1:55 مساءً / 5 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

إنتفاضة القدس .. لا زال الإشتباك مستمر !، بقلم : جبريل عودة

تستمر الإنتفاضة في ميادين الوطن , ويبرز عنوانها ويعلو إسمها بإرتقاء الشهداء , فالدماء النازفة الزكية برهان على الإشتباك الثوري , والشهادة مسار الحياة في فلسطين , وأرواح الشهداء الصاعدة بمثابة بوصلة الطُهر , تؤشر نحو الحق التاريخي للأجيال التي تتوارث قضيتنا الوطنية , في حركة مستمرة رايتها الإنتماء لهذه الأرض المباركة , فإلى هذه الأرض – فلسطين- ننتمي لا بديل عنها ولا نقصان منها , إليها تسعى الأجيال وتكدح بلا تعب, وتشرق في عيون صغارها لوحة المستقبل الخالي مع الإحتلال والظلم والأسر , وتشدو آمال الأجيال بصوتها الثوري للحرية والإنعتاق من عتمة الإحتلال البغيض .

هذا هو المشهد المقاوم لا يغُيبه القمع الإحتلالي , ولا يفيد معه التضليل الإعلامي , ولا يقوى أمام تضحياته الهذيان السياسي , ولن يوقف عنفوانه جلاوزة التنسيق الأمني, هي نار الثورة وجمر الإنتفاضة , وهي تغلي تحت الرماد الوهمي , الذي سرعان ما يُذر في الهواء , مع هبوب رياح العاصفة القادم من غضب الأجيال , وزفرات المظلومين وآهات المعذبين في فلسطين , يتنادون من كل المدن والقرى والمخيمات , لطوفان الثورة من أجل إستعادة الوطن من بين أنياب المحتل الغازي.

هذا واقعنا في فلسطين , يتواصل الإشتباك , تستمر المواجهة , ليرتقي الشهداء الأبرار , وكمثال على تلك الجواهر الثمينة والنماذج العظيمة المضحية من شهداء انتفاضة القدس, الشهيد المعلم والمقاوم المثقف باسل الأعرج , الذي إرتقى بتاريخ 6/3/2017 ميلادية , وقد سطر أقواله ومقالاته بمداد من دمائه , التي سالت لتتسلل مع خيوط الفجر الأولى لكل بيوتنا الفلسطينية , وتمتلك قلوب الأحرار العاشقين للدرب المقاوم , فلا غرابة فهي الشهادة , زاد الحياة وغذاء للأرواح الثائرة , حيث صنعت ملحمة باسل الشهيد , إلتفافاً كبيراً حول خيار الشهداء والمقاومة , رغماً عن الأنوف المزكومة بالعمالة , والعقول المؤبوة بوهم التسوية ومشاريعها الهزيلة, التي قزمت جغرافية فلسطين في أجندة فريقها إلى 22% , ويصرح بعضهم بلا خجل بأنه سيقيم الدولة على 1% من أرض فلسطين , في تلاعب ومقامرة تستهدف جوهر القضية وحقوق الأجيال الفلسطينية , فهل نسمح لأي جهة أو مؤسسة أو حزب أو دولة أن تشطب أو تتنازل عن حقوقنا لصالح الأغيار ؟.أي جنون هذا الذي يسير عليه البعض ويطلقون عليه مصطلح برنامج سياسي ! .

الصورة من فلسطين تخبرنا بأن المجزرة الصهيونية مستمرة بحق الإنسان والوطن , يتم قتل الفلسطيني بدم بارد , كما حدث مع أزهارنا الدامية خلال الشهر المنصرم, والذين إعدموا برصاص وقذائف الإحتلال, ومنهم الشهيد مراد يوسف أبو غازي من الخليل , والشهيد يوسف أبو عاذرة من مدينة رفح, الشهيد محمد محمود حطاب من رام الله , الشهيدة سهام راتب النمر من مخيم شعفاط بالقدس , الشهيد الأسير المحرر مازن فقها من طوباس والذي إغتيل في غزة بطريقة موسادية ،بأربعة رصاصات نحو رأسه بسلاح كاتم للصوت , وخلال مشهد عدواني آخر تقتلع جرافات الإحتلال الأشجار وتهدم البيوت , وكما تصادر الأراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة لتزرع عليها مستوطنات الموت والكراهية , وأمام هذه الجرائم الإحتلالية هل يصمت الشعب ؟ هل يهدأ الشباب ؟ هل تطفئ نار الغضب ؟ .

ويتحرك الأبطال لرد العدوان , ورفع الضيم والظلم , ويتصدر الشاب بلا تردد مهمة الدفاع عن الأرض والمسرى والهوية الفلسطينية , فهذا الشهيد سعد محمد علي قيسية من الخليل، ينفذ بتاريخ 1/3/207 ميلادية , عملية طعن بالقرب من الظاهرية ضد جنود الإحتلال , وكذلك الشهيد إبراهيم محمود مطر من القدس المحتلة , ينفذ بتاريخ 13/3/2017 ميلادية ,عملية طعن قرب باب العامود في القدس المحتلة , والشهيد أحمد زاهر غزال من نابلس , والذي صلى في المسجد الأقصى وطاف في باحاته مودعا , تم خرج بتاريخ 1-4-2017ميلادية , لينفذ عملية طعن ضد المستوطنين على بوابات الأقصى المبارك , هؤلاء الأبطال ما خرجوا ترفا ولا تهاونا بالحياة , بل إيماناً بأن فعلهم المقاومة وشهادتهم المباركة , قياما بالواجب الديني والوطني في ضرب المحتل وإيلامه على جرائمه .

لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة هذا نداء فلسطين , في الميادين والطرقات في المدن والمخيمات , هذا حديث الشباب والرجال والنساء والكهول , ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بها , وتسقط الحقوق اذا ما هي خضعت للتفاوض والمساومة , فحسب إحصائيات موقع الإنتفاضة الفلسطيني لحصاد إنتفاضة القدس خلال شهر مارس آذار 2017 ميلادية , فإن أكثر من 24 عملية فدائية توزعت ما بين 7 عمليات إطلاق نار، و3 عمليات طعن، بالإضافة لعملية دهس واحدة، وأكثر من 69 عملية إلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة، في أكثر 292 نقطة مواجهة مع الاحتلال الصهيوني , بعد عام ونصف على إندلاع إنتفاضة القدس, تتواصل المواجهة وتستمر حالة الإشتباك , ويتبنى الشباب الفلسطيني إنتفاضته الباسلة, ويحرص على ديمومتها رغم قلة الإمكانيات والنصير, ويغديها من وقت إلى آخر بنماذج مشرقة من تضحية الرجال وبطولاتهم المباركة .

وأمام هذا الزخم الثوري , ألا يخجل من لا زال لا يعترف بتلك الإنتفاضة! , وكم هو صغير من لا يقدر حجم التضحيات التي يبذلها شباب فلسطين ! , في مواجهة الهجمة الإرهابية الصهيونية التي يتعرض لها شعبنا , فلا دواء غير الكي , ولا علاج غير المقاومة , فمال بال أقوام تخالف ما إعتادت عليها الشعوب الحرة , وتجاهر بالرفض لما تمليه علينا الفطرة السوية والعقيدة النقية التي تقودنا لقتال ومقاومة المحتل , ولا يمكن أن نغفل الحقيقية التي يجب ترسيخها في وجدان كل حر وشريف , بأن الإحتلال لا يقابل إلا بالسلاح , وأن التسليم للإحتلال بمثابة قرار بإعدام الوطن , ما هو ثابت أن شعبنا آمن بأن المقاومة حياة , وهيهات أن يتخلى أو يتنازل عن تلك الحياة .

 

جبريل عوده

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يتلقى رسالة جوابية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

الرئيس محمود عباس يتلقى رسالة جوابية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

شفا – تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رسالة جوابية من صاحب السمو الملكي الأمير …