
دلالة حضور جلالة الملك عبدالله الثاني حفل توقيع اتفاق غزة … ، بقلم : د. دانييلا القرعان
تحمل دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى القاهرة لحضور توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دلالة سياسية ودبلوماسية عميقة جدًا، وتعني أن الأردن يُنظر إليه كطرف موثوق ومتوازن في ملف غزة، وقادر على لعب دور في مرحلة ما بعد الحرب، خصوصًا في القضايا الإنسانية والسياسية المتعلقة بإعادة الإعمار وملف القدس وهذا لم يكن ليحصل لولا التنسيق المصري الأردني القوي، فمصر اليوم تلعب دور الراعي الأساسي للوساطة مع فصائل فلسطينية، وتؤكد دعوة جلالة الملك لحضور حفل التوقيع في القاهرة وجود هذا التنسيق الوثيق بين عمان والقاهرة في مقاربة الأزمة ووجود ما يعد توافق في الرؤى حول مستقبل غزة وسلطة الحكم فيها.
سيكون حضور الملك إشارة إلى أن التهدئة ليست فقط وقف نار مؤقتًا، بل بداية مسار سياسي جديد بمشاركة دول عربية معتدلة لدعم الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، لطالما تبنى الملك خطابًا داعمًا لغزة ولحقوق الفلسطينيين، ومشاركته في التوقيع تُعتبر تأكيد على التزام الأردن الثابت بالقضية الفلسطينية ودعم أي خطوة تنهي معاناة المدنيين.
بعبارة أخرى الدعوة هي تقدير للدور الأردني السياسي والإنساني ورسالة بأن ما بعد الحرب سيُبنى بمشاركة عربية مسؤولة، وليس فقط بقرارات القوى الكبرى.