12:08 صباحًا / 10 سبتمبر، 2025
آخر الاخبار

المخدرات وحرب الأوكسيكودون ، إرهاب كيميائي إسرائيلي ضد الفلسطينيين ، بقلم : الدكتور خالد أبو ظاهر

المخدرات وحرب الأوكسيكودون - إرهاب كيميائي إسرائيلي ضد الفلسطينيين ، بقلم : الدكتور خالد أبو ظاهر

المخدرات وحرب الأوكسيكودون – إرهاب كيميائي إسرائيلي ضد الفلسطينيين ، بقلم : الدكتور خالد أبو ظاهر

موثقا على صفحات التاريخ، انه كلما سعت الدول القوية لإخضاع الشعوب، فأنها تلجا إلى وسائل غير تقليدية مثل استخدام المخدرات كسلاح في الحروب، حيث تعتبر المخدرات من أخطر الأسلحة ذات التأثير الفتاك التي تستخدمها الدول والأنظمة والسلطات كسلاح خفي ضد الدول والمجتمعات والحركات التحررية.


ولذلك فان حرب الأوكسيكودون التي تمارسها إسرائيل في غزة ليست اختراعاً إسرائيلياً، بل امتداداً لترسانة حرب مخدرات لمجموعة من الدول مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا وإسرائيل وإيران وسوريا وموثّقة تاريخياً، وليست فكرة هامشية أو محض نظرية.


وسوف نتحدث في هذه المقالة عن حرب الأوكسيكودون التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة وعلاقتها بحروب المخدرات التي شنتها الدول المختلفة لإخضاع الشعوب في حروبها الخارجية والداخلية.


أولا – بريطانيا:
نشبت حرب بين بريطانيا والصين في القرن التاسع عشر، في الفترة من 1840 – 1842م، حيث فرضت بريطانيا الأفيون الهندي على الصين لفتح أسواقها وتقويض تماسكها الاجتماعي.
وعرفت هذه الحرب باسم حرب الأفيون، والسبب في نشوبها ان الصين منعت تداول المخدرات على أراضيها، لأنها أحدثت أضرارا اجتماعية واقتصادية كارثية على الشعب الصيني، فمع ازدياد تعاطي الأفيون تفاقمت المشكلات الصحية وانهارت القوى العاملة وازدادت الفوضى، مما هدد استقرار الدولة، ولم ترض هذه الخطوة بريطانيا التي كانت تسعى وراء الأرباح الضخمة من تجارة الأفيون، فاستخدمت القوة العسكرية لإجبار الصين على فتح أسواقها أمام المخدرات وخاصة الافيون وعملت على نشره في المجتمع الصيني تحت ذريعة حرية التجارة.
وانتهت حرب الأفيون الاولى بانتصار بريطانيا على الصين، مجبرة حكومة أسرة تشينغ الصينية على توقيع معاهدة نانجينغ التي مست سيادة البلاد وجرحت كرامتها والتي بمقتضاها أجبرت الصين على دفع تعويضات كبيرة وتنازلت عن هونغ كونغ، مما فتح الطريق لغزو القوى الغربية الكبرى للصين واحدة تلو الأخرى.
وفي عام 1856، شنت بريطانيا وفرنسا حربا ثانية على الصين، عرفت باسم حرب الأفيون الثانية، وكانت أكثر قسوة من سابقتها، إذ احتلت القوات البريطانية والفرنسية العاصمة بكين، وأحرقت القصر الصيفي.
وانتهت حرب الأفيون الثانية بانتصار بريطانيا وفرنسا على الصين، مجبرة حكومة أسرة تشينغ الصينية على توقيع معاهدات جديدة والتي بمقتضاها أجبرت الصين على دفع تعويضات كبيرة للحلفاء، وفتح موانئ جديدة للتجارة الأجنبية، والسماح بإقامة سفراء أجانب في بكين، وتقنين تجارة الأفيون، وهذا أدى الى إضعاف سلطة سلالة تشينغ الحاكمة وسقوطها لصالح جمهورية الصين أوائل القرن العشرين.
وخلاصة القول ان تلك الحروب التي استخدمت فيها بريطانيا المخدرات كسلاح ضد الصين، أدت إلى نهب ثروات الصين من قبل القوى الأجنبية، وسيطرتها على التجارة في البلاد، وإعاقة التنمية الاقتصادية للصين.
ثانيا – الولايات المتحدة الامريكية:
تمتلك أمريكا سجلا حافلا من استخدام المخدرات كسلاح في حروبها الداخلية والخارجية، وسوف نذكر هنا بعض منها:
1- حرب المخدرات: ان أمريكا في القرن العشرين، شنّت حرباً حكومية عالمية على المخدرات وجرّمت فيها المواد نفسها التي تستغلها أجهزتها الاستخبارية، فصدّرت الفوضى إلى الخارج مُتحلّيةً بتفوّق أخلاقي. وسميت بحرب المخدرات وهي تهدف إلى الحد من تجارة المخدرات غير المشروعة، سواء من خلال حظرها أو من خلال التدخل العسكري والمساعدات الخارجية.
وبدأت هذه الحرب في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، وشملت سياسات مختلفة للحد من إنتاج المخدرات وتوزيعها واستهلاكها، وقد أثرت “حرب المخدرات” الأمريكية على دول أخرى، خاصة في أمريكا اللاتينية، من خلال التدخل العسكري ومكافحة الإرهاب المرتبط بالمخدرات.
اما الهدف الخفي لتلك الحرب فكان التدخل في شؤون الدول الأخرى، من خلال توجيه المساعدات العسكرية والاقتصادية للدول المتورطة في إنتاج المخدرات، بهدف السيطرة على تلك الدول والتأثير على سياساتها الداخلية والخارجية.
2- محاربة الحشود والإرهاب: كشفت طلبات قانون حرية المعلومات في العام 2002 عن وثائق صادرة عن البنتاغون تمدح فيها البنزوديازيبين المتطاير (وهو مهدئ شبيه بالفاليوم) بوصفه أداة لضبط الحشود التي تشارك في الإضرابات والمظاهرات ومحاربة الإرهاب، حيث ناقشت هذه الوثائق الجرعات القابلة للاستخدام لتفادي مخالفة معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، كون كميّة صغيرة تفصل بين قدرة المادة على التهدئة وبين توقف التنفس.
وقد حذّر مشروع صن شاين (Sunshine Project) الذي كشف عن هذه الوثائق، من أن أي استخدام لهذه المواد في الميدان سيحوّلها من أداة ضبط للحشود في الشوارع إلى حرب كيميائية مقنّعة.
3- حرب التحكم بالعقول: انه مشروع MK-ULTRA التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (1953-1973).
فقد قام عناصر من (A.I.C) تحت الاسم الحركي لهذا المشروع بإعطاء مساجين، ومرضى نفسيين، وطلاب، وحتى موظفي الوكالة أنفسهم جرعات من LSD والباربيتورات والمسكالين، بحثاً عن أساليب للتحكم في العقول وتطوير أمصال الحقيقة. وكشفت جلسات مجلس الشيوخ في العام 1975 عن عشرات المشاريع الفرعية وحالة وفاة مؤكدة واحدة على الأقل، هي حالة خبير السموم فرانك أولسون الذي سقط من نافذة فندق بعد تلقيه جرعة سرية من LSD.
4- حرب الهيرويين في فيتنام: لا تزال حرب فيتنام، التي امتدت من عام ١٩٥٥ إلى عام ١٩٧٥، من أكثر فصول التاريخ الحديث إثارةً للجدل والصدمة، حيث تميزت بتضارب الأيديولوجيات السياسية، وخسائر فادحة في صفوف المدنيين، واضطرابات مجتمعية عميقة.
ومع ذلك، غالبًا ما تُغفل مأساة واحدة في السياق الأوسع، الا وهي مأساة إدمان الهيروين. لقد تسلل هذا المخدر القوي إلى حياة الجنود الأمريكان والفيتناميين، مانحًا إياهم مهربًا عابرًا من الأهوال التي عايشوها يوميًا، وغالبًا ما انتشرت شبكات السوق السوداء داخل القواعد العسكرية الامريكية وحولها.
خلقت حرب فيتنام دوامة من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي مهدت الطريق لانتشار تجارة الهيروين في فيتنام، وضمن هذه الشبكة المعقدة، كان هناك عدد من اللاعبين والديناميكيات المحورية المؤثرة في انتشار الهيرويين ومن أشهر اللاعبين عناصر المؤسسة العسكرية الامريكية، حيث وجدت شواهد بأن عناصر من الجيش وأجهزة الاستخبارات متورطة في تجارة المخدرات وخاصة الهيرويين وانتشاره في تلك البلاد، ومن الواضح أن الحجم الهائل لتجارة المخدرات في فيتنام كان سيتطلب مستوى معينًا من التواطؤ المنهجي، أو على أقل تقدير، غض الطرف المتعمد من قبل الجانب الامريكي.
5- العامل البرتقالي في حرب فيتنام عملية رانش هاند (Ranch Hand) : استخدمت الولايات المتحدة العديد من مبيدات الأعشاب، مثل العامل البرتقالي للقضاء على الغابات والحقول التي تحصنت بها قوات فيتنام الشمالية واستخدمت أيضا المخدرات مثل مادة الكيميكال.
وحسب التقارير، يظل العامل البرتقالي، عقب استخدامه، متواجداً بالأرض والأودية، على شكل ترسبات، لمدة طويلة، كما يلتصق بالعديد من مكونات السلسلة الغذائية كالسمك والبيض والطيور وينتقل بسهولة لجسم الإنسان إما في حالة التعرض له بشكل مباشر أو عن طريق استهلاك الأغذية الملوثة به. وفي حال التعرض له، يتسبب العامل البرتقالي في أمراض عديدة كأمراض الجلد والكبد والسكري، من النوع الثاني، كما يلحق أضراراً كبيرة بجهاز المناعة والجهاز العصبي وإضافة لمخاطره على الجهاز التناسلي، ويسبب أنواعاً من السرطان.
ووفق السلطات الفيتنامية، ألحق العامل البرتقالي أضراراً جسيمة بالنظام البيئي لفيتنام وتسبب في هجرة ملايين الفيتناميين ما بين أواخر السبعينيات ومطلع التسعينيات، فضلاً عن ذلك أكدت السلطات الفيتنامية على تعرض نحو 4 ملايين فيتنامي للعامل البرتقالي ووفاة نحو 400 ألفاً منهم بسبب السرطان والأمراض الأخرى بالإضافة الى المواد المخدرة وما احدثته من دمار بين افراد الشعب الفيتنامي.
6- دور CIA في تهريب المخدرات حول العالم: يجب الحديث عن حقيقة هذه الاستخبارات ومهامها غير القانونية وعلى عملياتها في مجال تهريب وتجارة المخدرات حول العالم، هذه الوكالة التي ما فتئت تحاول طمس الحقائق وإخفاء المعلومات، ومحاولة إلقاء التهم على حركات التحرر والمقاومة.
ومن أشهر عملياتها في تهريب المخدرات:
⦁ فضيحة الكونترا : التي سربتها ونشرتها الصحف العالمية، حول تورط المخابرات الأميركية في تهريب الكوكايين وإدخاله للولايات المتحدة، خلال حكم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، ففي عام 1986 أقر المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، بأن الأموال من مبيعات الكوكايين المهربة إلى أميركا ساعدت في تمويل متمردي الكونترا ضد حكومة نيكاراغوا خلال الحرب التي كانت دائرة بينهم في ذلك الوقت.
⦁ الوكالة الاستخباراتية ترتبط بعلاقات قوية مع كبار تجار المخدرات على مستوى العالم: ففي تقرير لموقع «ويكيليكس» افاد إلى أن الحكومة الأميركية في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش، عقدت اتفاقية سرية مع المجرم كارتل سينالوا المكسيكي، من أجل الحصول على معلومات سرية عن المنظمات الأخرى مقابل السماح له بتهريب أطنان من المخدرات للولايات المتحدة وإسقاط الجرائم الموجهة ضده، بمساعدة الاستخبارات الأميركية.
وفي الثمانينات من القرن المنصرم وأثناء إدارة رونالد ريغان، وكما ورد في تحقيق الصحفي غاري ويب Gary Webb الذي كشف ببراعة ولأول مرة عن وثيقة في سلسلة مقالاته بعنوان الحلف الأسود ، متضمناً بأن ألـ CIA ضالعة بعمق في تطوير وتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة والتي سرعان ما غمرت البلاد في شكل وباء الكوكايين المستمر لتحطيم الأمريكان الأفارقة وغيرهم من المجتمعات الأمريكية الفقيرة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، كما تحولت القصة الى فليم سينمائي.
⦁ الاستخبارات الأميركية وتمويل المافيا الإيطالية: كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ال CIAتخشى من وقوع إيطاليا وصقلية في يد الشيوعيين أثناء الحرب الباردة، لذا قامت بتمويل المافيا الإيطالية ومدّها بالسلاح.
ثالثا – روسيا:
قبل 23 عاما، نجحت قوات خاصة روسية في الإفراج عن رهائن احتجزهم إرهابيون في مسرح دوبروفكا بموسكو، وتمكنت من إبطال مفعول عدد كبير من العبوات الناسفة والقنابل التي زرعت بالمكان. في تلك المأساة التي بدأت صباح يوم 23 أكتوبر من عام 2002، دخل إرهابيون مدججون بالأسلحة والقنابل والعبوات الناسفة إلى مسرح دوبروفكا بموسكو، حيث كانت تعرض مسرحية “نورد أوست” الموسيقية، واحتجزوا في المكان 912 رهينة.
وكشف وزير الصحة الروسي يوري شيفتشنكو عن أن الغاز الذي استخدم في عملية تحرير رهائن المسرح بموسكو مشتق من مادة فنتانيل المخدرة القوية المستخلصة من الأفيون والتي تستخدم في عمليات التخدير.
ففي 26 تشرين الأول/أكتوبر 2002، ضخت القوات الخاصة الروسية ضباباً أفيونياً عبر نظام تهوية مسرح دوبروفكا، تبيّن لاحقاً أنه مزيج من الكارفنتانيل والريمي فنتانيل، وهي أفيونات أقوى بآلاف المرات من المورفين.
أفقد الغاز المسلحين الشيشانيين الأربعين وعيهم، لكنه قتل أيضاً ما لا يقل عن 130 من أصل 912 رهينة، وخلّف مئات يعانون من أضرار تنفسية مزمنة.
رابعا – إسرائيل:
أما القرن الحادي والعشرون، فيشهد دخول المستوطنة الاستعمارية الوحيدة الباقية في العالم( إسرائيل) إلى هذا السياق التاريخي، إذ فرضت حصاراً محكماً على غزة، وأطلقت النار على مدنيين يقفون في طوابير الطعام، ولوّثت طحين الإغاثة بمخدر أفيوني شديد الإدمان.
إن تخدير شعب محاصر لإضعاف مقاومته ليس انحرافاً يخص القرن الحادي والعشرين، بل هو إحياء لأسلوب إمبريالي قديم ومجرّب.
⦁ حرب الأوكسيكودون على الفلسطينيين في قطاع غزة: أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ناقوس الخطر في 27 حزيران/ يونيو، معلناً العثور على أقراص الأوكسيكودون داخل أكياس الطحين الموزّعة عبر مراكز المساعدات التي يديرها جيش الاحتلال، والتي بات أهالي غزة يصفونها بمصائد الموت.
لا يوحي هذا الاكتشاف بحادث مأساوي عابر، بل يُشير إلى رهان مدروس من السلطات الإسرائيليّة على خلق إدمان جماعي في غزّة، يُضيف إرهاباً كيميائياً إلى أسلحة الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى القتل والتدمير والحصار والتجويع ونشر الأوبئة.
ما إن يُدخَل أفيون عالي الفعالية مثل الأوكسيكودون إلى هذا المجتمع المصدوم، حتى تنتقل المعادلة الاجتماعية من اليأس إلى الكارثة، ويتحوّل الإدمان هنا من مأساة فردية إلى معزّز مضاعِف للجوع، والبطالة، والعنف، والانتحار.
وقد تتجاوز تبعات الإدمان أي وقف لإطلاق النار أو خطة لإعادة الإعمار، لذلك فإن وصول الأوكسيكودون لا يهدد بمزيد من حالات الجرعات الزائدة فقط، بل يهدد أيضاً بمحو بطيء لمناعة المجتمع التي مكّنت غزة من الصمود 17 عاماً تحت الحصار.
ان خبر تلويث السلطات الإسرائيليّة للطحين بالأوكسيكودون ليس هو الأول الذي يربط إسرائيل باستخدام المخدّرات كسلاح، فتاريخها حافل بالعمليات السريّة والعلنيّة التي تتمحور حول المخدرات، فسلاح الإدمان في يدها وسوف نتحدث لاحقا عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي المخدرات كسلاح ضد الفلسطينيين في مقالة بعنوان (المخدرات…. سلاح الاحتلال الاسرائيلي المدمر في حربه ضد الشعب الفلسطيني) سوف تنشر قريبا.
وتشترك هذه الأمثلة، من المهدئات إلى الأفيونات والهلوسات، جميعها في هدف واحد وهو تقديم الإدمان الكيميائي أو الشلل العصبي كبديل عن الرصاص، لينتهي الأمر بآثار مميتة وانزلاقات إلى مناطق قانونية رمادية. لذلك ليس استخدام الدقيق الممزوج بالأوكسيكودون في غزة اختراعاً إسرائيلياً جديداً، بل امتداداً لترسانة حرب مخدرات موثّقة تاريخياً، تستبدل مشاهد الانفجارات بانهيار مبطّن بفعل الإدمان وتفكك المجتمع.
⦁ تهريب ونشر المخدرات في مصر ولبنان: في عام 1955 أعربت المخابرات العسكرية الاسرائيلية تحت قيادة الجنرال حاييم هرتسوغ، عن قلقها لأن الحشيش وغيره من العقاقير المخدرة المتوفرة بكثرة في مصر ولبنان يمكن أن تجد طريقها إلى إسرائيل بسهولة، وسوف يؤدي ذلك إلى إفساد المجتمع الإسرائيلي وتقويض أخلاقه ومعنوياته وسيؤدي أيضًا إلى إضعاف جيش الدفاع الإسرائيلي وإعاقة قدراته القتالية.
فكان لابد من اتخاذ تدابير جديدة لتهريب ونشر المخدرات في كل الدول العربية وخاصة مصر ولبنان، من أجل إضعاف الشعوب العربية وتقويضِها. ولم يكن مستغربًا أن تتهم مصر الجيش الإسرائيلي بأنه متورط رسميًّا في تهريب المخدرات إلى الدول العربية بوجه عام، وإلى مصر بوجه خاص. حيث ان هناك مجموعة من التقارير التي تفيد أن إسرائيل ضالعة بعمق في تجارة المخدرات بمصر، إذ تصل المخدرات إليها من بلاد الشام، ومن ثم تعيد توجيهها إلى مصر.
⦁ تهريب المخدرات الى الأردن: تشهد الحدود الأردنية تصاعدا ملحوظا في عمليات إحباط تهريب المخدرات من إسرائيل، بالتزامن مع التوترات العسكرية التي تشهدها المنطقة، بدءا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووصولا إلى التصعيدات في لبنان وعندما نقرأ بيان القوات المسلحة الاردنية حول احباط ثلاثة محاولات تهريب مخدرات من اسرائيل الى الاردن باستخدام طائرات مسيرة “درونات” بالمنطقة الجنوبية على الواجهة الغربية في يوم واحد فقط، فان هذه الاحداث المتكررة تطرح مجموعة من الأسئلة، مثل هل إسرائيل متورطة في اغراق الاردن بالمخدرات؟
والسبب في طرح هذه الأسئلة عدة عوامل ومنها يفترض ان الجيش الصهيوني في حالة تأهب قصوى على الحدود، فكيف تمكنت هذه الطائرات الثلاث من اختراق خطوط الجيش الصهيوني والوصول الى الحدود الأردنية، الا يدل ذلك على ان هناك تواطؤ من الجيش الاسرائيلي مع مهربين المخدرات لإغراق الاردن بها.
ومن غير المنطقي أن تمر طائرات مسيّرة محملة بالمخدرات كل هذه المسافة من النقب وبئر السبع إلى الحدود الأردنية، من دون أن ترصدها أجهزة الاحتلال، خاصة أن المنطقة قريبة من غزة وتخضع لرصد مكثف بالطائرات المسيّرة.
استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال د. حسن عبد الله الدعجة، بين انه في الآونة الأخيرة، ازدادت عمليات تهريب المخدرات من جنوب الكيان إلى جنوب المملكة، باستخدام المسيرات، وهو تطور يثير تساؤلات عديدة حول الأطراف التي تقف وراء هذا النشاط الممنهج. هذه الطائرات التي تتطلب تقنيات متطورة وقدرات لوجستية عالية، يصعب أن تكون بيد الأفراد فقط، ما يشير إلى احتمال تورط مؤسسات أمنية متقدمة لتنفيذ مثل هذه العمليات. وهنا يبرز تساؤل مهم: هل يسعى الكيان المحتل عبر هذه الوسائل إلى شن “حرب مخدرات” تستهدف الأردن على نحو مباشر؟ وهل هذه استراتيجية جديدة له، تحاول عبرها النيل من الامن الوطني الأردني عن طريق “حرب الكبتاجون”؟
قد يكون الهدف من هذه العمليات، إضعاف الأردن من الداخل عبر إغراقه بالمخدرات، مما يؤدي إلى زيادة التحديات الأمنية والاجتماعية، وتشتيت جهوده في التفاعل مع قضايا إقليمية جوهرية مثل القضية الفلسطينية. هذا السيناريو ينسجم مع توجهات محتملة لتقليل الضغط الأردني على الكيان في المحافل الدولية بشأن حل الدولتين، خصوصًا أن الأردن يُعد طرفًا أساسيًا في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وفي وقت تزامنت فيه هذه الأنشطة مع انشغال حرس الحدود الصهيوني المحتل في معارك جنوب لبنان وقطاع غزة، فإن المقصود منها قد يكون خلق فراغ أمني، يُستغل لزيادة نشاط التهريب. هذه الديناميكيات تشير إلى وجود استراتيجية متعددة الأبعاد لدى الاحتلال، تهدف إلى توجيه أنظار الأردن نحو أزمات داخلية معقدة.
⦁ دخول الكوكايين والهيرويين الى دول الخليج عبر إسرائيل: ان خط عبور الكوكايين وقدومه إلى دول الخليج فسره تقرير إقليمي حول المخدرات قام بإعداده مجلس الاتحاد الأوروبي على موقعه الرسمي، حيث أكد التقرير أن خطا طويلا يسلكه الكوكايين حتى يصل تهريبا إلى دول في الشرق الأوسط ومن بينها دول الخليج.
وكشف التقرير أن رحلة الكوكايين تبدأ من بلدان في أميركا الجنوبية مثل كولومبيا ثم تصل إلى مطارات أوروبية، ومن هناك يشحن إلى إسرائيل أو خليج العقبة كمنطقة عبور حيث يقوم مهربون إسرائيليون وعرب بتهريب الهيرويين والكوكايين إلى دول المنطقة بما فيها الأردن كبلد عبور أيضا وإلى لبنان ومصر ودول الخليج مثل السعودية كمحطات نهائية.
وأوضح التقرير أن إسرائيل لا تزال بلد عبور للمخدرات إلى الأردن ومصر والسعودية، لافتا إلى زيادة تهريب الكوكايين السائل من أميركا الجنوبية إلى إسرائيل.
خامسا – سوريا:
يستحق نظام الأسد لقب زعيم تجارة المخدرات عن جدارة، وقد سبق وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن نظام الأسد قام بتطوير صناعة الكبتاجون لدعم اقتصاده، فيما وصفت دراسة صادرة عن مركز كوار (COAR) للتحليل والأبحاث، سوريا بأنها أصبحت مركزا عالميا لإنتاج الكبتاجون، وكشفت أن صادراتها منه بلغت 3.46 مليار دولار.
وان المسؤول المباشر عن عمليات تصنيع وتصدير الكبتاجون هو ماهر الأسد شقيق بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري، والطريف في الأمر ليس فقط أن شقيق الأسد مسؤول عن تجارة المخدرات وبعلمه ومباركته، بل حتى أن مواقع معامل الكبتاجون صارت معروفة للجميع.
ولو كان نظام الأسد الذي حاول سابقا إيهام البعض بأنه أيضا ضحية لهذه التجارة جادا لكان بإمكانه ضرب هذه المعامل وهو الذي لم يردعه شيء عن قصف مدنيين آمنين، لكن واقع الحال أن مصانع الكبتاجون يُعلق عليها يافطات منطقة عسكرية مغلقة، ويحميها جنود الأسد.
وفي العديد من المناسبات، وجهت الولايات المتحدة ودول أخرى أصابع الاتهام إلى حكومة الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا بالتربح من إنتاج وبيع منشط مسبب للإدمان معروف باسم الكبتاجون. فيما يقول خبراء إن تجارته تبلغ قيمتها مليارات الدولارات سنويا، إذ ربطت حكومات غربية تجارة الكبتاجون غير المشروعة في سوريا بشقيق الرئيس المخلوع. واعتبر مراقبون أن الأسد استخدم هذا المخدر كسلاح للضغط على دول الخليج، من اجل إعادة دمج سوريا في العالم العربي.
وقد ساهمت عدة عوامل في إثارة الإعلان عن سورية (دولة مخدرات)، حيث بدأت الميليشيات الإيرانية بالتعاون مع أجهزة الجيش والدولة السورية (كالفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري التي يقودها ماهر الأسد) لتصدير شحنات ضخمة إلى مختلف دول العالم كالتي اكتشفتها إيطاليا في تموز 2019 والتي يبلغ وزنها 14طن وبقيمة سوقية تصل لمليار يورو حسب موقع DW الألماني.
سادسا – إيران:
لا تتوقف إيران عن محاولاتها إغراق الدول العربية بالمخدرات سواء من خلال بوابة التهريب أو التجارة، حيث يغض النظام الإيراني الطرف عن هذه الظاهرة، متخذا اياها كسلاح لإلحاق الضرر بهذه الدول، أما على الصعيد الداخلي فقد أدت المخدرات إلى تدمير المجتمع، وسببت الضياع والتشرد لكثير من العائلات الإيرانية في وقت تعجز فيه الحكومة عن معالجة المشكلة من جذورها.
1- نشر المخدرات في سوريا: وقد استخدمت إيران والميليشيات الموالية لها المخدرات سلاحاً متعدد الأغراض، فمن استخدامها لغسيل أدمغة الشباب بغية تجنيدهم مروراً باستخدامها مورداً مالياً لتمويل حروبها في المنطقة وانتهاءً بزعزعة استقرار باقي دول المنطقة، حيث تلعب المخدرات دوراً محورياً في استمرار الميليشيات الإيرانية بانتهاكاتها بحق السوريين واحتلال أرضهم وبمساعدة من بشار الاسد.
2- نشر المخدرات في العراق: يقف الحرس الثوري الإيراني وراء انتشار المخدرات في العديد من دول الجوار وعلى رأسهم العراق ودول الخليج؛ بحسب تصريحات مدير اللجنة الوطنية العراقية لمكافحة المخدرات، إذ أكد أن إيران تحولت إلى عاصمة ومركز للتهريب على مستوى العالم فهي تربط بين مزارع الإنتاج في أفغانستان، وأسواق الاستهلاك في الدول الأخرى، مستغلة دول الجوار في عمليات التهريب، خاصة أذربيجان والعراق ودول الخليج العربي.
وتؤكد المعلومات المتوفرة أن تهريب المخدرات المنظم إلى داخل العراق بدأ مع التدخل الإيراني عبر الميليشيات وعصابات المخدرات والجريمة المنظمة برعاية جهاز المخابرات الدولي الإيراني ومخابرات الحرس الثوري وفيلق القدس.
وكشف المساعد الدولي في مركز مكافحة المخدرات، أسد الله هادي نجاد، أن أكثر من 35 في المائة من المخدرات المنتجة في أفغانستان، تمر من إيران باتجاه الدول الأخرى. وبحسب المسؤول الإيراني الرفيع تعد إيران الطريق المثالي لعصابات الاتجار بالمخدرات كما تشهد إيران استثمارا واسعا من قبل العصابات المهربة للمخدرات في إنتاج المخدرات الصناعية وتهريبها وتوزيعها في المناطق الأخرى.
3- التهريب إلى أوروبا والغرب : ففي يناير 2016، نشر موقع “ويكيليكس” برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، تشير إلى أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كيلوغرام في 2006، إلى 59 ألفًا في الربع الأول من 2009 وحده، وأكدت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين نحو أوروبا والغرب.
ونقلت هذه البرقية عن دبلوماسيون أميركيون قولهم إن إيران تعتبر من أكبر مهربي المخدرات في العالم، فهي أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني، وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، وأضافوا أن 95% من الهيروين في أذربيجان يأتي من إيران، في حين تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية.
4- التهريب إلى دول الخليج: وأما عن المحاولات الإيرانية لتهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي، فهي لا تعد ولا تحصى:
⦁ ففي مارس2012، أعلنت وزارة الداخلية السعودية إحباط محاولة تهريب مخدرات نوعية، إذ رصدت تحركات لأفراد يمثلون شبكة إجرامية تتخذ من إيران محطة انطلاق لها، وتستهدف دول الخليج بالدرجة الأساسية. وتمكنت من إحباط محاولة تهريب نصف طن من مادة الحشيش المخدر، عبر السواحل الشرقية للسعودية والقبض على المتورطين في تهريبها، وهم 4 باكستانيين و5 إيرانيين.
⦁ كما أن اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، كشف خلال تصريح سابق له للتليفزيون السعودي، أنه سبق أن أحبطت سلطات الأمن محاولة تهريب مخدرات في السواحل الشرقية للبلاد، مشيرًا إلى أن هناك اعترافات حصلت عليها وزارة الداخلية أبرزت جعل إيران محطة مرور لتلك الشبكة الإجرامية، التي تمتهن تهريب المخدرات.
⦁ وفي أبريل 2014، أعلنت الداخلية السعودية، إحباط محاولتين لتهريب 22 مليونًا و85 ألفًا و570 قرص أمفيتامين، تقدر قيمتها السوقية بمليار و38 مليونًا و21 ألفًا و790 ريالًا، مؤكدة القبض على 5 سعوديين وبحريني من المتورطين في العمليتين، مبينة أن العمليتين مرتبطتان بشبكة تهريب دولية تنشط في تهريب الأمفيتامين إلى السعودية، ويتزعمها سوريون وإيرانيون.
⦁ وفي نوفمبر2015، نفذت السلطات السعودية أحكامًا بالإعدام على 3 إيرانيين بالرياض، أدينوا في قضية تهريب مخدرات، وهي كمية كبيرة من الحشيش المخدر للسعودية عن طريق البحر.
⦁ وفي الكويت أحبطت السلطات في أكتوبر 2014، محاولة تهريب 5 ملايين حبة مخدرة، كان سيتم توزيع نصفها في الإمارات، والنصف الآخر يتوجه إلى السعودية. وتمكن رجال وزارة الداخلية في الإمارات من ضبط المهربين، بعد أن أبلغت الكويت نظيرتها الإماراتية بالشبكة، والتي ضبطت المتهمين في منطقة العين الإماراتية، وتمت مصادرة كميات الحبوب المخدرة التي كانت مخبأة في ألواح خشبية.
⦁ أما الإمارات فأعلنت في ديسمبر 2015، ضبط باخرة إيرانية حاول قبطانها تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة وشخصين يحملان الجنسية الإيرانية عبر ميناء خالد البحري بإمارة الشارقة.
⦁ وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أنه تم ضبط 11.5 كيلو جرامًا من مخدر الحشيش و142 ألفًا و725 قرصًا مخدرًا كانت مخبأة في مخابئ سرية، بالإضافة إلى ضبط 10 أشخاص على متن الباخرة. وبعد التحقيق مع قبطان الباخرة، أقر المشتبهون بأن الكمية المضبوطة تم جلبها إلى عدد من تجار المخدرات لترويجها بالدولة بناء على توجيه أحد تجار المخدرات في إيران.


سابعا – اليمن (الحوثيون):


يرى مراقبون أن اعتماد عصابة الحوثي على تجارة المخدرات ليس فقط بدافع الربح، بل كجزء من أجندة أوسع تهدف إلى تدمير النسيج الاجتماعي اليمني، عبر تفشي الإدمان، واستهداف فئة الشباب، ونشر الفوضى والانحراف في المجتمعات المحلية.


حيث أكد المؤتمر الوطني لمكافحة المخدرات الذي اختتم اعماله، في محافظة مأرب، أن مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لإيران، تستخدم المخدرات بكافة انواعها بشكل واسع كسلاح فتاك لخراب وتدمير المجتمع اليمني ودول الجوار وجني الاموال لتمويل حروبها، وتعتبرها احدى ادوات الموت الذي تنادي به في شعارها وحذر من خطورة التهاون من مواجهتها.
ثامنا – السودان (قوات الدعم السريع) :


فقد أعلن جهاز المخابرات السوداني، اكتشاف مصنع لإنتاج الحبوب المخدرة في منطقة مصفاة النفط بالخرطوم بحري ينتج 100 ألف حبة من الكبتاجون في الساعة وتعود ملكيته لقوات الدعم السريع، وأن معظم الإنتاج كان يذهب كمنشطات للقوات المتمردة.


كما يشير متصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة نت إلى أن كثيرا من الأسرى بعد ساعات من القبض عليهم كانوا يطالبون بما يسمونها الفيتامينات المنشطة، مما يؤكد ان قوات الدعم السريع تستخدم المخدرات والحبوب المخدرة في معاقبة الاسرى وتدفع بهم الى الوصول لمراحل الإدمان.


وخلاصة القول ان جميع ما ذكر في هذه المقالة ما هو الا غيض من فيض، وما خفي كان أكبر وأعظم، وان تسرب هذه المعلومات الى الاعلام كان السبب الرئيسي في معرفة هذه الفظائع والتي تقوم بها دول وأنظمة وسلطات من اجل اخضاع الطرف الاخر ولا يهم الأسلوب فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.


والملفت للنظر ان غالبية الدول القوية والعظمى والتي تدعي الحرية والديمقراطية وتحافظ على تطبيق القوانين الدولية الخاصة بحقوق الانسان وغيرها من العناوين البراقة، هي ذاتها التي تستخدم المخدرات كسلاح ضد الغير من اجل تحقيق اهداف متنوعة.


فلا غرابة في سلوك دولة الاحتلال الإسرائيلي في استخدام المخدرات كسلاح ضد الفلسطينيين في كل مكان وخاصة في قطاع غزة، ولن يكون لها رادع من قانون أخلاقي او دولي او انساني، لان الدول الراعية لتلك القوانين هي ذاتها مارست هذا السلوك ولم يرمش لها جفن.


ونحن هنا لا نبرر للاحتلال الإسرائيلي استخدامه للمخدرات كسلاح ضد الفلسطينيين لان غيره من الدول استخدمه سابقا، بل على العكس من ذلك، فنحن نعلن ونؤكد على اننا وفي القرن الحادي والعشرون نشهد دخول المستوطنة الاستعمارية الوحيدة الباقية في العالم، إسرائيل، إلى هذا السياق التاريخي، حيث لوّثت طحين الإغاثة بمخدر أفيوني شديد الإدمان ، وان اكتشاف هذا الحدث المأساوي، يُشير إلى رهان مدروس من السلطات العليا الإسرائيليّة على خلق واقع جديد في غزة، وهو ظاهرة الادمان الجماعي، ويُضيف إرهاباً كيميائياً جديدا إلى أسلحة الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى القتل والتدمير والحصار والتجويع ونشر الأوبئة.


ان سجل الاحتلال الإسرائيلي في استخدام المخدرات كسلاح سجل قديم وحديث، فقد اثبتت الدراسات انها استخدمت المخدرات ضد البلدان العربية عامة وضد مصر ولبنان والأردن والخليج خاصة، لعدة اهداف ومنها إضعاف الدول العربية من الداخل عبر إغراقها بالمخدرات، ما يؤدي إلى زيادة التحديات الأمنية والاجتماعية، وتشتيت جهودها في التفاعل مع قضايا إقليمية جوهرية مثل القضية الفلسطينية.


ومن هذا المنبر نخاطب ضمير العالم المتحضر او ما بقي منه، ان يمد يد العون لأهلنا في غزة ولجميع الفلسطينيين في كل مكان من اجل انهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الحقوق الى أصحابها وحصول الشعب الفلسطيني على الحرية والاستقلال.

  • – الدكتور خالد أبو ظاهر – جامعة الاستقلال – فلسطين

شاهد أيضاً

اللواء علام السقا يستقبل عائلة الطفل المتوفى عدنان يونس ويؤكد مواصلة ملاحقة المركبات غير القانونية

اللواء علام السقا يستقبل عائلة الطفل المتوفى عدنان يونس ويؤكد مواصلة ملاحقة المركبات غير القانونية

شفا – استقبل اللواء علام السقا، مدير عام الشرطة، في مكتبه اليوم ، عائلة الطفل …