1:08 صباحًا / 10 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

تعقيب على ورقة د. وليد عبد الحي ، إسرائيل في غزة ، إلى أين ؟ ، بقلم: د. وليد العريض

تعقيب على ورقة د. وليد عبد الحي ، إسرائيل في غزة ، إلى أين ؟ ، بقلم: د. وليد العريض

ديوان مقاوم خاص (15)


في إطار سلسلة مقالاتي الصحفية «ديوان مقاوم خاص»، التي تزاوج بين التحليل السياسي والسخرية الأدبية، أتوقف عند ورقة الزميل د. وليد عبد الحي المعنونة «إسرائيل في غزة: إلى أين؟». فقد رسمت ملامح الاستراتيجية الإسرائيلية وأبرزت ثغراتها الجوهرية، لكنّني رأيت أن أضعها في إطار مختلف: إطار اللوحة الساخرة التي تُظهر كيف تحوّلت إسرائيل، بكل ترسانتها العسكرية وأحلامها التوسعية، إلى كيان مرتبك يتخبّط في مسرحٍ فقد حبكته، فيما تبقى غزّة عنوانًا للصمود والإبداع في تحويل الجراح إلى مقاومة.

إسرائيل في غزّة تتحرك كمن يبيع الوهم في سوقٍ مزدحم. تعرض استراتيجيتها على شكل قائمة أماني: اجتثاث المقاومة من جذورها كما يُقتلع عشب بري، تقسيم القطاع كما تُقسّم كعكة رديئة، تهجير السكان بعبارة خادعة اسمها “الهجرة الطوعية” كأنهم سياح يختارون وجهة جديدة للعطلة، ثم تنصيب حكومة بديلة من ورق، وتوسيع الاستيطان في الضفة حتى تختنق الأرض. وتُبقي التطبيع قائمًا ولو على جثث الضمير، وتشيّع حلّ الدولتين إلى مثواه الأخير.

لكن هذه المسرحية تصطدم بجدار الحقيقة: مقاومة أنهكتها الحرب ولم تُهزم، شعب يرفض الرحيل إلا إلى القبر، دول تغلق أبوابها أمام التهجير كمن يتبرأ من وصمة العار، أزمة الأسرى التي تُثقل القرار السياسي والعسكري، كلفة مالية تتدحرج كصخرة أثقل من قدراتهم، وصورة دولية تتهاوى كما يتساقط طلاء قديم عن جدار متهالك.

اليوم لم تعد إسرائيل بطلة المسرح كما تحلم، بل مهرّجًا مرتبكًا محشورًا بين الستائر، يلوّح بالعصا في الفراغ بينما الجمهور يضحك ساخرًا لا إعجابًا. والرسالة أن المستقبل لا يُصنع بالصراخ ولا بالدبابات، بل بمن يحسن اقتناص لحظة ارتباك الخصم وتحويلها إلى نصرٍ استراتيجي.

وختاما:


إن ورقة د. وليد عبد الحي قدّمت تحليلًا استراتيجيًا عميقًا، وجاء هذا التعقيب ليضعها في إطار اللوحة الساخرة: إسرائيل التي تدّعي القوة المطلقة ليست سوى من يحفر قبره بيديه، ثم يطلب من العالم أن يصفّق له على حسن الحفر. وفي النهاية، تبقى غزة علامةً مضيئة تؤكد أن الصراع لم يُحسم، وأن المقاومة ما تزال قادرة على قلب الطاولة.

غزّةُ… يا مِحرابَ صبرٍ ما انحنى وبطلُها يصوغُ النصرَ من تحتِ الحصار

تُعلّمُ الدنيا بأنَّ الدمَ المقاوِمَ
قد يغدو نهرَ مجدٍ يقتلعُ كلَّ جدار

أمّا نتنياهو… فـ”أبو مخٍّ حافي” يتخبّطُ في كذبٍ كالبهلوانِ في غبار
يبيعُ الوهمَ، لكن سيفَ غزّةَ
يجعلُهُ قِزْمًا يطاردُ ظلَّهُ في انكسار

وها هو ترامبُ راحلٌ غيرَ مأسوفٍ
خلفَهُ تُفتحُ للقدسِ دروبُ النهار

طريقُ العودةِ لفلسطينَ ممهدةٌ ما دام في الصدورِ نفسٌ وشرار

شاهد أيضاً

عائلات الأسرى الإسرائيليين: الهجوم في قطر يزيد المخاوف على حياة أبنائنا

شفا – عبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، عن مخاوفها على حياة أبنائها المحتجزين في قطاع …