12:46 مساءً / 27 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

المقاطعة الأكاديمية ، ما الذي فعلته غزة ؟ بقلم : بديعة النعيمي

المقاطعة الأكاديمية ، ما الذي فعلته غزة ؟

المقاطعة الأكاديمية..ما الذي فعلته غزة؟ بقلم : بديعة النعيمي

كان من الإفرازات المهمة لهجوم السابع من أكتوبر/٢٠٢٣، أن تزايدت حالات المقاطعة الأكاديمية ضد الباحثين والمؤسسات “الإسرائيلية”، حتى بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة لتتضاعف من ٥٠٠ في مارس الماضي إلى ألف حتى نوفمبر الجاري.

هذا ما كشفه تقرير عبري أعده فريق رصد المقاطعة الأكاديمية التابع لدولة الاحتلال والذي أنشأته لجنة رؤساء الجامعات في “تل أبيب” ونشره موقع “ذا ماركر” النسخة الاقتصادية لصحيفة “هآرتس” العبرية.

وبناء على ذلك نستطيع القول بأن حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال على غزة، وما رافقها من صور دمار واسع النطاق وانتهاكات وجرائم حرب، قد ساهمت في تشكيل نقطة تحول مركزية بما يخص الوعي العالمي، وخاصة في أوروبا، وذلك فيما يتعلق بطبيعة الدور الذي تؤديه المؤسسات الأكاديمية الصهيونية في المشهدين السياسي والعسكري. ونتيجة لذلك كما أوضح التقرير الآنف الذكر فإن توسع أنواع المقاطعة قد يدفع الأوساط الأكاديمية في دولة الاحتلال نحو “عزلة خطيرة تشكل تهديدا استراتيجيا حقيقيا لمكانتها الدولية”.

والجدير بالذكر أن أحد أبرز التحولات التي أعقبت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، انتقال المقاطعة من مستوى ردود الفعل العاطفية والاحتجاجات الطلابية إلى مستوى أكثر تنظيما، تقوده أقسام أكاديمية وجمعيات بحثية وممولون أوروبيون. فخلال أشهر قليلة، سجلت مئات الحالات التي منع فيها باحثون صهاينة من المشاركة في مؤتمرات دولية، أو استبعدت فيها جامعات صهيونية من شراكات بحثية كانت قائمة منذ سنوات، أو أوقف تمويل مشاريع كانت تعتمد على مؤسسات أوروبية. هذا التحول كان نتاج مراجعة واسعة للدور الذي تلعبه الأكاديميا الصهيونية في دعم المؤسسات الأمنية وتبرير الخطاب الرسمي أثناء الحرب. ومع اتساع حجم التغطيات الإعلامية والوثائق الحقوقية التي وثقت الانتهاكات في غزة، بدأ باحثون ونخب أكاديمية حول العالم ينظرون إلى التعاون العلمي بأنه تواطؤ ضمني مع دولة ترتكب حرب إبادة.

ورغم أن دولة الاحتلال حاولت مواجهة هذا التحول، عبر تشكيل فرق لرصد المقاطعة وتوثيق الحالات وإرسال ردود رسمية، فإن المشكلة ظهرت بوصفها نتيجة تراكمية لتاريخ طويل من السياسات الظالمة تجاه الشعب الفلسطيني. لذلك، فإنه برغم وقف إطلاق النار الجزئي في غزة إلا أن هذا لم يحدث التأثير الذي كانت حكومة الاحتلال تتوقعه لتهدئة الغضب الدولي، بل بدا لكثيرين أن نهاية الحرب لم تغير شيئا في جذور الصراع، وهو ما جعل المقاطعة تستمر.

ويذهب بعض المحللين إلى أن هذه المقاطعة قد تستمر لسنوات ما لم تحدث تغييرات جذرية في السياسة الصهيونية، خاصة في ما يتعلق بإنهاء الاحتلال وتحسين أوضاع الفلسطينيين. فالجامعات في العالم، خصوصا في أوروبا وأميركا الشمالية، باتت أكثر حساسية تجاه القضايا الحقوقية، وأكثر استعدادا لاتخاذ مواقف قد تبدو سياسية من أجل الحفاظ على مصداقيتها الأخلاقية. وبهذا المعنى، فإن المقاطعة الأكاديمية بعد أحداث السابع من أكتوبر باتت مرآة لتحولات عالمية في كيفية فهم دور الجامعة في الأزمات الكبرى.

وفي المحصلة، يمكن القول إن السابع من أكتوبر كان اللحظة المفصلية التي أعادت تشكيل الوعي العالمي تجاه فلسطين، حين أعاد قضيتها إلى مركز الاهتمام بعد عقود من التآكل، وأجبر المؤسسات والأفراد في أنحاء العالم على إعادة تقييم مواقفهم من الاحتلال الفاشي وسياساته. وما تزال تداعياته تدفع بالمزيد من التضامن وإعادة الاعتبار لحقوق الشعب الفلسطيني.

شاهد أيضاً

الصين تكشف عن خطة عمل لدعم تطوير الفضاء التجاري وتعزيز التعاون الدولي

الصين تكشف عن خطة عمل لدعم تطوير الفضاء التجاري وتعزيز التعاون الدولي

شفا – أصدرت الهيئة الوطنية الصينية للفضاء خطة عمل لدعم شركات الفضاء التجاري وتشجيعها على …