
الشتا إجا… بس المرة غير ، بقلم : منى سامي موسى
من خيم الغزيين… قصة غرق وصمود
“يا رب تشتي يا رب، خلي العجايز تنضب”… لكن الشتا هالمرة وجع
كنا نستنى الشتا، نغني له من قلوبنا: “يا رب تشتي يا رب، خلي العجايز تنضب”. هيك كانوا أجدادنا يحكوا، وهيك تعلّمنا نحب أول مطرة، نغني ونضحك، نتمشى بالشارع، نشرب قهوة بدفا الكافيهات، نحضّر كستنة وسندويش جبنة على الفحم. الشتا كان فرحة… كان حنين ودفا.
بس هالسنة، الشتا إجانا وإحنا بخيم.
الفرحة صارت خوف، والأمان صار مفقود.
العدوان خلّى آلاف العائلات بلا بيوت، واضطرت تنزح وتعيش بخيم من شوادر بسيطة. ومع أول مطرة، غرقت الخيم. الشادر طار، الأرض صارت طين، والفرش غرق… حتى الملابس ما ظلّ فيها شي ناشف.
عبير، أرملة في الثلاثينات، بتحكي: “كنت مرتّبة خيمتي، متأقلمة معها إنها مأمني، بس أول مطرة خلتني أرجع من الأول. كل شي غرق، حتى الأمل”.
حتى الناس اللي ساكنة بالحواصل أو البركسات، نفس المعاناة. البيوت اللي ما اندمرت كلياً، محتاجة ترميم. بس ما في مواد بناء، وإن وجدت أسعارها نار، فوق طاقة الناس.
كنا نحكي دايمًا إن المطر رزق وخير، بس في غزة، صار الشتا امتحان قاسي.
مش لأن المطر شرّ، بل لأن السقف مش سقف، ولأن البيت مش بيت، ولأن الخيمة مش أمان.
الناس ما بدها شي كبير… بس بدها تعيش تحت سقف، تقدر تغني للشتا من قلبها بدون خوف.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .