2:47 مساءً / 20 أبريل، 2024
آخر الاخبار

فاطمة محمد والكفاح ضد (مربع الشر)! بقلم : موفق مطر

فاطمة محمد والكفاح ضد (مربع الشر)! بقلم : موفق مطر


الاسم في العنوان لشابة عربية يمنية وطالبة جامعية، جذور اصولها الانسانية سامية، كانت على يقين وقناعة بخطابها المتقن وأن التعبير الملتزم عن إيمانها بالحق الفلسطيني، في فضاء (ديمقراطية الولايات المتحدة الأميركية) وعلى منبر جامعة نيويورك حيث القت كلمة نيابة عن زملائها المتخرجين من كلية الحقوق سيضعها في دائرة استهداف عنصري ولكن تحت ما يسمى (مكافحة معاداة السامية)، فهذه الشابة العربية النبيلة أوفت منهج الحقوق الذي درسته ونجحت فيه بحق، عندما أسقطت الستار عن منظومة دولية استعمارية تحرف المعاني الأصيلة لحقوق الانسان والشعوب، وتمارس ازدواجية معايير، الى حد ابادة الفضيلة وفكرة السلام لصالح الجريمة ضد الانسانية، ففاطمة كغيرها من شباب العالم الذين لم تجرفهم الدعاية الصهيونية الممنهجة والمبرمجة لدى أعظم وأقوى وسائل الاعلام والاتصال في العالم، أعربت عن إدراك زملائها الخريجين أن السائد في العالم خطير جدا، حيث منظومات دول استعمارية كبرى ما زال التمييز بين إنسان ضحية وآخر سمتها، وتبرير سفك دماء أمة الانسان هنا وهناك تحت عنوان نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان، وكأن العربي عموما والفلسطيني خصوصا خارج التصنيف!.

فاطمة محمد تعتبر من الجيل العربي الثالث بعد نكسة حزيران، أو بالأصح حرب الخامس من حزيران سنة 1967 التي كان هدفها وأد الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الوليدة قبل عامين ونصف من العدوان، والإجهاز على ما تبقى من روح عروبية لدى الأمة من الممكن أن تنهض في مشروع الكفاح والنضال ضد قاعدة مشروع الاحتلال الاستعماري الصهيوني العنصري ( إسرائيل ) أثار خطابها انفعالات هستيرية لدى الأوساط الصهيونية في الولايات المتحدة ولدى منظومة الاحتلال الفاشية ( اسرائيل ) وكالعادة قُذِفَت بحملات تحريض هائلة من كل حدب وصوب بتهمة ( معاداة السامية ) لأنها كطالبة في كلية الحقوق نطقت بمبادئ تعلمت أصولها أثناء دراستها، وأعربت وأفصحت في تعبيرها عما يحتم عليها ضميرها وضمائر زملائها الذين مثلتهم في كلمتها، بإتقانها توصيف الحق، ووضع خط أحمر تحت مربع الشر في العالم بدعوتها وهي على منبر جامعة نيويورك :” للكفاح ضد الرأسمالية والعنصرية والإمبريالية والصهيونية في جميع أنحاء العالم”.

لم تشخصن الشابة العربية الأصل الحق، وإنما شخصت المشكلة التي تعاني منها الانسانية، وبينت لعقول اكاديمية حاضرة أسبابها ومسببوها، وربطت بين عناصرها ببلاغة موجزة لكنها عميقة المعنى والصلة بالحقائق التاريخية والوقائع المادية، والبينات والشهادات والوثائق التي يحتاجها كل محام عن الحق لإثبات عدالة القضية التي يتبناها، أما وكلاء الجاني وبعضهم نواب في الكونغرس الأميركي فإنهم لا يتحملون سماع شهادة حق من محام في المستقبل يدلي بشهادته – حتى لو كان خطابا في حفل تخريج – فابنتنا العربية قالت :” إن الاحتلال الإسرائيلي “يواصل إطلاق الرصاص والقنابل ويقتل الصغار، ويهاجم الجنازات والمقابر، ويشجع عصابات الإعدام خارج نطاق القانون ( المستوطنين ) على استهداف منازل الفلسطينيين ومحالهم التجارية واحراقها، ويعتقل الأطفال الفلسطينيين، ويواصل مشروعه الاستعماري الاستيطاني بعد طرد الفلسطينيين من منازلهم..إن نكبة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة ..وإن الصمت لم يعد مقبولاً”.

المواطنة الأميركية اليمنية الأصل فاطمة محمد واحدة من ملايين الشباب في الولايات المتحدة الأميركية الذين يرفضون هيمنة مربع الرأسمالية والعنصرية والإمبريالية والصهيونية الداعم لأنظمة القهر والاستبداد والدكتاتورية في العالم وأصابت عمدة نيويورك ومجلسها بالصميم عندما انتقدت بخطابها وباسم أقرانها مجلس مدينة نيويورك لاستمراره في “التدريب والتعاون مع شرطة نيويورك الفاشية، والجيش”، وتدريب الجنود الإسرائيليين على تنفيذ هذا العنف على مستوى العالم “. .


وربما أن نواب الكونغرس الذين شنوا هجمات منظمة عليها لم يتوقعوا جرأتها على كشف حقيقة منظومتهم الاستعمارية المستترة بقناع الديمقراطية، بقولها :” إن “أنظمة القهر تم إنشاؤها لإطعام إمبراطورية ذات شهية نهمة للتدمير والعنف. مؤسسات أنشئت لتخويف وترهيب وفرض رقابة وخنق أصوات أولئك الذين يقاومون “.

لا خوف على فلسطين، ولا على الوطن العربي ما دام وعي الشباب العربي متوهجا بهذه القدرة على رؤية عقلانية معرفية بحثية دقيقة وعميقة، تقرأ الواقع بعناية وتوصف السبل المؤدية للتحرر، وبناء مستقبل، يجسدون فيه معاني الحرية والاستقلال والسيادة والحق والعدالة

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى وتفجير 3 منازل وتدمير البنية التحتية في طولكرم

شفا – أصيب 11 مواطنا، واعتقل آخرون، في حصيلة غير نهائية لحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي …