9:35 مساءً / 18 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

“أنشودة على أجنحة الحمام” بقلم : غدير حميدان الزبون

“أنشودة على أجنحة الحمام” بقلم : غدير حميدان الزبون

يا أسرابَ الحمام، يا رسلَ الإسراء،
يا بياضًا يُهزم به سوادُ الردى،
هبطتُم على أبواب يافا،
فأيقظتم في الحجر ذاكرةَ النور.
قِفا نبكِ على أطلالٍ تئنُّ،
على بيوتٍ صارت هياكلَ أشلاء،
على نوافذَ تنادي الغائبين ولا يُجيبون.
هنا كانوا، هنا غنّوا، هنا نسجوا خرائط الغد.
فأين الغد؟ وأين مَن غزلوا أحلامه؟
يا أسرابَ الحمام،
مسحتُ عن هدبي غبارَ الدمع،
وجئتكم بوجهٍ لا ينحني،
وقلبٍ لا يستكين،
لأقبسَ من رفرفتكم جمرةَ حياة،
ولأستضيءَ من ريشكم قطرةَ بياض،
فتُوقد في مصباحي قنديلَ أمل.
أمدُّ يدي إليكم،
وأرفعُ معكم جبهتي إلى الشّمس،
فأنتم صخرُ الوهادِ، وزهرُ البساتين،
وأنتم أنشودةُ الحياة التي لا تموت.
فكيف يسحقني الجرحُ وأنتم فوقي تحلّقون؟
وكيف يُدجيني اليأسُ وأنتم في السّماء تصدحون؟
يمينًا، بعد اليوم لن أبكي!
يا أسرابَ الحمام،
ها هو جوادُ الشعب قد نهض،
وانطلق عاصفا من وراء النهر،
يكسّرُ قيدَ الليلِ،
ويقتحمُ أسوارَ الظلام.
أصغوا لصهيله،
ذاك زلزلةُ الحقّ إذا دوّى،
ذاك رجعُ البطولات إذا انتفضت.
يسعى نحو مرافئ النهار،
والفرسان حوله مثل أقمار،
يسقونه دماءَ الشهداء،
ويرفعونه على أكتاف الفداء.
ويهتفون:
عُد يا جوادَ الشعب، فأنت اللواءُ،
وأنتَ الرعدُ، وأنتَ الفجرُ، وأنت الضياء
ونحن وراءك لا نرتدّ ولا نستكين،
حتى نُطهِّر الميدان من غربان الليل،
ونزرعَ الفجرَ في صميمِ النهار.
يا أسرابَ الحمام،
يا مصابيحَ الفجر، يا حَبَّ القمحِ المندلقَ على ترابِ الوطن.
على دروبكم أمشي،
ومن أعينكم أجمعُ دموعَ الأمس،
وأزرعُ قدميّ في تُراب يافا،
وأزرعُ عينيّ في مسارِ الشمس.

شاهد أيضاً

لقاء قمة بين الرئيس محمود عباس ونظيره التركي يبحث آخر المستجدات وجهود وقف الحرب على غزة

شفا – بحث رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس …