
قهر النزوح ، بقلم : ناديه كيوان
يا وجعَ الأرضِ حين تُقتلعُ جذورُها
يا نداءَ الطينِ إذ يُساقُ بعيدًا عن مآذنهِ وزيتونه.
النزوحُ ليسَ طريقًا جديدًا،
هوَ سيفٌ يجرحُ الذاكرة،
ويدٌ تغلقُ الأبوابَ خلفَ الأطفال،
لتتركهم يبحثونَ عن دفءِ الأمس
في جدرانٍ لا تعرف أسماءهم.
كيفَ للسماءِ أن تحنو
على أقدامٍ حافيةٍ فوقَ الغربة؟
كيفَ للشمسِ أن تمنحَ دفئًا
لأرواحٍ تاهت بينَ خيمةٍ ودمعة؟
النزوحُ قهرٌ صامت،
يمشي في عروقِ المنفيّ
كالماءِ المالح،
كلما حاول أن يرتوي
زاد عطشُهُ للوطن.
ويظلُّ الحلمُ هناك،
بينَ حجارةِ البيتِ المهدوم،
بينَ زقاقٍ يعرفُ الضحكاتِ الأولى،
بينَ شجرةِ ليمونٍ
تنادي الغائبينَ بأسمائهم.
لكنهم…
برغمِ القهر،
يحملونَ الوطنَ في عيونهم،
كما تحملُ الأمُّ طفلَها،
ويزرعونَ في الطريقِ حجارةً صغيرة،
لتدلّهم يومًا…
على طريقِ العودة.
ناديه كيوان