
تايوان وإسرائيل.. تحالف المصالح على حساب الحقوق الفلسطينية ، بقلم : محمد علوش
تصريحات وزير خارجية تايوان، لين شيا لونج، التي أعلن فيها سعي بلاده لتعميق علاقاتها مع إسرائيل رغم حربها على غزة، تعكس بوضوح الوجه الحقيقي للسياسة التايوانية المبنية على مصالح ضيقة، متجاهلة تماماً المبادئ الإنسانية والعدالة الدولية، فقد أشاد ذلك الوزير بالدعم الإسرائيلي لتايوان ووصفه بأنه “لا مثيل له من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط”، مؤكداً أن تايوان “ستكون ودّية مع الدول التي تكون ودّية معنا”، وما زاد الطين بلة موقفه من فلسطين، التي اعتبرتها “سيئة جداً تجاه تايوان” لأنها تتماشى مع مبدأ “الصين الواحدة”.
هذا التصريح ليس مجرد بيان سياسي، بل تجسيد لاستراتيجية تايوان في ممارسة السياسة الخارجية عبر انتهاك المبادئ الإنسانية، متجاوزة حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، فالدعم المخطط لتبرعات لمستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، رغم الانتقادات الدولية، يثبت أن تايوان تتعامل مع القضية الفلسطينية كأداة لمساومة سياسية، دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية الواقعية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
في مقابل هذا الانحياز، يبرز التاريخ الطويل للصين في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني على الساحة الدولية، ومنذ عقود طويلة، كانت الصين صوتاً مسانداً للفلسطينيين، وتدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة، وفق القانون الدولي ومبادئ العدالة، وهذا الموقف الصيني لم يكن مؤقتاً أو شكلياً، بل كان جزءاً من التزام الصين الثابت بالقضايا العادلة، مما يعطي فلسطين قاعدة صلبة لتأكيد موقفها الوطني والمطالبة بحقوقها المشروعة.
إن سياسة تايوان في استثمار التحالف مع إسرائيل لتحدي موقف الصين، وتجاهلها للحقوق الفلسطينية، تعكس تضارباً صارخاً بين المصالح الضيقة والقيم الإنسانية، ومع استمرار هذا النهج، تبقى فلسطين، بفضل دعم الصين التاريخي والشرعي، صامدة في مواجهة محاولات تقويض حقوقها، ومتمسكة بمبادئ العدالة والحرية، ومطالبة المجتمع الدولي بالتمييز بين الحسابات السياسية قصيرة المدى وبين الالتزام بالقانون الدولي وحماية حقوق الشعوب.
في نهاية المطاف، يثبت التاريخ أن من يقف مع العدالة والحق هو من يكتب صفحات المجد، بينما أولئك الذين يسعون لمصالح سياسية ضيقة على حساب حقوق الآخرين يسجلون سطوراً سوداء من الانتهاك والتجاوز، وتايوان وإسرائيل اختارا طريق المصالح على حساب فلسطين، بينما الصين تظل صوت الحق والداعم المستمر لشعب يتعرض للظلم منذ عقود.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .