12:49 صباحًا / 1 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

ترامب ، وسماسرة الحلول .. ، مقايضة السلاح بالكرامة ، بقلم : بديعة النعيمي

ترامب ، وسماسرة الحلول.. ، مقايضة السلاح بالكرامة ، بقلم : بديعة النعيمي

أفادت الأونروا أن أكثر من نصف مليون فلسطيني في مدينة غزة محاصرون في مساحة لا تتجاوز ثمانية كيلومترات مربعة داخل غزة.


خبر يفضح الوجه الحقيقي لسياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع شعب أصيل وتجريده من حقه في البقاء على أرضه والعيش بكرامة.


حصار متعمد لتحويل البشر إلى فرائس مجوعة ومعطشة وبلا مأوى، تغرق بالإبادة الجماعية. وهذا طبيعي، فنحن في العالم الثالث الذي لا يستحق العيش كما يراه الغرب المتحضر ويبصم عليه قادة العرب بالعشرة لسادتهم وأولياء عروشهم !!.

ثم ينبري السمسار “ترامب” ليقترح “حلولا” لإنهاء الحرب، بشرط نزع سلاح المقاومة. وهو بذلك لا يغدو أكثر من اقتراح صريح على الإذلال، كما أنه طلب نبذ الحق في الدفاع عن النفس واستعادة المسلوب، وترك الشعب في مواجهة معتد ظالم مدجج بالأسلحة والقرار.

فكيف يتوقع من شعب مقهور ومحاصر منذ أكثر من ٧٠٠ يوما أن يسلم سلاحه وكرامته، بينما الطرف اللاشرعي يزود بالأسلحة الفتاكة كل يوم والدعم لجرائمه من خلال رفع كرت حقير مكتوب عليه “فيتو”.

إن “ترامب” الذي يطالب بكيانٍ فلسطيني أعزل، يطالب بكيانٍ مشوه بلا إرادة، بلا سيادة، بلا قدرة على حماية مواطنيه، وبهذا يتحول “السلام” الذي يدعي أنه سيقيمه في الشرق الأوسط إلى كذبة، يشرعن من خلالها الظلم، فأي سلام هذا الذي يبنى على أرض مسلوبة وعلى صمت دولي تجاه جرائم تنتهك حقوق الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود؟.

إنّ العدالة تكمن في إنهاء الاحتلال، ومحاكمة المجرم وتجريده من سلاحه وعودة الحقوق لأصحابها الشرعيين، وأي مقترح آخر هو جسر يمتد فوق ركام الجثث إلى مستقبل لا حياة فيه.

ولكن يبقى مفتاح مصير المعركة للمقاومة التي لا زالت تثبت بسالتها في الميدان ولشعب غزة الصامد الصابر، لا للمعتدي المهزوم ولا السماسرة الدوليون.

والتاريخ يثبت هذا، فمنذ نكبة ٤٨، لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن مقاومة الظلم، رغم التهجير والمجازر والخذلان الدولي، من جنين إلى غزة، ومن الانتفاضة الأولى إلى الثانية، ظل الفلسطيني يحمل الحجارة وينتزع من خلالها كرامته، وكان الخيار نصر أو استشهاد.


والحق أن التاريخ الفلسطيني، سجل طويل من التحدي والصبر والتمسك بالحقوق مهما طال الزمن، ومن رحم النكبات وركام البيوت المهدمة، تولد الإرادة التي ترفض الانكسار كل لحظة. وغزة اليوم ما هي إلا فصل جديد في ملحمة شعب لم ينس، ولم يستسلم، ولن يهزم بإذن الله تعالى.

شاهد أيضاً

7 فصائل فلسطينية ترفض خطة ترامب

7 فصائل فلسطينية ترفض خطة ترامب

شفا – عبرت فصائل فلسطينية عن رفضها “خطة ترامب” لاقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء …