10:31 صباحًا / 23 أبريل، 2024
آخر الاخبار

خلف قضبان النازية بواسل عشقوا أوطانهم ، بقلم : وفاء حميد

خلف قضبان النازية بواسل عشقوا أوطانهم ، بقلم : وفاء حميد

تحت وطأة و ظلام الاحتلال تفتحت عيون ابناء فلسطين ليروا صورالقمع الوحشي والفاشي وتكبر معه معانته، وتكبر فيهم المقاومة نبتت في داخلهم بذرة العداء لمحتلي أرضهم ، تعمقت في قلوبهم العزيمة والإصرار والتحدي عشقوا وطنهم حتى الذوبان ،هم جيل يشكل استهدافا للمخطط الصهيوني ، الذي يترصد لهم عدو غادر لم ينعموا في احضان عائلاتهم ، بل خلف قضبان السجون .

هي قصة شباب فلسطين ، رجال وشباب ونساء وأطفال يعيشون ظروف تعيسة لتنتهي بهم الأمور إلى ظلام المعتقلات الفاشية او إلى طريق مجهول.

فمنذ أن وطات قدم إسرائيل ارض فلسطين لم تتوقف عن سياسة الاعتقال ، وفي سجونها أكثر من مليون معتقل منذ النكبة ، لم تعرف سجونها شريحة محددة فمن اطفال ونساء إلى نواب ووزراء ،

تقوم اسرائيل باعتقال الفلسطينيين من البيت او الشارع أو الحواجز العسكرية ولديها طرق كثيرة من خلال فرق مستعربة أو ماعرف

” بفرق الموت ” عربية ملامحهم ولغتهم لكن هويتهم إسرائيلية عسكرية ، يتبعون وحدات خاصة منتقاة من جيش الاحتلال مدربين تدريبا خاصا ، ويرتدون ملابس مدنية الاولى تدعى “شمشون” والثانية “دوفدوفان” التي تعمل في الضفة الغربية .

ولكن الطريقة المعتادة والاكثر شيوعا المداهمة الليلية تقوم بها مجموعات عسكرية معها كلاب تقوم بالقاء القنابل الصوتية وخلع الابواب والاهانة لكل أفراد العائلة وبعد إلقاء القبض على المعتقل يقاد بالضرب والتكبيل إلى أحد مراكز التوقيف يسمح فيها بابقائه لمدة شهرين دون محاكمة حسب القوانيين ، أو يحول إلى الاعتقال الإداري ما يعني أنه ينال عقوبة بلا تهمة تسميها إسرائيل “ملفا سريا” مدتها شهرين الى ستة أشهر قابلة للتجديد. على مدى سنوات احتلالها أصدرت إسرائيل أكثر من 50,000 الف حكم بلا ذنب و500 معتقل بحكم اداري .

ويمر المعتقل بالعديد من مراحل التعذيب النفسي والجسدي أثناء التحقيق واستشهد العديد من الأسرى ، عدا عن الزج في زنازين ضيقة تغيب عنه الزمان والمكان لاتصلح للعيش الادمي حيث يتعرض المعتقلون لكل انواع الانتهاكات .

كما هناك وحدات متخصصة لاقتحام السجون (النحشون والمتسادا واليماز) بحجة التفتيش ووقف اعمال الشغب وغالبا ماتكون الاقتحامات في ساعات الصباح الباكر أو بعد منتصف الليل اوفي مواعيد الافطار في رمضان استشهد العديد من المعتقلين .

وقد يعزل المعتقل في زنازين انفرادية ضيقة بمساحة متر ونصف ولاتتجاوز الثلاثة تغلق بباب حديدي لمدة ستة أشهر بقرار قضائي ويجوز تمديد الحكم لمدة لانهائية ، يضرب الأسرى عن الطعام لإنهاء حالة الظلم وسياسة العزل الانفرادي ، وينقل خلال العزل إلى أماكن جحيم مختلفة في سيارة تسمى (بالبوسطة) قبر متحرك تدخل المياه من سقفها ايام الشتاء ، تستمر رحلتها أكثر من 8ساعات يبقى الأسير مقيد على كرسي من حديد محروم من الطعام ، وتستعمل لكل انواع التنقلات بين السجون والمحاكم والعيادات الطبية .

ويعاني العديد من الأسرى من الأمراض المختلفة نتيجة اتباع إسرائيل ضدهم سياسة الإهمال الطبي ، ومنهم من يستشهد بعيدا عن احضان عائلته مثل الشهيد ناصر ابو حميد ،

وعدم قيام المؤسسات الدولية المعنية بمحاسبتهم وردعهم عن غيهم بل وفشل كل عمليات تبادل الأسرى في تحريرهم، لأن الاحتلال نجح في الانقلاب على ما تم التفاهم عليه في إطارها، كما فشلت المبادرات الفلسطينية السياسية لتحرير الأسرى، بعد توقيع اتفاق “أوسلو” في التخفيف من معاناتهم، خصوصاً الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال

و لم تترك إسرائيل وسيلة الا واخترعتها لقمع الأسرى ، حيث حرص الكيان الغاصب على استخدام كل انواع القهر والعذاب والتنكيل بهم ، وكل الاتفاقيات والقوانين الدولية لم تمنع إسرائيل من الاستمرار بسياستها القمعية تجاه الأسرى بل قابلتها بالرفض ، وأحاط جرائمه بحزمة كبيرة من التشريعات والقوانين العنصرية ، حيث تسعى الحكومة الفاشية الجديدة لتصفية الأسرى الفلسطينيين والقضاء عليهم من خلال أعلانها بإقرار قانون (اعدام الاسرى) مايؤدي إلى خلق مبررات أمام العالم ، البطش بالأسرى وقتلهم تحت مظلة هذا القانون ، وقتل آمالهم في إمكانية تحريرهم ، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي إنهاء حالة الصمت والمسارعة لانهاء هذا الظلم وإفشال كل المحاولات لإقرار هذا القانون .

شاهد أيضاً

محافظ سلفيت اللواء د. عبد الله كميل يوقع وثيقة انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للطب المخبري

شفا – وقع محافظ محافظة سلفيت اللواء د. عبد الله كميل، اليوم الاثنين، وثيقة انطلاق …