4:37 مساءً / 7 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

صباحُ السابعِ من أكتوبر… ذو طعمٍ خاص ، بقلم : د. وليد العريض

صباحُ السابعِ من أكتوبر… ذو طعمٍ خاص ، بقلم : د. وليد العريض

(حين تذوّقَ الشرقُ نفسه بعد صومٍ طويلٍ عن الكرامة)

“فيكَ استعادَ القلبُ معنى أنْ يثورْ…”

بدايتي
في صباحٍ غيرِ عاديٍّ، استيقظتِ الأرضُ على نبضٍ جديد،
نبضٍ لم يأتِ من شروقِ الشمس، بل من شروقِ الإرادة.
ذلك اليوم لم يكن رقمًا في رزنامةٍ سياسية،
بل علامةً فارقةً في وجدانِ أمةٍ ظنّها العالَمُ ماتت،
فأجابت بدمها: نحن أحياء، نحملُ جمرَ الكرامة ولن ننطفئ.
وقصيدي
كان السابعُ من أكتوبر صباحًا بطعمِ الصاعقة.
الأرضُ تهتزّ، والسماءُ تفتحُ ذراعيها للدهشة،
والعالمُ كلّه يتأرجحُ بين الإنكارِ والذهول.
لم تكن تلك البنادقُ تُطلقُ نارًا،
بل كانت تُطلقُ ذاكرةَ فلسطينَ من الأسر.
كانت تُعيدُ تعريفَ الرجولة،
وتكتبُ على جدارِ التاريخ:
ما زالَ فينا طفلٌ يعرفُ طريقَ الحجر
وما زالَ فينا قلبٌ لا يخافُ الطائرات.
في ذلك الصباح،
لم تنهضِ المقاومةُ وحدها،
بل نهضت كرامةُ الإنسانِ العربيّ كلّه.
نهضَ وجهُ الأمّ التي انتظرت ابنها طويلًا،
ونهضت العيونُ التي حفظت أسماء الشهداء واحدًا واحدًا،
ونهضَ خبزُ الفجرِ في أيدي النساءِ كأنه سلاحٌ من طحينٍ ونار.

لقد تغيّر طعمُ الزمن منذ ذلك اليوم؛
صار للغبارِ رائحةُ الكبرياء
وللدمِ لونُ الفجر
وللحياةِ نكهةُ من قاوموا وهم يعلمون أن النصرَ قد يتأخّر،
لكنّه لا يُلغى.

ذلك الصباح لم يكن معركةً فحسب،
كان يقظةَ روحٍ عربيةٍ خرجت من الرماد،
كان صفعةً على وجهِ الصمت،
وولادةَ جيلٍ يكتبُ بالعزيمةِ ما عجزت الكلماتُ عن قوله.

وخاتمتي – مذاقُ الفجر

ذوَتِ الغيومُ وأشرقتْ أنفاسُنا نارًا ونورْ
وتوضّأتْ أرضُ الكرامةِ بالعبورْ.
في كلِّ جُرحٍ نابتٍ زيتونةٌ
وفي العيونِ تنامُ قُبلةُ البذورْ.

يا فجرَ أكتوبرَ، يا نَبضَ الدمِ الطهورْ،
فيكَ استعادَ القلبُ معنى أنْ يثورْ.
لم يبقَ فينا غيرُ خبزِك والبخورْ،
ووجهُ أمٍّ… خبزَتْ حلمَ الصغارِ على الصبورْ.

شاهد أيضاً

وزير الخارجية الصيني وانغ يي الصين

وزيرا خارجية الصين وكوريا الجنوبية يعربان عن استعداد البلدين لتعميق العلاقات الثنائية

شفا – أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم الثلاثاء، عن استعداد الصين للعمل مع …