
حين تُربّينا الأخطاء بصمتٍ أشد من الصراخ ، بقلم : ناديه كيوان
نخطئ… ونتألم… ونقسم أن لا نعود، ثم نعود بوجهٍ آخر من الوجع.
لكن ما لا نراه وقتها، هو أنّ الحياة لا تعلّمنا إلا هكذا — على حافة الندم، بين غصّة التجربة الأولى وخيبة الثانية. فكلّ ما نسمّيه “قلة خبرة”، ما هو إلا وجه آخر للنضوج الذي لم نكن نملك شجاعته بعد.
نُلام حين نسقط، لكن أحدًا لا يرى كيف كانت تلك السقطة درسًا أعمق من ألف نصيحة. الأخطاء لا تُجرّدنا من قيمتنا، بل تكشفها. هي المِرآة التي نرى فيها هشاشتنا، فنتصالح مع ضعفنا، ونفهم أننا لا نُخلق واعين، بل نصبح كذلك حين نُجرَّد من الغرور شيئًا فشيئًا.
كم من مرةٍ ظننا أننا انتهينا، ثم اكتشفنا أننا بدأنا للتوّ؟
كم من خطأٍ سحقنا، ثم كان هو ذاته منارةً في آخر الطريق؟
نحن لا نعرف أنفسنا في لحظات الصواب، بل في لحظات الانكسار؛ عندما نكفّ عن التنظير ونتعلّم كيف ننهض، لا لأننا قادرون، بل لأننا لا نملك خيارًا آخر.
الخبرة ليست أن لا نخطئ، بل أن نُحبّ أنفسنا رغم ما ارتكبناه، وأن نمنح لأخطائنا صوتًا يقول: “كنتُ الطريق، لا النهاية.”
فليغفر الإنسان لنفسه كما يغفر الزمن لأيامه.
وليتذكّر دائمًا أن الألم ليس عقابًا… بل تلميذًا يُمسك يدنا نحو الوعي.
ناديه كيوان
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .