
التشنّج العصبي عند الأطفال ، فهم مبسّط يطمئن الأهل ويقود للعلاج ، بقلم : الدكتوره عطاف الزيات
يُعدّ التشنّج العصبي أحد أكثر المشكلات الصحية التي تُفاجئ الأهل وتثير الخوف، خاصة عندما يحدث لأول مرة. ورغم أنه قد يبدو مخيفًا، إلا أنّ فهم طبيعته وأسبابه يساعد على التعامل معه بثقة وهدوء، والأهم أنّ معظم الأطفال يتحسنون مع العلاج والمتابعة المبكرة.
أولًا: ما هو التشنّج العصبي؟
التشنّج العصبي هو انقباض مفاجئ وغير طبيعي في نشاط الدماغ يؤدي إلى حركات لاإرادية في الجسم، أو فقدان وعي مؤقت، أو ارتباك، أو تشنج في الأطراف.
قد يستمر التشنج ثوانٍ قليلة إلى دقائق، ويختلف شكله من طفل لآخر.
أشكال التشنجات عند الأطفال:
تشنج عام يشمل الجسم كله.
تشنج جزئي يظهر في جزء محدد من الجسم.
تشنجات طفيفة مثل ارتجاف الجفون أو انقطاع الوعي لثوانٍ (غفوات).
ثانيًا: أسباب التشنّج العصبي عند الأطفال
تتعدد الأسباب، وأهمها:
- ارتفاع درجة الحرارة (الحمّى)
وهو السبب الأكثر شيوعًا، ويحدث عادة بين عمر 6 أشهر و5 سنوات.
- نقص الأكسجين عند الولادة
قد يؤثر على خلايا الدماغ ويظهر لاحقًا كتشنجات.
- اضطرابات كهرباء الدماغ
مثل الصرع أو النشاط الكهربائي الزائد.
- الالتهابات
التهاب السحايا أو الدماغ قد يسبب تشنجات خطيرة.
- نقص بعض الأملاح
مثل الكالسيوم أو الصوديوم، خاصة عند الرضّع.
- عوامل وراثية
قد يكون لدى الطفل قابلية وراثية للتشنجات.
- إصابات الرأس والحوادث
ثالثًا: كيف يتم علاج التشنّج العصبي؟
العلاج يبدأ من الحظـة الأولى لحدوث التشنج، ويمر بعدة مراحل:
- الإسعاف الأولي أثناء التشنّج
ضع الطفل على جنبه لمنع دخول اللعاب إلى مجرى التنفس.
أبعد أي جسم قد يسبب له الأذى.
لا تضع شيئًا في فمه.
راقب المدة.
- علاج السبب
يعتمد العلاج على السبب الأساسي:
الحمّى: خافضات حرارة، تبريد الجسم، معالجة الالتهاب.
الالتهابات: مضادات حيوية أو أدوية خاصة.
اضطراب كهرباء الدماغ: أدوية مضادة للتشنج يحددها الطبيب.
نقص الأملاح: تعويضها بشكل مدروس.
- العلاج الدوائي طويل المدى
في حالة التشنجات المتكررة، قد يعطي الطبيب:
أدوية تنظيم كهرباء الدماغ.
متابعة دورية للرسم الكهربائي EEG.
- العلاج السلوكي والدعم النفسي
بعض الأطفال يعانون خوفًا أو توترًا بعد التشنج، وهنا يحتاجون إلى متابعة لطيفة وطمأنينة من الأهل والمدرسة.
رابعًا: أهمية الكشف المبكر
الكشف المبكر هو الحجر الأساس في حماية الطفل من مضاعفات التشنجات، لأنه:
يساعد في تشخيص السبب بدقة.
يمنع تكرار التشنجات أو تطوّرها إلى صرع مزمن.
يتيح بدء العلاج المناسب قبل أن تتأثر قدرات الطفل الذهنية.
يطمئن الأهل ويقلل القلق والخوف.
يحمي الدماغ في السنوات الأولى الحساسة من النمو.
علامات تستدعي الفحص المبكر:
تكرار التشنجات أكثر من مرة.
استمرار التشنج لأكثر من 3–5 دقائق.
حدوث التشنج دون حرارة.
صعوبة في التنفس أثناء النوبة.
تغيّرات في سلوك الطفل أو قدرته على التعلم.
تاريخ عائلي لحالات مشابهة.
الخلاصة
التشنّج العصبي عند الأطفال قد يكون مخيفًا لكنه قابل للعلاج، وأغلب الأطفال يعيشون حياة طبيعية تمامًا بعد المتابعة الطبية المبكرة.
الفهم الصحيح، التعامل الهادئ، والكشف المبكر… هي مفاتيح حماية الطفل وضمان سلامته.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .