11:37 مساءً / 30 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

ترامب يوزّع السلام مثلما يوزّع الهامبرغر: سريع، مزيّف ، ومسبّب للتخمة ! بقلم : د. وليد العريض

ترامب يوزّع السلام مثلما يوزّع الهامبرغر: سريع، مزيّف، ومسبّب للتخمة! بقلم : د. وليد العريض

من صفقات القرن إلى وجبات الاستسلام السريعة: حماس مدعوّة لوليمة الذبح الجماعي!

لا جديد تحت شمس البيت الأبيض سوى شطائر باردة محشوة بالكذب. ترامب الملياردير الذي يبيع السياسة كما يبيع “البرغر” في مطاعم الوجبات السريعة، عاد إلينا بمقترحات لا تقلّ عبثية عن إعلان إفلاس مطعم وهو يعرض على زبائنه قروضًا باللحم الفاسد. صفقاته، التي يسميها “خطط سلام”، ليست سوى أطباق من البلاستيك، لا تُشبع جائعًا ولا تحفظ كرامة إنسان.

مقترحات ترامب ورفيقه ويتكوف لا تستهدف سوى أمر واحد: إجبار حماس على خلع ثوب المقاومة وارتداء مريول الطباخ في مطبخ الاحتلال. يريدان من الشعب الفلسطيني أن يقبل تذكرة سفر في اتجاه واحد نحو مائدة الذبح وأن يسمّي هذا “سلامًا”. أي مهزلةٍ أعظم من أن يتحدّث القتلة عن الرحمة، والكذّابون عن الحقيقة، والجلادون عن الحرية؟
المضحك المبكي أنّ هذه “المبادرات” تُسوَّق على أنها إنقاذ إنساني، بينما هي في حقيقتها تجويع ممنهج. المساعدات لا تصل إلا بموافقة المذبح، والدواء يُسلَّم بالقطارة والخبز يُوزَّع بحصص الإذلال، بينما يغرق ترامب في تغريداته الفارغة ويتشدّق حلفاؤه بإنجازاتهم الورقية.


ومن يصفّق لهذه المسرحيات؟ حفنة من حلفاء تافهين يدورون في فلك واشنطن كما تدور الذبابات حول بقايا اللحم. لا كرامة عندهم، ولا ذاكرة ولا حتى حياء. يشدّون أزر المجرم ويضعون أختام الشرعية على عقود الاستسلام، كأنهم موظفو صيانة في مطبخ صفقات القرن.


إنهم يريدون فلسطين مجرّد ملحق سياحي يُضاف إلى برنامج جولة أمريكية-إسرائيلية، حيث يلتقط الحلفاء صور “سيلفي” على أنقاض غزة ويكتبون أسفلها: ها قد صنعنا السلام! أي سلام هذا الذي يُفرض بالحصار؟ أي عدل هذا الذي يُشترى بدموع الأطفال؟ وأي مصالحة هذه التي تبدأ بمصادرة الخبز وتنتهي بمقابر جماعية؟


ترامب لا يفهم شيئًا عن الشرق الأوسط سوى أنّه مكان يصلح لتجارب فاشلة: من القنابل الذكية إلى وجبات الاستسلام السريعة. ومثلما تسبّب وجباته السريعة تخمة وارتفاع ضغط الدم، تتسبّب “خططه” في انهيار ما تبقى من أوهام العدالة. إنها وصفات سمّية مغلّفة بورق سيلوفان ملون والويل لمن يجرّبها.


إن حماس، والشعب الفلسطيني كلّه، لا يمكن أن يقبلوا أن يكونوا زبائن في مطاعم الموت التي يديرها ترامب وحلفاؤه. القضية الفلسطينية ليست وجبة سريعة يمكن التهامها على عجل ولا نكهة إضافية في قائمة البيت الأبيض. إنها قضية حياة أو موت، قضية أرض ودم وكرامة ولن تُختزل في أكياس ورقية عليها شعار “السلام الأمريكي”.


فليذهب ترامب وويتكوف وحلفاؤهم إلى الجحيم مع صفقاتهم. فالشعوب التي تعلّمت أن تقاوم بالدم لا يمكن أن تُغرى بخصمٍ على وجبات الاستسلام. وغزة ستبقى عصيّة على كل من أراد تحويلها إلى مطبخٍ لمآدب الذبح الجماعي.

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر كالتالي : سعر أونصة الذهب عالمياً …