2:46 مساءً / 8 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

الحديد يصدأ… والقلب يُكسَر ، بقلم : راوية المصري

الحديد يصدأ… والقلب يُكسَر ، بقلم : راوية المصري

الحديد يصدأ… والقلب يُكسَر ، بقلم : راوية المصري


في بلادٍ لا تعرف الرحمة، حتى الصمت يُعَدّ جريمة.
كلّ ما تفعله المرأة يُراقَب،
وكلّ خطوةٍ تُحاسَب،
وكلّ قرارٍ يُدان قبل أن يُفهَم.
إن صمتت… أذنبَت،
وإن تكلّمت… تجاوزت،
وإن اختارت طريقها، بدأ الناس يحصون عليها الخطوات واحدةً تلو الأخرى.
إن صبرت على رجلٍ يؤذيها، قالوا: ما عندها كرامة.
وإن طلّقته لتحمي نفسها، قالوا: خرّبت بيتها.
وإن أخذت أولادها إلى أهلها، قالوا: جايّة تكمّل الحمل على غيرها.
وإن استأجرت شقّة لتعيش بسلام، قالوا: سابت على حلّ شعرها.
وإن خرجت لتعمل وتُطعِم أبناءها، قالوا: تاركة أولادها لوحدهم.
وإن اشتكت من التعب، قالوا: رجّعيهم لأبوهم.
وإن طالبت بحقّها في النفقة، قالوا: ناشز.
وإن يئست وتركت أولادها، قالوا: قاسية، بلا قلب.
وإن تزوّجت، قالوا لو بتحبّ أولادها، ما تزوّجت.
هي لا تفوز أبدًا.
تُحاسَب على ضعفها، وتُدان على قوّتها.
كلّ ما تفعله يُفسَّر ضدها،
كأنها خُلقت لتكون هدفًا للألسنة لا للحياة.
الناس يريدونها قدّيسة حين تصبر،
وشيطانة حين ترفض الظلم.
يريدونها أن تتحمّل كلّ شيء، ثم يقولون عنها: امرأة من حديد.
لكن الحديد يصدأ…
والقلب حين يُكسَر لا يعود كما كان.
كفّوا عن محاكمتها،
فهي ليست قضية، بل إنسانة.
ليست بطلة خارقة، بل أمّ تخاف على أطفالها،
وابنة لا تريد أن تُثقل على أهلها،
وزوجة تحلم فقط أن تُحبّ بكرامة.
كفّوا عن جلدها،
فهي لا تطلب المستحيل،
هي فقط تريد أن تُترك وشأنها،
أن تختار طريقها دون خوفٍ من أصابع الاتهام.
كفى ظلمًا.
كفى حديثًا عنها كأنها خطأٌ يمشي على الأرض.
ارحموها قليلًا…
فهي لا تبحث عن بطولة،
بل عن حد أدنى من الكرامة. …

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم تقوع جنوب شرق بيت لحم وتداهم منزلا

قوات الاحتلال تقتحم تقوع جنوب شرق بيت لحم وتداهم منزلا

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم. وأفادت …