1:53 مساءً / 27 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

من القدس لغزة ، صامدون على أرضنا، باقون على عهدنا ، بقلم : د. منى ابو حمدية

من القدس لغزة ، صامدون على أرضنا، باقون على عهدنا

من القدس لغزة ، صامدون على أرضنا، باقون على عهدنا ، بقلم : د. منى ابو حمدية

الشبيبة الفتحاوية تُطلق مؤتمرها العام الأول: جيلٌ يستعيد البوصلة ويصون العهد

في زمنٍ تتقاطع فيه العواصف فوق سماء الوطن، وتشتد فيه يدُ الاحتلال على الجغرافيا والإنسان، تنهض الشبيبة الفتحاوية كقنديلٍ لا تنطفئ شعلته، وكجسرٍ يربط الماضي بالمستقبل دون أن يتخلّى عن جذوره.


هي الجيل الذي حمل ذاكرة الشهداء في قلبه، وورث من ياسر عرفات عناده الجميل وإيمانه بأن فلسطين تُبنى بصدورٍ لا تخاف، وبشباب يعرفون أن الطريق إلى الحرية ليس نزهة… بل رسالة عمر.


وحين تنطق الشبيبة، لا تنطق باسم فئة، بل تنطق باسم وطنٍ يبحث عن عينين يقظتين وكتفٍ ثابت وراية لا تسقط. إنها الصوت الأكثر صدقاً في ميادين الجامعات، والنبض الأكثر وضوحاً حين تضيع الأصوات الأخرى في ضجيج اللحظة.

بعد الرحمة للشهداء الذين صاغوا بدمائهم حكاية الوطن، ولروح القائد الرمز ياسر عرفات التي ما زالت حتى اليوم تُشعل في الذاكرة جذوة الطريق… تقف الشبيبة الفتحاوية اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، أكثر وعياً وصلابةً ورؤية، لتعلن تحت شعار:


“من القدس لغزة صامدون على أرضنا… باقون على عهدنا”


انطلاق فعاليّات مؤتمرها العام الأول.

لم يكن هذا الشعار مجرّد جملة تعبّر عن المعنويات، بل هو خلاصة مشروع وطني حملته فتح منذ انطلاقتها، وورثته الشبيبة جيلاً بعد جيل. ففي لحظة يُعاد فيها تشكيل الوعي الجمعي، وتُختبر فيها طاقة الأجيال الفلسطينية على التحمّل والإبداع، كانت الشبيبة الفتحاوية حاضرة لتؤكد أن البوصلة لم تنحرف، وأن الهوية الوطنية ما زالت قادرة على إنتاج قيادات شابة تدافع عن ثوابت الشعب وتطوّر أدواته.

يمثل هذا المؤتمر محطة تاريخية، ليس فقط لكونه الأول من نوعه، بل لأنه يأتي في ظروف وطنية حسّاسة تتطلّب خطاباً جديدا وروحاً أكثر تماسُكاً. وقد أثبتت الشبيبة أنها ليست إطاراً تنظيمياً فحسب، بل مدرسة قيمية تُعيد الاعتبار لدور الشباب في الفعل الوطني والاجتماعي والثقافي.

تقدّم الشبيبة في هذا المؤتمر رؤية تستند إلى إرث الشهداء، وإلى وصية ياسر عرفات الذي آمن بأن “هذا الشعب الصغير بفئاته، الكبير بأحلامه” هو القادر على حمل مشروع التحرير. واليوم، تتقدّم الشبيبة لتُجسد هذا الإيمان عبر مبادراتها، وورشها، وبرامجها التي تضع الشباب في قلب المعركة الوطنية: معركة الوعي، والثقافة، والصمود، والبقاء فوق الأرض.

من القدس حيث تتواصل ملحمة المواجهة، إلى غزة التي تحمل أثقال الحصار والعدوان، تؤكد الشبيبة أن الجغرافيا مهما تمزّقت بفعل الاحتلال تبقى موحدة في الروح. وأن صوت الشباب هو القادر على خلق مساحة مشتركة تُعيد اللحمة لصفوف الحركة والشعب.

وبإطلاق فعاليّات المؤتمر العام الأول، يكون الجيل الفتحاوي الجديد قد وضع قدمه على الطريق الصحيح، معلناً أنه شريكٌ أصيل في صياغة المستقبل، وأن الوفاء للعهد ليس شعاراً، بل فعلاً يومياً يتجسّد في الانتماء والالتزام والعمل.
وهكذا تمضي الشبيبة الفتحاوية في مسارها الأصيل… لا تلتفت إلى الخلف، ولا تنحني أمام العاصفة، بل تواصل شقَّ الطريق الذي بدأه شهداء الثورة وقادة المشروع الوطني. ففي كل نشاط تنظمه، وكل مؤتمر تعقده، وكل موقف ترفعه، تُعيد الشبيبة اكتشاف قوتها ودورها ومكانتها كدرعٍ وضاء للحركة، وكمساحة أملٍ في زمنٍ يحتاج إلى الأمل بشدّة.
إنها شبيبة تعرف أن المستقبل لا يُعطى… بل يُنتزع بإرادةٍ واعية، وبعقلٍ ناضج، وبقلبٍ ما زال على العهد ثابتاً لا تزعزعه الرياح مهما اشتدت.


“رسالة للشبيبة الطلابية في الجامعات”


يا شبيبة الجامعات…


أنتم خطُّ الدفاع الأول عن وعي هذا الشعب. أنتم الحكاية التي تبدأ من القاعة الدراسية ولا تنتهي إلا في قلب الميدان. الجامعة ليست جدراناً وأبواباً بل مساحة تُصنع فيها الإرادة ويُصاغ فيها المستقبل.


احملوا فكرتكم كما يحمل المناضل بندقيته: وعياً، وانتماءً، وصدقاً … دافعوا عن حقوق الطلبة، واحموا هوية جامعاتكم، وكونوا القدوة التي تُثبت أن الانتماء لفتح ليس شعاراً يُقال، بل مسؤوليةٌ تُمارس كل يوم.


اجعلوا من كل انتخابات … معركة وعي، ومن كل نشاط منصة قوة، ومن كل اختلاف فرصةً للاحترام والنضج لا للفرقة والانقسام.


واذكروا دائما أنكم امتدادٌ لمدرسةٍ أطلقت ثورتها من فكرة… وقادتها إلى واقع. فكونوا على قدر تلك الفكرة، وعلى مستوى ذلك الإرث، وعلى العهد الذي تركه الشهداء في أعناقكم.

  • – د. منى ابو حمدية – اكاديمية وباحثة

شاهد أيضاً

ارتفاع حصيلة ضحايا حريق هونغ كونغ إلى 55 قتيلا

شفا – تشهد منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة جنوب الصين، يوما صادما، بعد حادث حريق …