9:00 مساءً / 27 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

مقاومو رفح ، إرادة تتحدى آلة الحرب ، بقلم : بديعة النعيمي

مقاومو رفح ، إرادة تتحدى آلة الحرب

مقاومو رفح ، إرادة تتحدى آلة الحرب ، بقلم : بديعة النعيمي

بعد عام كامل من البسالة والشجاعة والقتال من بين الركام ومواجهة الطائرة والدبابة، اليوم يواجه مقاومو رفح الأبطال أقسى ظروف الحرمان، وبات ملفهم عنوانا لمعركة أحد أطرافها مشروع احتلال يحاول فرض استسلام وتثبيت معادلاته الخاصة من الهيمنة والسيطرة، وآخر هو مشروع مقاومة يرى في مجرد الصمود داخل الأنفاق إعلان بقاء وتحد للإرادة الصهيونية التي أدركت أن هذا الملف يمكن أن يتحول إلى فرصة لإعادة صياغة قواعد الاشتباك. فكثفت غاراتها الجوية والتفجيرية حول محيط الأنفاق، مدعية أنها تحقق تقدما ونصرا وفرض استسلام على أبطال المقاومة.

وقد أطلت علينا القناة “١٢” العبرية، بخبر نشرته على صفحاتها، تكشف فيه عن عرض قدمته “تل أبيب” عبر الوسطاء، ونصه أن “إسرائيل عرضت عبر الوسطاء استسلام المسلحين العالقين في رفح واعتقالهم تمهيدا للإفراج عنهم لاحقا بشرط التخلي عن السلاح ووقف أي نشاط عسكري، لكنهم رفضوا العرض”.

رفض مقاومي حماس الاستسلام صورة تقرأ من منظور أكبر من زاوية القتال، منظور يتعلق بالإرادة البشرية حين تقف أمام آلة عسكرية هائلة مقابل ما لا يملكونه من أدنى مقومات الحياة، الماء والغذاء. وهذا الصمود بحد ذاته يثبت فشل حرب “يهوه”–”نتنياهو” في تحقيق أهدافها المعلنة، وركل أسطورة أن دولة الشتات هي من يملك شروط تعريف السلاح والمقاومة والمستقبل السياسي لغزة.


وما هذا الرفض، وأقصد رفض الاستسلام، إلا موقف سياسي رسخ فكرة واحدة مفادها أن المقاومة لن تمنح دولة الشتات مكسبا تاريخيا بانهيار آخر معاقلها.

ولأن دولة الاحتلال خبيثة بنواياهاعلى الدوام، فقد أرادت من وراء الخبر الآنف الذكر للقناة “١٢” أن يكون بمثابة رسائل متعددة منها تقديم نفسها كطرف مرن في هذه المفاوضات، ودفع الوسطاء إلى الضغط على المقاومة وقبول معادلة “الاستسلام” مقابل نجاة العالقين منهم داخل الأنفاق، أما الأهم فيكمن في تثبيت شرط “نزع سلاح” المقاومة الفلسطينية كقضية مفروغ منها، وأن أي تسوية مستقبلية في غزة يجب أن تكون خاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية.

وعلى امتداد التاريخ، لم نسمع بحركة مقاومة واجهت احتلالا ثم ارتضت أن ينزع سلاحها من قبل هذا الاحتلال. فالسلاح بالنسبة للمقاومين رمز للكرامة وحفظ الهوية والذاكرة والحقوق من المحو والطمس. ونزعه يعني إضعافها وانتزاع جميع ما ذكر. ومن هنا يحق لنا أن نسأل.. لماذا على المقاومة أن تسلم سلاحها وتستسلم لمن لا يملك شيئا في أرض غزة خاصة وفلسطين عامة؟؟.

وهنا جاء تصريح حركة حماس عبر موقعها الرسمي، ليضيف بعدا إضافيا للصورة، إذ قالت الحركة أن *الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تعد خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

بهذا التصريح، يصبح المشهد أكثر وضوحا، فالمقاومة ترى في ما يجري اعتداء مباشرا على مفاوضات يفترض أنها قائمة، وتعتبر أن استمرار استهداف المحاصرين في الأنفاق ما هو إلا سعي من قبل دولة الاحتلال لفرض واقع جديد ينزع فيه سلاح المقاومة وإخضاع غزة.

شاهد أيضاً

الخارجية الصينية: الكتاب الأبيض بشأن ضبط التسلح يُبرز التزام الصين بصفتها دولة كبرى

الخارجية الصينية: الكتاب الأبيض بشأن ضبط التسلح يُبرز التزام الصين بصفتها دولة كبرى

شفا – قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، خلال مؤتمر صحفي في …