12:07 صباحًا / 3 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة

الاغتيالات ومأزق الاحتلال في غزة ، بقلم : بديعة النعيمي

تعتبر دولة الاحتلال استهدافها لأبناء قيادات الصف الأول في حركة حماس خلال الحرب على غزة وخاصة في رفح على أنه على حد زعمها إنجازات عظيمة. ووفقا لما أورده الإعلام العبري فقد كان نجل القيادي غازي حمد الذي اغتيل أمس ٣٠/نوفمبر/٢٠٢٥ ضمن مجموعة المقاتلين داخل أنفاق رفح التي تتهمها دولة الاحتلال بالمشاركة في الهجوم الذي استهدف كتيبة النحال وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى وأسرى في صفوف قواتها كما أشارت إلى العثور على رشاش من نوع تافور قالت إنه يعود لقائد سرية في لواء الساحل.

وقد تحول هذا الخبر إلى مادة للتشفي والاحتفاء على المواقع الصهيونية التي وصفت تصفية عبد الله جازي حمد نجل القيادي غازي حمد بأنها إنجاز استثنائي للجيش في محاولة لإبراز نجاحات عملياتية موهومة مقابل الضغوط العسكرية والسياسية التي تواجهها دولة الشتات في حرب متشابكة وطويلة.

ووفقا لما نشرته تلك المواقع فإن من تم اغتيالهم من أبناء القيادات العليا في حركة حماس، هم همام خليل الحية نجل خليل الحية، ونعيم باسم نعيم نجل القيادي باسم نعيم، وعبد الله جازي حمد. ويؤكد الإعلام العبري دعما للرواية ذاتها أن العشرات من أبناء القيادات تم اغتيالهم في اشتباكات ميدانية، ويشدد على أن أغلب هؤلاء الأبناء من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري للحركة.

ويبدو أن دولة الاحتلال تسعى من خلال هذا الاستعراض الإعلامي إلى توجيه ضربة معنوية لحماس خاصة مع عجز الأولى عن الإعلان عن مكاسب استراتيجية واضحة على الأرض، وفي المقابل فإن حركة حماس تنظر إلى هذه الاغتيالات انها عمليات فدائية لا تؤثر في بنيتها التنظيمية أو قدرتها القتالية نظرا لاعتمادها على نظام الخلايا.


كما ان مثل هذه الاستعراضات تشكل محاولة لتجميل صورة الجيش أمام الجمهور الصهيوني، وإعادة صياغة المشهد أمامه باعتبار أن الاغتيالات تشكل “نجاحا يضرب العمق الاجتماعي للحركة ويقلل من الروح المعنوية في صفوفها”.

لكن الحقيقة أنه رغم مرور أكثر من عامين على الحرب المسعورة على غزة لم تتقدم دولة الاحتلال نحو الحسم فاستهداف أبناء قيادات حركة حماس لا يعني إضعاف بنيتها العسكرية إذ أظهرت التجارب السابقة أن الحركة ذات بنى لامركزية تمكنها من تعويض الخسائر البشرية بسرعة وما شهدته ساحات القتال بعد استشهاد السنوار دليل واضح على ذلك وأن قوة الحركة تعتمد في الأساس على مقاوميها.

وفي المحصلة، إن ما يجري اليوم يعيد تلك الصورة المتكررة من التاريخ الفلسطيني، حين اعتقدت سلطات الانتداب البريطاني ثم الاحتلال الصهيوني أن ضرب القيادات سيقتلع الحركة الوطنية من جذورها.


فاستشهاد الشيخ عز الدين القسام في أحراش يعبد عام ١٩٣٥، كان شرارة لثورة كبرى. وفي السبعينيات والثمانينيات حين استهدفت قيادات بارزة في الداخل والخارج، استمرت فصائل المقاومة في إعادة بناء نفسها وتوسيع حضورها الشعبي. واليوم يتكرر الشيء ذاته في غزة، حيث أن الاغتيالات لن تؤول إلا إلى إعادة تشكل البنية التنظيمية لا انهيارها. وفي المقابل، تبدو محاولات استثمار هذه الضربات من قبل الاحتلال كإنجازات أشبه بتكرار إخفاقات الماضي. وأن القوة الحقيقية تكمن في استمرارية الفكرة، والمقاومة فكرة ولن تموت.

شاهد أيضاً

قوة خاصة اسرائيلية تعتقل شاباً من نابلس

قوة خاصة اسرائيلية تعتقل شاباً من نابلس

شفا – اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية ،مساء الثلاثاء، شاباً بعد مداهمة منزله في مدينة نابلس …