6:22 مساءً / 16 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بقلم : عمران الخطيب

الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بقلم : عمران الخطيب

تُعدّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحد أبرز الفصائل الفلسطينية بعد حركة فتح، والفصيل الثاني ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية.


ورغم ما تعرّضت له الجبهة الشعبية من أزمات داخلية متعددة نتيجة الانشقاقات، والتي كان أولها خروج القيادي الراحل أحمد جبريل ومجموعة من رفاقه وتأسيس الجبهة الشعبية – القيادة العامة، التي حملت هذا الاسم باعتبار جبريل القائد العسكري للجبهة في حينه، إلا أن الجبهة واصلت حضورها الوطني والسياسي.

وفي شهر شباط/فبراير 1969، وقع الانشقاق الثاني بقيادة الرفيق نايف حواتمة ومجموعة من رفاقه ذوي التوجه اليساري الشيوعي. كما شهدت الجبهة خروجًا صامتًا لذوي التوجه القومي العربي بقيادة القائد الفلسطيني الدكتور وديع حداد ورفاقه، وهو أحد الشركاء في تأسيس حركة القوميين العرب إلى جانب القائد الوطني الدكتور جورج حبش، الذي أسس الحركة في مطلع خمسينيات القرن الماضي.

ورغم هذه الإرهاصات الداخلية، بقيت الجبهة الشعبية الفصيل الذي شكّل، إلى جانب حركة فتح، العمود الفقري للمشروع الوطني التحرري في إطار الثورة الفلسطينية المعاصرة ومنظمة التحرير الفلسطينية خلال مراحل زمنية مختلفة. غير أن من الأخطاء التي تركت فراغًا سياسيًا كبيرًا في مسيرة منظمة التحرير الفلسطينية، كان الخروج والانسحاب المتكرر للجبهة الشعبية من أطر المنظمة ومؤسساتها، وغيابها عن المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني والمجلس المركزي الفلسطيني.

ورغم أن الحديث عن هذه القضايا قد لا يكون مناسبًا في هذه المناسبة الوطنية، إلا أن المرحلة الراهنة من الصراع مع الكيان الصهيوني، في ظل المشروع الأمريكي بقيادة دونالد ترامب، تستوجب مراجعة وطنية داخلية شاملة. فليس من المجدي الاستمرار في حالة الانقسام، في الوقت الذي يقف فيه الفصيل الأساسي الثاني إلى جانب حركة حماس، وتوفّر حماس لنفسها غطاءً سياسيًا عبر الجبهة الشعبية.

إن المطلوب اليوم هو إزالة هذا الغطاء عن حركة حماس، التي لم تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، بل تعاملت مع هذا الاعتراف في بعض الأحيان كتكتيك سياسي. فقد تأسست حركة حماس أساسًا كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، لا كشريك ضمنها.

كاتب هذه السطور لا يحمل العداء للفصائل الإسلامية الطارئة في مسيرة الثورة الفلسطينية، إلا أن المؤسف أن الأجندات التي ارتدت عباءة الإسلام السياسي استثمرت هذا الغطاء لتحقيق أهداف ذاتية تخدم حركة الإخوان المسلمين، التي لا تعترف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.

إن الجبهة الشعبية شريك أصيل في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومشاركتها الفاعلة داخل منظمة التحرير الفلسطينية تُعدّ ضرورة وطنية بامتياز، خاصة في ظل العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، وفي ظل مسار سياسي مشترك بغطاء أمريكي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبنا من قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي والحسابات الخاطئة لحركة حماس.

وفي الوقت ذاته، يبرز الخطر الاستراتيجي الإسرائيلي المتمثل في تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ومخيماتها والقدس المحتلة. وعليه، فإن المسؤولية الوطنية تقع على عاتق مختلف الفصائل الفلسطينية في إدارة الصراع وحماية شعبنا من محاولات التصفية السياسية، عبر المشاريع والحلول المؤقتة.

تحية في الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي قدّمت قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى والأسيرات، وما يزال أمينها العام، القائد الوطني أحمد سعدات، يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا انحيازه الكامل للوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

عمران الخطيب

شاهد أيضاً

الرئيس شي يستمع إلى تقرير من الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة

شفا – التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ …