1:18 صباحًا / 23 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

أوتشا ، وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة الغربية ، بقلم : بديعة النعيمي

أوتشا ، وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة الغربية ، بقلم : بديعة النعيمي

أضحت أخبار المستوطنين وأفعال العنف الممنهجة التي يمارسونها ضد البشر والشجر وحتى الحجر هي الرائجة هذه الأيام على قنوات التلفزة والتلغرام وغيرها. فلا يكاد ينقضي يوم دون أن تسجل مدن وبلدات الضفة الغربية فصلا جديدا من فصول هذا العنف.

ففي تقرير حديث لمكتب “الأمم المتحدة” لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، تم توثيق ٧١ هجوما شنه مستوطنون في الضفة الغربية خلال أسبوع واحد فقط، من ٧ إلى ١٣/أكتوبر الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون. هذا الموسم الذي لطالما كان رمزا للتجذر في الأرض، تحول في السنوات الأخيرة إلى موسم يحاول فيه المستوطنون قتل هذا الرمز، من خلال اقتلاع وحرق وتخريب أشجار الزيتون، والاعتداء على أصحابها، وسرقة محاصيلهم ومعداتهم، في مشهد إنما يعكس الاستعلاء والطغيان الذي وصل إليه مستوطن الشتات الذي لا يملك شبرا من الأرض.

كما وأوضح “أوتشا” أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين في ٢٧ قرية في الضفة الغربية، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار في الممتلكات.


ما يحصل هو مؤشر على حالة من الإفلات من العقاب، يمنح من خلالها المستوطن الحرية التامة في التصرف وفق ما تمليه أهواؤهم وأيديولوجياتهم المتطرفة، وما وصول المشهد إلى هذه الدرجة من العنف إلا بسبب الغطاء السياسي والأمني، وكأن الدولة البائدة تقول لهم اقتحموا وخربوا واحرقوا ونحن ورائكم نحميكم بالقانون والدين.

نعم الدين هو أساس قانون الدولة الزائلة، والإحساس بالفوقية مستمد من نصوصهم الدينية التوراتية المحرفة التي يأمرهم بها “يهواهم”، حيث يعاد تأويلها لخدمة مشروعهم الاستيطاني الاستعلائي الذي لا يرى في الفلسطيني “الغوييم” إلا وجودا زائدا على الأرض، أو ربما عقبة يجب إزالتها بأي وسيلة؟.

ومن هنا فإنه لا يمكن فصل هذه الأفعال الخنزيرية لأولئك المستوطنين عن البنية الذهنية التي تتغذى على مزيج من تلك الروايات الدينية المحرفة، والدعم السياسي اليميني المتطرف، والتواطؤ المؤسسي داخل دولة الشتات. والمستوطن في هذه المعادلة ليس مجرد شخص ممتلئ بالكراهية، إنما هو أداة تنفيذ لسياسة توسعية استعمارية استيطانية، ترى في استدامة الصراع مصلحة وجودية لها.

وما يطالعنا اليوم من شهادات لأصحاب الأرض الشرعيين الذين يخرجون فجرا ليحموا أشجارهم من الهجمات الهمجية، وما تحمله من نبرة تحد وصمود، ترد على تلك المعادلة، فنحن هنا وهذه أشجارنا وأرض أجدادنا ولن نبرحها حتى لو طردنا أو قتلنا، فإن أردتم المرور فلن تمروا إلا من فوق جثثنا، فاعتداءاتكم لن تكسرنا ولن ترهبنا، وصمودنا هو ردنا على الاستعلاء والغبن، وأما زيتوننا الذي اقتلع وأُحرق، فسيبقى الشاهد الحي على محاولاتكم الخائبة التي تسعى لطمس تاريخنا وقطع صلتنا بالأرض.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم الاربعاء

اسعار الذهب اليوم الاربعاء

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الأربعاء 22 أكتوبر كالتالي :عيار 22 85.900عيار 21 82.000