيات ومؤسسات تعليمية وتدمير للبنية التحتية.


سادساً: العمل على إنشاء ملاجئ محصنة آمنة للأطفال والنساء والعزّل في قطاع غزة، والمباشرة بتجهيزها عند وقف الحرب مباشرة.


سابعاً: نطالب المجتمع الدولي كافة بالمطالبة بكف يد الاحتلال العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، أو الالتزام بالحياد وعدم تبرير القتل، وذلك لأن الاحتلال لم يعترف ثانية بما يرتكبه من مجازر بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 ، ” فقلة من الناس هي التي ستنظر إلى المرآة وتقول: هذا الشخص الذي اراه هو كائن متوحش” نعومي تشومسكي.


السادة نقابات المحامين في العالم والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية والإقليمية وكل من ينادي بالإنسانية، لا فرصة لنا سوا الضغط في مختلف المحافل الدولية دائماً للوصول إلى حل جذري لما يعيشه العزّل من انتهاكات قاسية ، وكما قال مارتن لوثر كينغ ” على كل شخص لديه قناعات انسانية أن يقرر نوع الاحتجاج الذي يناسب قناعاته، لكن علينا جميعاً الاحتجاج”.

شاهد أيضاً

شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح

شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح

شفا – استشهد عدد من المواطنين، الليلة، وأصيب آخرون، إثر قصف الاحتلال لمدينة رفح جنوب …